مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الفردوس المفقود في وادي قانا

فاطمة إبراهيم
توشك الشمس أن تغرب في بطن الجبل، بعد أن مسحت وجه الشاب الجامعي منتصر منصور (22 عاما) من قرية دير استيا بلون ذهبي يشابه لون الحصاد، بينما يهدر صوت المياه المتدفق من 8 عيون وزعت إلهيا على امتداد 16 ألف دونم، التي تشكل امتداد وادي قانا شمالي سلفيت، بإيقاع كلاسيكي، لا يأبه بصوت طائرات استطلاع جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تلوث سماء الوادي، ولا بالمستوطنات المنتصبة على جباله.
يعبر منصور الذي ترك منزل عائلته في ديرستيا واستقر في الأرض المملوكه له في وادي قانا، الطريق جارا خلفة قطيع الخراف إلى حظيرته، لتنتهي دورة حياته اليومية، ويقول "حياة الوادي هي أقرب لنفسي. هنا خضرة وماء وطعام طبيعي، إنها جنة الله وقطعة من الفردوس، لا يعكرها  سوى اعتداءات المستوطنين اليومية".
بجانب شجرة برتقال وقف الحاج خضر منصور يجمع الثمار قبل بيعها في القرى المجاورة، وبيسر يستذكر مشهد زراعة أول بؤرة استيطانية حول وادي قانا، الذي قضى فيه عقود عمره السبعة في حراثة الأرض والعناية بأشجار البيارة، رغم دفق المياه العادمة الآتية من المستوطنات المحيطة والتي وصل عددها إلى عشرة.
يقول الحاج منصور: "لا يسمحون لنا بتحريك حجر في الوادي، الوادي ملك لنا ولأجدادنا، أراضيه ممتدة حتى قرى قلقيلة".
عام 1983 طبقت إسرائيل قانون المحميات الطبيعية الإسرائيلية على أراضي وادي قانا، فمنعت الفلاحين من غرس الأشجار واستصلاح الأرض، وهدمت بيوت أكثر من 300 عائلة فلسطينية، ما اضطرها إلى ترك أرضهم والعودة لقريتهم دير استيا، كما فرض قرار بمنع تنظيف الأرض من النفايات، بداعي أن ذلك يندرج أيضا ضمن قانون حماية الطبيعة.
يقول نظمي سلمان رئيس بلدية دير استيا: "منعونا من وضع حاويات جمع النفايات، بحجة مخالفة ذلك لقانون حماية الطبيعة، واليوم يهددون باقتلاع 1200 شجرة زيتون، في حين يبنون مستوطناتهم ضمن حدود المنطقة التي يقولون عنها محمية طبيعية. نحن نضطر للنوم هنا ونقيم الصلاة يوم الجمعة هنا أيضا لنؤكد أننا أصحاب هذه الأرض".
قوانين حماية الطبيعة المفروضة على وادي قانا لم تحرم المزارعين فقط من التمتع بالوادي والعيش فيه، لكنها فرضت قيودا على التنزه في واحدة من أكثر المناطق الطبيعية الفلسطينية جمالا، في حين يتجول المستوطنون في ذات المكان كل يوم، ويمضون وقتهم تحت أشجاره الوارفة ويسبحون في برك طبيعية أقيمت حول عيون الماء.
ويؤكد سلمان على ضرورة قيام وزارة السياحة بالترويج للوادي كمنطقة سياحية طبيعية فلسطينية، وكذلك أن يتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لنقل الطلاب خلال الرحلات المدرسية إليه، وفي ذلك تثبيت للوجود الفلسطيني في وادي قانا، كما يقول
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024