1600 فلسطيني من قرية جنبة جنوب الخليل يواجهون خطر امرٍ اسرائيلي وشيك باجلائهم عن اراضيهم ومزارعهم
نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية اليوم الخميس تحقيقاً عن تعرض سكان قرية جنبة في جبال الخليل الجنوبية لاخراجهم عنوة من ديارهم في منطقة حدودية "متنازع عليها" بمرارة تريد اسرائيل جعلها قطاعاً عسكرياً. وهنا نص التحقيق الذي اعدته كاترينا ستيوارت:
"ولدت اجيال من عائلة جَبَارين الفلسطينية في الكهف المحفور في سفح الجبل الوعر على بعد بضعة اميال من الخط الاخضر الفاصل بين الضفة الغلربية المحتلة واسرائيل. ومع مرور عقود من الزمن، ضم الكهف بعض اسباب الراحة، بما في ذلك التيار الكهربائي من مولِد، وباب يوفر الحماية من عوامل الطقس، ومرحاض مركب على نفقة الحكومة البريطانية.
غير ان عائلة جبارين تدرك ان هذه الراحة النسبية عابرة. فمنذ ان اعلنت اسرائيل المنطقة قطاعاً لاطلاق الذخيرة الحية في سبعينات القرن العشرين عاشوا تحت تهديد الاخلاء. وقد بلغ هذا التهديد اشده الآن.
وستحكم وزارة الجيش الاسرائيلية على مصير التجمعات السكانية الفلسطينية هناك في غضون ايام، وسيعرض القرار عندئذ على المحكمة الاسرائيلية العليا قبل صدور قرار نهائي. ويقدر الناشطون ان الحكومة ستطلب اما اجلاءً كلياً او جزئياً للقرى الزراعية العشوائية الـ12، التي يعيش فيها 1،600 شخص والواقعة ضمن قطاع اطلاق النار، وهو توصيف تقول منظمات الحقوق انه نهب للاراضي تحت ستار حاجة امنية.
يقول خالد جبارين، 41، الذي يحيط بكهف عائلته عدد من المنازل والمزارع العشوائية المتناثرة على سفح الجبل: "ليس عندنا اي اراض اخرى يمكننا ان نذهب اليها".
ورفض مسؤول في وزارة الجيش البحث في وضع المنطقة وقال انه "لا يوجد قرار نهائي بعد بشأن المسألة". وفي 1999، اجلت اسرائيل القرويين عنوةً، وهدمت منازل ودمرت ممتلكات. وبعد سنة على ذلك، قالت المحكمة العليا ان بامكان المزارعين ان يعودوا، الى حين اتخاذ قرار نهائي، وتركتهم في حالة من عدم اليقين. وفي الفترة منذ ذلك الحين خاض الفلسطينيون انتفاضةً ثانية، واقامت اسرائيل جداراً فاصلاً يحصر معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية، ويفصلهم عن فرص العمل في اسرائيل. ونتيجة لذلك، يعود الشباب من هذه التجمعات السكانية الى افضل ما كان اجدادهم يفعلونه: فلاحة الارض.
على مر السنين، توسعت القرى الواقعة في اشد مناطق الضفة الغربية جفافاً وقحطاً، ومولت وزارة التنمية البريطانية اقامة عشرات المراحيض، والبرك لجمع مياه المطر كجزء من مشاريع المساعدة الانسانية. وتواجه هذه كلها اوامر هدم.
وقد وبخ وزير الدولة البريطاني في الخارجية البريطانية اليستر بيرت اسرائيل في الآونة الاخيرة قائلاً ان عمليات الهدم والاجلاء "تسبب معاناة لا لزوم لها، وهي ضارة لعملية السلام وتناقض في كل الظروف، باستثناء ما هو محدود جداً منها، القانون الانساني الدولي".
وتذكر المعركة على المراحيض وبرك المياه تذكيراً بالطبيعة الطاحنة للصراع الاسرائيلي-الفلسطيني على الارض، حيث تبقى اجزاء من الضفة الغربية، خصوصاً تلك القريبة من حدود حرب الايام الستة في 1967، مناطق متنازع عليها بصورة مريرة.
وتدعي اسرائيل ان المزارعين ليسوا سكاناً دائمين وانهم لا يعيشون في القرى الا لبعض الوقت من السنة. لكن الفلسطينيين يؤكدون ان بعض العائلات تبقى طوال السنة، بينما يقضي اولئك المزارعون الذين ينتقلون الى هنا في الربيع اكثر من ستة شهور في قراهم.
وقد اخذ الصبر الدولي ينفد. ومن المنتظر ان يصدر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي قراراً يندد بالسياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وتندد بعنف المستوطنين، كما ذكرت صحيفة "هآرتس". وحذرت اسرائيل من ان الخطوة ستعقد مفاوضات السلام.
وبالنسبة الى حامد جبارين، 72، يعتبر الكفاح الاكبر من اجل دولة فلسطينية مستقلة غير مهم. كل ما يريده هو ان يبقى في بيته. وهو يقول ببساطة: "هذه ارضي، وارض ابي، وارض جدي". ويضيف انه كلما حاولت اسرائيل اجلاءه، كلما عمق "الحفر والحفر".
"ولدت اجيال من عائلة جَبَارين الفلسطينية في الكهف المحفور في سفح الجبل الوعر على بعد بضعة اميال من الخط الاخضر الفاصل بين الضفة الغلربية المحتلة واسرائيل. ومع مرور عقود من الزمن، ضم الكهف بعض اسباب الراحة، بما في ذلك التيار الكهربائي من مولِد، وباب يوفر الحماية من عوامل الطقس، ومرحاض مركب على نفقة الحكومة البريطانية.
غير ان عائلة جبارين تدرك ان هذه الراحة النسبية عابرة. فمنذ ان اعلنت اسرائيل المنطقة قطاعاً لاطلاق الذخيرة الحية في سبعينات القرن العشرين عاشوا تحت تهديد الاخلاء. وقد بلغ هذا التهديد اشده الآن.
وستحكم وزارة الجيش الاسرائيلية على مصير التجمعات السكانية الفلسطينية هناك في غضون ايام، وسيعرض القرار عندئذ على المحكمة الاسرائيلية العليا قبل صدور قرار نهائي. ويقدر الناشطون ان الحكومة ستطلب اما اجلاءً كلياً او جزئياً للقرى الزراعية العشوائية الـ12، التي يعيش فيها 1،600 شخص والواقعة ضمن قطاع اطلاق النار، وهو توصيف تقول منظمات الحقوق انه نهب للاراضي تحت ستار حاجة امنية.
يقول خالد جبارين، 41، الذي يحيط بكهف عائلته عدد من المنازل والمزارع العشوائية المتناثرة على سفح الجبل: "ليس عندنا اي اراض اخرى يمكننا ان نذهب اليها".
ورفض مسؤول في وزارة الجيش البحث في وضع المنطقة وقال انه "لا يوجد قرار نهائي بعد بشأن المسألة". وفي 1999، اجلت اسرائيل القرويين عنوةً، وهدمت منازل ودمرت ممتلكات. وبعد سنة على ذلك، قالت المحكمة العليا ان بامكان المزارعين ان يعودوا، الى حين اتخاذ قرار نهائي، وتركتهم في حالة من عدم اليقين. وفي الفترة منذ ذلك الحين خاض الفلسطينيون انتفاضةً ثانية، واقامت اسرائيل جداراً فاصلاً يحصر معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية، ويفصلهم عن فرص العمل في اسرائيل. ونتيجة لذلك، يعود الشباب من هذه التجمعات السكانية الى افضل ما كان اجدادهم يفعلونه: فلاحة الارض.
على مر السنين، توسعت القرى الواقعة في اشد مناطق الضفة الغربية جفافاً وقحطاً، ومولت وزارة التنمية البريطانية اقامة عشرات المراحيض، والبرك لجمع مياه المطر كجزء من مشاريع المساعدة الانسانية. وتواجه هذه كلها اوامر هدم.
وقد وبخ وزير الدولة البريطاني في الخارجية البريطانية اليستر بيرت اسرائيل في الآونة الاخيرة قائلاً ان عمليات الهدم والاجلاء "تسبب معاناة لا لزوم لها، وهي ضارة لعملية السلام وتناقض في كل الظروف، باستثناء ما هو محدود جداً منها، القانون الانساني الدولي".
وتذكر المعركة على المراحيض وبرك المياه تذكيراً بالطبيعة الطاحنة للصراع الاسرائيلي-الفلسطيني على الارض، حيث تبقى اجزاء من الضفة الغربية، خصوصاً تلك القريبة من حدود حرب الايام الستة في 1967، مناطق متنازع عليها بصورة مريرة.
وتدعي اسرائيل ان المزارعين ليسوا سكاناً دائمين وانهم لا يعيشون في القرى الا لبعض الوقت من السنة. لكن الفلسطينيين يؤكدون ان بعض العائلات تبقى طوال السنة، بينما يقضي اولئك المزارعون الذين ينتقلون الى هنا في الربيع اكثر من ستة شهور في قراهم.
وقد اخذ الصبر الدولي ينفد. ومن المنتظر ان يصدر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي قراراً يندد بالسياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وتندد بعنف المستوطنين، كما ذكرت صحيفة "هآرتس". وحذرت اسرائيل من ان الخطوة ستعقد مفاوضات السلام.
وبالنسبة الى حامد جبارين، 72، يعتبر الكفاح الاكبر من اجل دولة فلسطينية مستقلة غير مهم. كل ما يريده هو ان يبقى في بيته. وهو يقول ببساطة: "هذه ارضي، وارض ابي، وارض جدي". ويضيف انه كلما حاولت اسرائيل اجلاءه، كلما عمق "الحفر والحفر".