انطباعات مناضل عن "وفا" في مرحلة التأسيس
زلفى شحرور
"استوقفني كثيرا اسم "وفا" وهو اختصار لوكالة الأنباء الفلسطينية .. سمعت بالاسم للمرة الأولى من الشهيد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ماجد أبو شرار في العام 1973 في "معسكر 99" في مدينة مصياف السورية وهو يعلن أمامنا عن إنشاء الوكالة".
هذا ما قاله محمد نبهان (65 عاما) سفير فلسطين في صربيا، وهو يتحدث عن محطات شهدها في حياة "وفا" وكانت تشر للأهمية التي أولتها القيادة لتأسيس الوكالة.
ويضيف "أخذني الاسم كثيرا وماجد يتحدث عن الوكالة، فالاسم يعبر عن معاني إنسانية عميقة في زمننا، يعبر عن الوفاء عن كل شيء جميل في فلسطين .. كنا صغارا وكنا مفتونين بكل المعاني الجميلة ومنطلقين نحو الحياة والنضال، وعندنا قناعة بأننا نريد تغيير العالم".
وتابع "كان أبو شرار منتشيا بإعلانه عن وضع اللبنات الأولى لمؤسسة إعلامية فلسطينية لنقل صوت فلسطين للعالم، وكان يرى أننا أصبحنا مثل كثير من شعوب العالم عندهم وسائلهم الإعلامية للتعبير عن همومهم وإيصال رسالتهم للعالم، وكان يشعر بالفخر وهو يعلن عن قيمة وأهمية هذا التأسيس، خاصة وأن هذا الإعلان كان أمام كوكبة من كوادر حركة فتح التي كان يتم استضافتها في مثل هذه المعسكرات بهدف تدريبهم عسكريا وتثقيفهم من خلال عدد من المحاضرات التي كان يقوم بها قادة حركة فتح".
وقال: بعد ذلك تم إيفادي للعمل في ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في يوغسلافيا، وكانت يوغسلافيا حينها تحتل مكانة مهمة ضمن منظومة دول عدم الانحياز، والتي طالما وقفت ودعمت منظمة التحرير الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني. وبحكم عملي شهدت بعد فترة قصيرة من عملي توقيع "وفا" لأول اتفاقياتها مع وكالات أخرى، ووقعها حينها رئيس الوكالة زياد عبد الفتاح مع وكالة أنباء يوغسلافيا "تان يوغ"، وعلى ضوءها تم تدريب عدد من كوادر "وفا"، ومنهم أبو فراس وخليل الزبن الذي نشأت بيني وبينه علاقة صداقة، وبيني وبين الوكالة أيضا صداقة بحكم المهنة كوني خريج صحافة وعلوم سياسية، وكنت أقوم بزيارة مكاتبها في بيروت وتونس ودمشق.
وأضاف "كنت شاهدا على توقيع "وفا" لاتفاقياتها مع وكالة أنباء دول عدم الانحياز (بول)، وكانت "وفا" نائبا للرئيس، وكانت توزع أخبارها عبر وكالات دول عدم الانحياز جميعا".
وقال: كنا نستقبل نشرة "وفا" عبر التلكس، ومن ثم عبر الفاكس ونقوم بترجمتها وتوزيعها على الوكالات والصحف المحلية، وكثيرا ما كانت تقوم الصحف بأخذها نقلا عن "وفا".
وتابع: في الانتفاضة الأولى أسسنا مكتبا صحفيا تابعا للرئاسة في بلغراد، وكنا نستقبل "وفا" من قبرص ونقوم بتوزيعها بعد ترجمتها، وكنا نعتبر أنفسنا محطة من محطات "وفا"، وكان الخبر السياسي وما زال هو الأهم بالنسبة للوكالات الأجنبية والصحف، لأن تفاصيل الحياة اليومية تحصل عليها وسائل الإعلام من مصادرها.
وعن طبيعة المادة الصحفية التي تغطيها الوكالة اليوم وتخدم العمل الدبلوماسي والجاليات في الخارجية، ركز نبهان على أهمية التوسع في التفاصيل، مؤكدا أن الوكالة ربما تكون متابعة بين الجاليات وفي المهاجر الفلسطينية أكثر من الداخل، لأنها بدأت بنقل صورة بانورامية وواسعة ومفصلة عن حياة الفلسطيني وتمكنت من تقريب صورة الوطن ومعاناته وتفاصليه لهم، مطالبا بزيادة مساحة التحقيقات الصحفية لأهميتها في هذه الجزئية.
وأضاف السفير نبهان "تزود هذه المعلومات كل فلسطيني في الخارج بكم من المعلومات تحوله إلى محامي حقيقي وناجح في الدفاع عن فلسطين والقضية الفلسطينية، وهي قضية خبرناها أكثر من مرة".