المكان رسم لمراسل "وفا" حسن الشلة سيرة حياته المهنية
استقبال رسمي للرئيس عرفات في بلغراد وفي الوسط الزميل حسن الشلة
زلفى شحرور
رسم المكان لحسن الشلة مسيرة مهنية طويلة من العمل كأول مراسل لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في يوغسلافيا منذ العام 1974 حتى تاريخ عودته لأرض الوطن دون تخطيط.
وصل الشلة القادم من يوغسلافيا في العام 1974 لبيروت، وذهب لزيارة مسؤول الإعلام الموحد ماجد أبو شرار حينها كما درجت عادة الطلبة المنتمين لحركة فتح وغيرها من الفصائل بهدف التدريب العسكري والتوعية الفكرية، لترسم له هذه الزيارة وبالصدفة، معالم حياة مهنية لم تخطر بباله امتدت على مدار ثلاثة عقود لتنتهي مع عودته للوطن في العام 1995.
وقال: "كنت في زيارة لماجد أبو شرار وبدوره عرض علي العمل كمراسل لوكالة وفا في يوغسلافيا، وكنت حينها طالبا في بلغراد عاصمة يوغسلافيا وعاصمة حركة دول عدم الانحياز الداعمة حينها بقوة للقضية الفلسطينية (كان ميلاد حركة عدم الانحياز واحدا من نتائج الحرب العالمية الثانية ونتيجة مباشرة للحرب الباردة، وكان هدف الحركة الابتعاد عن سياسة الحرب الباردة والمحاور، وتأسست الحركة من 29 دولة، وهي الدول التي حضرت الإعلان عن الحركة في مؤتمر باندونج عام 1955).
وتابع، "لم يكن لي حينها أي علاقة بالعمل الصحفي، كل مواصفتي نشاطي في اتحاد الطلبة، فأنا عضو في حركة فتح منذ العام 1967، ولم يكن هذا العرض بالمعنى الوظيفي، بل كان بين التطوع والعمل، فالمبلغ الذي كنت أتقاضاه حينها والبالغ 150 دولارا، كان يكفي ثمنا لتذكرة السفر كل ستة أشهر لأخذ مكافأتي، ويبدو أن أبو شرار هدف من ذلك ربطي ببيروت".
وأضاف، "وافقت وذهبت للقاء رئيس الوكالة حينها زياد عبد الفتاح لإصدار قرار التكليف، وأرسلني بدوره إلى سليمان وفا (سليمان أبو جاموس) للتدريب. أذكر أنه قام برمي خبري الأول في سلة القمامة أكثر من مرة، وقام بتدريبي على صياغة الخبر بطريقة تمكنني من تأدية عملي بصورة أولية". وبالفعل ذهبت إلى يوغسلافيا وكانت مهمتي مزدوجة، فعلى عاتقي يقع توزيع الخبر الفلسطيني في يوغسلافيا ودول عدم الانحياز، وتزويد الوكالة بكل أخبار عدم الانحياز والجالية الفلسطينية".
ويستذكر كيفية تعامل اليوغسلاف مع هذا التكليف "عندما تقدمت بالكتاب لوكالة الأنباء اليوغسلافية "بول"، قالوا لي: هذا الكتاب يجب أن يكون موجها إلى وزارة الخارجية للمصادقة عليه، لكن لفلسطين سنعتمد الكتاب، وكان رئيس وكالة "بول" هو ذاته رئيس وكالة دول عدم الانحياز (تان يوغ)، وبالفعل اعتمدت بصور رسمية كأول مراسل لوفا خارج بيروت، وأول صحفي فلسطيني في يوغسلافيا.
وأضاف: "تلقيت تدريبا مكثفا في وكالة "تان يوغ" استمر لمدة ستة أشهر، وبعدها بدأت العمل من خلال مقر مكتب منظمة التحرير في يوغسلافيا".
وعن آلية عمله، قال "بدأت العمل وكنا نعتمد على جهاز "التلكس" في إرسال الأخبار الصحفية الخاصة بدول عدم الانحياز لـ"وفا" لنشرها، وكنا نتلقى نشرة وفا بنفس الطريقة ونعيد بث أخبارها كما هي وبصورة يومية عير وكالة أنباء عدم الانحياز التي تنقل عنها وكالات الدول الأعضاء أخبار الوكالة وتستعين فيها بنشر الخبر الفلسطيني من مصدره الأصلي".
أما فيما يخص تزويد الوكالة في الأخبار، فكان التركيز على مواقف دول عدم الانحياز بنقلها لوفا، وتصريحات رئيس منظمة دول عدم الانحياز جوزيف تيتو الخاصة بالقضية الفلسطينية، بالإضافة لمتابعة أخبار الجالية، وكان غالبها من الطلاب وكان عددهم كبيرا جدا. "أذكر أن عدد الطلبة المسجلين في العام 1968 في معهد اللغة وصل إلى حوالي الألف طالب".
وأضاف الشلة، "مر عملي بمراحل حساسة جدا، كان فيها ضغط العمل كبيرا، ومثل محطة مهمة في نقل الموقف الفلسطيني في الانتفاضة الأولى، كنا نصدر نشرة يومية بالتعاون مع السفارة تخص أحداث الانتفاضة نقلا عن وفا".
وتابع: "لكن فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 كانت مميزة بالنسبة لي وفيها كنت أعمل بشعور من يدافع عن تاريخه وتاريخ جيل بكامله، بشعور من يدافع عن ذاته عن مستقبله وحياته"، كنا نصل الليل بالنهار لتغطية الخبر الفلسطيني، وكنا نوزع نشرة "وفا" التي استمرت تصلنا بانتظام ولم تنقطع عنا طوال فترة الاجتياح عبر التلكس وعبر جهاز اللاسلكي، وكنا نقوم بتوزيعها على السفارات، نتصل بالمراسلين الأجانب والمحليين في يوغسلافيا بصورة يومية عبر الهاتف أو مقر السفارة، ونرسل لهم المواقف السياسية التي تصلنا".
وظل الشلة، كما قال، يعمل بين التطوع والعمل حتى العام 1983، حيث تم تعيينه رسميا على ملاك منظمة التحرير الفلسطينية كمراسل لوكالة وفا في يوغسلافيا.
وأوضح الشلة أن العمل تراجع بعد موت تيتو وبعد الانتفاضة الأولى بسبب الوضع السياسي في يوغسلافيا وانقسامها.
وظل الشلة على ملاك "وفا" حتى العام 1995، وبعدها انتقل للعمل في صندوق الاستثمار الفلسطيني حتى اليوم في الشركة الفلسطينية للخدمات التجارية.
رسم المكان لحسن الشلة مسيرة مهنية طويلة من العمل كأول مراسل لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في يوغسلافيا منذ العام 1974 حتى تاريخ عودته لأرض الوطن دون تخطيط.
وصل الشلة القادم من يوغسلافيا في العام 1974 لبيروت، وذهب لزيارة مسؤول الإعلام الموحد ماجد أبو شرار حينها كما درجت عادة الطلبة المنتمين لحركة فتح وغيرها من الفصائل بهدف التدريب العسكري والتوعية الفكرية، لترسم له هذه الزيارة وبالصدفة، معالم حياة مهنية لم تخطر بباله امتدت على مدار ثلاثة عقود لتنتهي مع عودته للوطن في العام 1995.
وقال: "كنت في زيارة لماجد أبو شرار وبدوره عرض علي العمل كمراسل لوكالة وفا في يوغسلافيا، وكنت حينها طالبا في بلغراد عاصمة يوغسلافيا وعاصمة حركة دول عدم الانحياز الداعمة حينها بقوة للقضية الفلسطينية (كان ميلاد حركة عدم الانحياز واحدا من نتائج الحرب العالمية الثانية ونتيجة مباشرة للحرب الباردة، وكان هدف الحركة الابتعاد عن سياسة الحرب الباردة والمحاور، وتأسست الحركة من 29 دولة، وهي الدول التي حضرت الإعلان عن الحركة في مؤتمر باندونج عام 1955).
وتابع، "لم يكن لي حينها أي علاقة بالعمل الصحفي، كل مواصفتي نشاطي في اتحاد الطلبة، فأنا عضو في حركة فتح منذ العام 1967، ولم يكن هذا العرض بالمعنى الوظيفي، بل كان بين التطوع والعمل، فالمبلغ الذي كنت أتقاضاه حينها والبالغ 150 دولارا، كان يكفي ثمنا لتذكرة السفر كل ستة أشهر لأخذ مكافأتي، ويبدو أن أبو شرار هدف من ذلك ربطي ببيروت".
وأضاف، "وافقت وذهبت للقاء رئيس الوكالة حينها زياد عبد الفتاح لإصدار قرار التكليف، وأرسلني بدوره إلى سليمان وفا (سليمان أبو جاموس) للتدريب. أذكر أنه قام برمي خبري الأول في سلة القمامة أكثر من مرة، وقام بتدريبي على صياغة الخبر بطريقة تمكنني من تأدية عملي بصورة أولية". وبالفعل ذهبت إلى يوغسلافيا وكانت مهمتي مزدوجة، فعلى عاتقي يقع توزيع الخبر الفلسطيني في يوغسلافيا ودول عدم الانحياز، وتزويد الوكالة بكل أخبار عدم الانحياز والجالية الفلسطينية".
ويستذكر كيفية تعامل اليوغسلاف مع هذا التكليف "عندما تقدمت بالكتاب لوكالة الأنباء اليوغسلافية "بول"، قالوا لي: هذا الكتاب يجب أن يكون موجها إلى وزارة الخارجية للمصادقة عليه، لكن لفلسطين سنعتمد الكتاب، وكان رئيس وكالة "بول" هو ذاته رئيس وكالة دول عدم الانحياز (تان يوغ)، وبالفعل اعتمدت بصور رسمية كأول مراسل لوفا خارج بيروت، وأول صحفي فلسطيني في يوغسلافيا.
وأضاف: "تلقيت تدريبا مكثفا في وكالة "تان يوغ" استمر لمدة ستة أشهر، وبعدها بدأت العمل من خلال مقر مكتب منظمة التحرير في يوغسلافيا".
وعن آلية عمله، قال "بدأت العمل وكنا نعتمد على جهاز "التلكس" في إرسال الأخبار الصحفية الخاصة بدول عدم الانحياز لـ"وفا" لنشرها، وكنا نتلقى نشرة وفا بنفس الطريقة ونعيد بث أخبارها كما هي وبصورة يومية عير وكالة أنباء عدم الانحياز التي تنقل عنها وكالات الدول الأعضاء أخبار الوكالة وتستعين فيها بنشر الخبر الفلسطيني من مصدره الأصلي".
أما فيما يخص تزويد الوكالة في الأخبار، فكان التركيز على مواقف دول عدم الانحياز بنقلها لوفا، وتصريحات رئيس منظمة دول عدم الانحياز جوزيف تيتو الخاصة بالقضية الفلسطينية، بالإضافة لمتابعة أخبار الجالية، وكان غالبها من الطلاب وكان عددهم كبيرا جدا. "أذكر أن عدد الطلبة المسجلين في العام 1968 في معهد اللغة وصل إلى حوالي الألف طالب".
وأضاف الشلة، "مر عملي بمراحل حساسة جدا، كان فيها ضغط العمل كبيرا، ومثل محطة مهمة في نقل الموقف الفلسطيني في الانتفاضة الأولى، كنا نصدر نشرة يومية بالتعاون مع السفارة تخص أحداث الانتفاضة نقلا عن وفا".
وتابع: "لكن فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 كانت مميزة بالنسبة لي وفيها كنت أعمل بشعور من يدافع عن تاريخه وتاريخ جيل بكامله، بشعور من يدافع عن ذاته عن مستقبله وحياته"، كنا نصل الليل بالنهار لتغطية الخبر الفلسطيني، وكنا نوزع نشرة "وفا" التي استمرت تصلنا بانتظام ولم تنقطع عنا طوال فترة الاجتياح عبر التلكس وعبر جهاز اللاسلكي، وكنا نقوم بتوزيعها على السفارات، نتصل بالمراسلين الأجانب والمحليين في يوغسلافيا بصورة يومية عبر الهاتف أو مقر السفارة، ونرسل لهم المواقف السياسية التي تصلنا".
وظل الشلة، كما قال، يعمل بين التطوع والعمل حتى العام 1983، حيث تم تعيينه رسميا على ملاك منظمة التحرير الفلسطينية كمراسل لوكالة وفا في يوغسلافيا.
وأوضح الشلة أن العمل تراجع بعد موت تيتو وبعد الانتفاضة الأولى بسبب الوضع السياسي في يوغسلافيا وانقسامها.
وظل الشلة على ملاك "وفا" حتى العام 1995، وبعدها انتقل للعمل في صندوق الاستثمار الفلسطيني حتى اليوم في الشركة الفلسطينية للخدمات التجارية.