الحر: رعب القلوب وخسائر الجيوب!
كتب عبد الباسط خلف:
تدخل موجات الحر الشاب بركات أبو حمدان، الذي يسكن الحي الغربي من جنين، في حيرة متعددة الوجوه. يقول: أعيش في بيت منخفض، وفي بلد حار في السنوات العادية، لكن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة غير المسبوق، أعاد ترتيب أولوياتي، فصرت لا أفكر في الانتقال من الشقة التي استأجرها، والبدء ببناء بيت مستقل، وإنما أصبحت القضية الأولى التي تُشغلني شراء المكيفات لبيتي الحار.
ووفق أبو حمدان، فإن غالبية البيوت والمتاجر غير مزودة بنظام للتبريد والتكييف، لأنه مرتفع الثمن، ويتطلب استهلاكًا عاليًا للتيار الكهربائي.
ويضيف: يدخل الصيف الرعب إلى قلبي، وصرت أتابع أحوال الطقس، واهتم بالقضايا البيئية أكثر من السابق، وعرفت أن الحديث يدور عن انفجار شمسي، تسبب في زيادة كبيرة في درجات الحرارة. وأهرب من الحر إلى بيت أسرتي المرتفع نسبيًا، وأحيانًا أقضي معظم وقتي على سطح البناية، لكن هذا لا يُغني عن تركيب المكيف، ولو بالدين.
ويتمنى أبو حمدان، أن يأتي رمضان هذه السنة، باردًا بعض الشيء، وليس بدرجات حرارة مرتفعة، خاصة وأن أيامه هي الأطول منذ 26 عامًا.
ويفيد مسؤول تحرير"آفاق البيئة والتنمية" جورج كرزم: ذُهِلَ الكثيرون من درجات الحرارة المرتفعة جدا في أشهر أيار، وحزيران، وتموز وآب الماضية. إلا أن الأمر لا يدعو إلى الدهشة إطلاقا؛ خاصة وأن العام الماضي سُجل في التاريخ بأنه الأكثر سخونة منذ عام 1880 حين بدأت القياسات المنتظمة لدرجات الحرارة. وبعد مراجعة المعطيات الخاصة بمعدلات درجات الحرارة في البحر واليابسة، تبين بأن الأشهر الستة الأولى لعام 2010 كانت الأكثر سخونة (كمعدل عالمي) من بين الأشهر التي تم توثيقها حتى الآن؛ وذلك بمعدل 14 درجة مئوية، وبزيادة تبلغ 0.68 درجة فوق معدل الفترة الموازية في القرن العشرين. وللمقارنة، اعتبر العام 1998 حتى الآن الأكثر سخونة؛ إذ احتوى ذلك العام على أكبر عدد من الأشهر التي حطمت أرقاما قياسية في ارتفاع درجات الحرارة.
ووفق كرزم، فإن الخبراء يعتبرون الظواهر السابقة دليلا قويا على تحذيراتهم المتعلقة بالتغير المناخي الكارثي الذي تتسبب به النشاطات البشرية. ومع ذلك، فالخبراء لا يسارعون إلى التأكيد القطعي على العلاقة الواضحة بين المعطيات السابقة والتغير المناخي العالمي الذي يقاس بعشرات أو مئات السنين.
يضيف: يتوقع الخبراء الذين يحذرون من التغير المناخي بأن حرارة المناخ ستستمر في الارتفاع ما لم يحدث انخفاض كبير في كمية غازات الدفيئة بالغلاف الجوي. كما يحذرون من أن درجة الحرارة العالمية قد تزيد بست درجات مئوية فوق مستواها قبل الثورة الصناعية؛ وحينئذ ستكون العواقب وخيمة خاصة وإن التعهدات غير الملزمة لدول العالم في مؤتمر كوبنهاجن بتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، لن تفلح في منع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3.5-4 درجات مئوية، علما بأن أي ارتفاع يزيد عن الدرجتين سيشكل كارثة بيئية على نطاق عالمي.
وينهمك فني التبريد والتكييف، محمد قصراوي في استقبال طلبات زبائن جدد لتركيب "كوندشينات" أو"مزجانات" كما يسميها البعض؛ هربًا من حرارة الصيف. ويقول: خلال أسبوعين فقط، ركبت 40 مكيفًا في بلدة صغيرة يسكنها خمسة آلاف مواطن، ومعظم الورش بالتقسيط، كما أن الأجهزة اختفت من السوق.
المفارقة التي يقدمها قصراوي، أن بعض العائلات التي ركبت أجهزة تبريد، لا يتوفر لمعيلها دخل ثابت، وبالكاد يستطيع جمع ألف شيقل كل شهر.
وبحسب تقديراته، فإن الجهاز الواحد يكلف أكثر من ثلاثة آلاف شيقل، ويحتاج كل ساعة تشغيل لقرابة شيقل وثلاثين أغورة. وقد يكون في الأمر مبالغة، وأجزم أن بعض الذين ركبنا لهم هذه التقنية لن يستخدموها، بسبب ارتفاع تكلفتها، وإنما سيتباهون بأنهم قد حصلوا عليها بالفعل.
وتحلل غادة يونس، وهي معلمة في إحدى مدارس طولكرم: للأمر تداعيات كثيرة، فتركيب أجهزة تكييف وتبريد يصلح للمناطق الصحراوية، مثلما فعلت حينما عملت بالمملكة العربية السعودية، قبل عشرين سنة. والخطير أن موجات الحر تكشف خطورة ثقافتنا الاستهلاكية، فنحن لا نمتلك مدخولات عالية، ونعد من أصحاب الدخل المحدود، ولا نستطيع التصرف كأننا في دبي والدوحة، بتركيب أجهزة تكييف.
وتضيف: للأمر ما يبرره، فأغلبية مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا ووسائل مواصلاتنا تفتقر للتبريد والتكييف، وإذا أردنا أن نؤسس لهذه السلعة، فسوف نحتاج لخمسة مكيفات في كل بيت، وليس إلى مكيف واحد في غرفة النوم؛ وهذا الأمر يحتاج لأن تعمل الأسرة ليل نهار لتوفير هذه السلعة لوحدها.
ويرى مدير دائرة الزراعة في جنين المهندس وجدي بشارات، بأن موجة القيظ التي ضربت المنطقة، العام الماضي خلفت أضرارًا كبيرة في القطاع الزراعي.
وهناك صورة نمطية تسود المزارعين، بأن حديثنا عن الأضرار يجب أن يقترن بدفع تعويضات، وهذه ثقافة بحاجة إلى تغيير.
ويقول: أثر الحر على القطاعات النباتية والحيوانية، بشكل واضح وكبير، وساهم في رفع استهلاك نسبة الري لقرابة 15 في المائة، ما يعني تبكير خطر جفاف الآبار.
وأجبر ارتفاع درجات الحرارة أصحاب الحقول المزروعة بالأشجار على ريها بشكل تكميلي. وخفض الموجة من نسب عقد الثمار داخل الدفيئات المحمية، وفي الحقول المكشوفة، ما رفع أسعار بعض المحاصيل بشكل كبير مثل البندورة، وقلل أرباح المزارع.
يضيف بشارات: من آثار الحر العام الماضي انخفاض إنتاج البيض في مزارع الدواجن، مثلما تراجع في مزارع الأمهات. كما قلت نسب التلقيح في مزارع الأغنام والأبقار، وتراجعت كميات الحليب.
فيما يفيد نائب مدير عام المصادر والبيئة في سلطة جودة البيئة، المهندس نضال كاتبه، بأن موجة الحر التي ضربت فلسطين كانت جزءا من حالة عاشتها المنطقة كلها.
يقول: حتى نكون علميين فيما نطرحه، لا يمكن الحديث عن أضرار بيئية لموجة حر محدودة. وما شاهدناه من تأثيرات على بعض الأشجار، جاء بسبب تراكم مواسم الجفاف، خلال السنوات الثلاث الماضية. فسلطة جودة البيئة جزء من لجنة وطنية للتغير المناخي، ونحن نتأثر بهذا التغير الحاصل عالميًأ. وهناك أنظمة تكييف صديقة للبيئة، وأخرى تنتج غازات تساهم في تغذية الاحتباس الحراري.
وتخضع أجهزة التبريد والتكييف لشروط مؤسسة المواصفات والمقاييس، التي تحدد المعايير قبل السماح باستيراد أي مكيف. وهناك لجنة مشتركة لهذه الغاية تساهم سلطة جودة البيئة في مداولاتها.
ويرى مدير مركز أبحاث الطاقة في جامعة النجاح، د.عماد بريك أن انتشار مكيفات الهواء بفعل موجات الحر المتلاحقة مسألة بحاجة إلى دراسات علمية للتعرف على مدى مساهمة المكيفات في تسخين الجو عمومًا.
ويضيف: لا نتحدث عن جانب اقتصادي من وراء زيادة استهلاك الطاقة الأحفورية، لكننا نشير إلى البيئية والأوزون والانبعاثات، فعلى سبيل المثال، يساهم كل كيلو واط من الكهرباء يتم إنتاجه بواسطة المولدات التقليدية في إنتاج 1,5 كيلو غرام من غاز ثاني أكسيد الكربون.
ويقول التاجر نضال سليط: أهرب من حر الشمس برش ملابسي بالمياه، إذ استهلك نحو 20 لتراً يومياً للهرب من الحر، وألبس قبعة، وأغسل راسي بالماء، لكن دون جدوى.
ويتسبب الحر في التعرق، وأتضايق من نفسي كثيرًا، ويؤثر الحر على الأعصاب، ويتعبني الأمر كثيرًا.
فيما ابتكر الشاب سليمان عقل، الذي يتخذ من سوق جنين القديم مكاناً لبسطته، وسيلة للهروب من الهواء. يقول: اختراعي ليس بالجديد، ولكنني أستعمل كرتونة لتحريك الهواء.
ويتذمر عقل من كثرة العرق الذي ينساح عن جسمه، ويقول: على الناس تقبل الوضع الجديد لهم، فالأمر خارج عن السيطرة.
ويؤكد المزارع علاء الدين خلف: طبختنا الشمس، وأدخلتنا في سباق مع الزمن، فعلينا أن نقاوم الجفاف بمضاعفة الري، لكن ارتفاع الحرارة ساهم في رفع التبخر. والبشر تأثروا من الحر، فما بالكم بالمزروعات التي تقضي طيلة النهار تحت اللهب، ولا تنجح محاولاتنا كثيرًا في ترطيب تربتها، وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فإن بلادنا ستصبح مثل صحراء الربع الخالي.
تدخل موجات الحر الشاب بركات أبو حمدان، الذي يسكن الحي الغربي من جنين، في حيرة متعددة الوجوه. يقول: أعيش في بيت منخفض، وفي بلد حار في السنوات العادية، لكن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة غير المسبوق، أعاد ترتيب أولوياتي، فصرت لا أفكر في الانتقال من الشقة التي استأجرها، والبدء ببناء بيت مستقل، وإنما أصبحت القضية الأولى التي تُشغلني شراء المكيفات لبيتي الحار.
ووفق أبو حمدان، فإن غالبية البيوت والمتاجر غير مزودة بنظام للتبريد والتكييف، لأنه مرتفع الثمن، ويتطلب استهلاكًا عاليًا للتيار الكهربائي.
ويضيف: يدخل الصيف الرعب إلى قلبي، وصرت أتابع أحوال الطقس، واهتم بالقضايا البيئية أكثر من السابق، وعرفت أن الحديث يدور عن انفجار شمسي، تسبب في زيادة كبيرة في درجات الحرارة. وأهرب من الحر إلى بيت أسرتي المرتفع نسبيًا، وأحيانًا أقضي معظم وقتي على سطح البناية، لكن هذا لا يُغني عن تركيب المكيف، ولو بالدين.
ويتمنى أبو حمدان، أن يأتي رمضان هذه السنة، باردًا بعض الشيء، وليس بدرجات حرارة مرتفعة، خاصة وأن أيامه هي الأطول منذ 26 عامًا.
ويفيد مسؤول تحرير"آفاق البيئة والتنمية" جورج كرزم: ذُهِلَ الكثيرون من درجات الحرارة المرتفعة جدا في أشهر أيار، وحزيران، وتموز وآب الماضية. إلا أن الأمر لا يدعو إلى الدهشة إطلاقا؛ خاصة وأن العام الماضي سُجل في التاريخ بأنه الأكثر سخونة منذ عام 1880 حين بدأت القياسات المنتظمة لدرجات الحرارة. وبعد مراجعة المعطيات الخاصة بمعدلات درجات الحرارة في البحر واليابسة، تبين بأن الأشهر الستة الأولى لعام 2010 كانت الأكثر سخونة (كمعدل عالمي) من بين الأشهر التي تم توثيقها حتى الآن؛ وذلك بمعدل 14 درجة مئوية، وبزيادة تبلغ 0.68 درجة فوق معدل الفترة الموازية في القرن العشرين. وللمقارنة، اعتبر العام 1998 حتى الآن الأكثر سخونة؛ إذ احتوى ذلك العام على أكبر عدد من الأشهر التي حطمت أرقاما قياسية في ارتفاع درجات الحرارة.
ووفق كرزم، فإن الخبراء يعتبرون الظواهر السابقة دليلا قويا على تحذيراتهم المتعلقة بالتغير المناخي الكارثي الذي تتسبب به النشاطات البشرية. ومع ذلك، فالخبراء لا يسارعون إلى التأكيد القطعي على العلاقة الواضحة بين المعطيات السابقة والتغير المناخي العالمي الذي يقاس بعشرات أو مئات السنين.
يضيف: يتوقع الخبراء الذين يحذرون من التغير المناخي بأن حرارة المناخ ستستمر في الارتفاع ما لم يحدث انخفاض كبير في كمية غازات الدفيئة بالغلاف الجوي. كما يحذرون من أن درجة الحرارة العالمية قد تزيد بست درجات مئوية فوق مستواها قبل الثورة الصناعية؛ وحينئذ ستكون العواقب وخيمة خاصة وإن التعهدات غير الملزمة لدول العالم في مؤتمر كوبنهاجن بتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، لن تفلح في منع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3.5-4 درجات مئوية، علما بأن أي ارتفاع يزيد عن الدرجتين سيشكل كارثة بيئية على نطاق عالمي.
وينهمك فني التبريد والتكييف، محمد قصراوي في استقبال طلبات زبائن جدد لتركيب "كوندشينات" أو"مزجانات" كما يسميها البعض؛ هربًا من حرارة الصيف. ويقول: خلال أسبوعين فقط، ركبت 40 مكيفًا في بلدة صغيرة يسكنها خمسة آلاف مواطن، ومعظم الورش بالتقسيط، كما أن الأجهزة اختفت من السوق.
المفارقة التي يقدمها قصراوي، أن بعض العائلات التي ركبت أجهزة تبريد، لا يتوفر لمعيلها دخل ثابت، وبالكاد يستطيع جمع ألف شيقل كل شهر.
وبحسب تقديراته، فإن الجهاز الواحد يكلف أكثر من ثلاثة آلاف شيقل، ويحتاج كل ساعة تشغيل لقرابة شيقل وثلاثين أغورة. وقد يكون في الأمر مبالغة، وأجزم أن بعض الذين ركبنا لهم هذه التقنية لن يستخدموها، بسبب ارتفاع تكلفتها، وإنما سيتباهون بأنهم قد حصلوا عليها بالفعل.
وتحلل غادة يونس، وهي معلمة في إحدى مدارس طولكرم: للأمر تداعيات كثيرة، فتركيب أجهزة تكييف وتبريد يصلح للمناطق الصحراوية، مثلما فعلت حينما عملت بالمملكة العربية السعودية، قبل عشرين سنة. والخطير أن موجات الحر تكشف خطورة ثقافتنا الاستهلاكية، فنحن لا نمتلك مدخولات عالية، ونعد من أصحاب الدخل المحدود، ولا نستطيع التصرف كأننا في دبي والدوحة، بتركيب أجهزة تكييف.
وتضيف: للأمر ما يبرره، فأغلبية مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا ووسائل مواصلاتنا تفتقر للتبريد والتكييف، وإذا أردنا أن نؤسس لهذه السلعة، فسوف نحتاج لخمسة مكيفات في كل بيت، وليس إلى مكيف واحد في غرفة النوم؛ وهذا الأمر يحتاج لأن تعمل الأسرة ليل نهار لتوفير هذه السلعة لوحدها.
ويرى مدير دائرة الزراعة في جنين المهندس وجدي بشارات، بأن موجة القيظ التي ضربت المنطقة، العام الماضي خلفت أضرارًا كبيرة في القطاع الزراعي.
وهناك صورة نمطية تسود المزارعين، بأن حديثنا عن الأضرار يجب أن يقترن بدفع تعويضات، وهذه ثقافة بحاجة إلى تغيير.
ويقول: أثر الحر على القطاعات النباتية والحيوانية، بشكل واضح وكبير، وساهم في رفع استهلاك نسبة الري لقرابة 15 في المائة، ما يعني تبكير خطر جفاف الآبار.
وأجبر ارتفاع درجات الحرارة أصحاب الحقول المزروعة بالأشجار على ريها بشكل تكميلي. وخفض الموجة من نسب عقد الثمار داخل الدفيئات المحمية، وفي الحقول المكشوفة، ما رفع أسعار بعض المحاصيل بشكل كبير مثل البندورة، وقلل أرباح المزارع.
يضيف بشارات: من آثار الحر العام الماضي انخفاض إنتاج البيض في مزارع الدواجن، مثلما تراجع في مزارع الأمهات. كما قلت نسب التلقيح في مزارع الأغنام والأبقار، وتراجعت كميات الحليب.
فيما يفيد نائب مدير عام المصادر والبيئة في سلطة جودة البيئة، المهندس نضال كاتبه، بأن موجة الحر التي ضربت فلسطين كانت جزءا من حالة عاشتها المنطقة كلها.
يقول: حتى نكون علميين فيما نطرحه، لا يمكن الحديث عن أضرار بيئية لموجة حر محدودة. وما شاهدناه من تأثيرات على بعض الأشجار، جاء بسبب تراكم مواسم الجفاف، خلال السنوات الثلاث الماضية. فسلطة جودة البيئة جزء من لجنة وطنية للتغير المناخي، ونحن نتأثر بهذا التغير الحاصل عالميًأ. وهناك أنظمة تكييف صديقة للبيئة، وأخرى تنتج غازات تساهم في تغذية الاحتباس الحراري.
وتخضع أجهزة التبريد والتكييف لشروط مؤسسة المواصفات والمقاييس، التي تحدد المعايير قبل السماح باستيراد أي مكيف. وهناك لجنة مشتركة لهذه الغاية تساهم سلطة جودة البيئة في مداولاتها.
ويرى مدير مركز أبحاث الطاقة في جامعة النجاح، د.عماد بريك أن انتشار مكيفات الهواء بفعل موجات الحر المتلاحقة مسألة بحاجة إلى دراسات علمية للتعرف على مدى مساهمة المكيفات في تسخين الجو عمومًا.
ويضيف: لا نتحدث عن جانب اقتصادي من وراء زيادة استهلاك الطاقة الأحفورية، لكننا نشير إلى البيئية والأوزون والانبعاثات، فعلى سبيل المثال، يساهم كل كيلو واط من الكهرباء يتم إنتاجه بواسطة المولدات التقليدية في إنتاج 1,5 كيلو غرام من غاز ثاني أكسيد الكربون.
ويقول التاجر نضال سليط: أهرب من حر الشمس برش ملابسي بالمياه، إذ استهلك نحو 20 لتراً يومياً للهرب من الحر، وألبس قبعة، وأغسل راسي بالماء، لكن دون جدوى.
ويتسبب الحر في التعرق، وأتضايق من نفسي كثيرًا، ويؤثر الحر على الأعصاب، ويتعبني الأمر كثيرًا.
فيما ابتكر الشاب سليمان عقل، الذي يتخذ من سوق جنين القديم مكاناً لبسطته، وسيلة للهروب من الهواء. يقول: اختراعي ليس بالجديد، ولكنني أستعمل كرتونة لتحريك الهواء.
ويتذمر عقل من كثرة العرق الذي ينساح عن جسمه، ويقول: على الناس تقبل الوضع الجديد لهم، فالأمر خارج عن السيطرة.
ويؤكد المزارع علاء الدين خلف: طبختنا الشمس، وأدخلتنا في سباق مع الزمن، فعلينا أن نقاوم الجفاف بمضاعفة الري، لكن ارتفاع الحرارة ساهم في رفع التبخر. والبشر تأثروا من الحر، فما بالكم بالمزروعات التي تقضي طيلة النهار تحت اللهب، ولا تنجح محاولاتنا كثيرًا في ترطيب تربتها، وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فإن بلادنا ستصبح مثل صحراء الربع الخالي.