بالصور- صور وحكاية: تل الزعتر وجنين
رحيل أهالي تل الزعتر عن مخيمهم بعد المجزرة
زلفى شحرور
حولت المجازر التي ارتكبتها المليشيا اللبنانية بدعم من الجيش السوري في العام 1976 مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين إلى أسماء من الماضي.
جنين الناجية من مذابح مخيم تل الزعتر، والتي كانت تبلغ من العمر حينها خمسة عشر عاما، استشهد ثلاثة من إخوتها ووالدتها.. التقاها عقب المذبحة مصور "وفا" يوسف القطب أثناء خروجها من المخيم مع والدها.
وعن هذه الحادثة التي وثقها بالصور يقول القطب "صدمني منظر الحزن الذي لف جنين وهي تمسك بيد والدها الذي كان يسير بمساعدتها ويتعكز عل عصاه؛ لأنه لم يكن قادرا على السير من هول الفاجعة ومن هول ما رأى.. نظرت إلي وأنا أحمل الكاميرا، وكانت تصرخ وتقول الخونة قتلوا إخوتي، وكانت تضرب وجهها بيديها بقوة، وقفت أمامها مصدوما غير قادر على فعل شيء، ولم ارفع الكاميرا لأصورها وأخذت ابكي معها، لكنها صرخت في وجهي قائلة "اذهب وصور الناس في المخيم، إنهم يجمعون الناس ويقتلونهم واحدا تلو الآخر"".
وأضاف "بعد أسابيع ذهبت إلى الدامور، حيث تم إسكان الذين خرجوا من تل الزعتر وإذا بجنين تدعوني للقاء والدها، والذي بدا لي كرجل عجوز مضت عليه سنوات، وكان يتوسط الغرفة الصغيرة التي تم إيوائهم فيها، وطلب مني الحصول على صور لأبنائه، وبكل بساطة طلبت حضورهم لتصويرهم، لكن رده وقع علي كالصاعقة، وهو يحاول الحصول على صور لجثامين أبنائه الثلاثة الذين استشهد أكبرهم وكان في السادسة عشرة من عمره وهو يدافع عن المخيم، كما تم إعدام الثاني والثالث وكانا في الرابعة والثالثة عشرة من عمرهما على الطريق أثناء الخروج من المخيم، أما زوجته فماتت حزنا على استشهاد إبنها الأول، ولم تعش لتشهد حادثة إعدام ابنيها الاخرين.
وتابع قطب: قال الأب المكلوم الآن لم يبق لي إلا جنين والحمد لله، ولم يبق منهم أي اثر ولا حتى صورهم كنت اتمنى لو كان عندي لهم صور حتى وهم أموات، وبعد سنوات قليلة وفي يوم 18/7/1981 كانت جنين ووالدها على موعد مع العائلة، واستشهدا في قصف طائرات إسرائيلية على الدامور.
المجزرة التي استهدفت المخيم الواقع شرق بيروت، وراح ضحيتها أكثر من 3000 فلسطيني، مورست بحقه عمليات إبادة جماعية بعد حصاره وقطع عنه الماء والكهرباء والطعام لعدة أيام قبل المذبحة، ما سهل الأمر على الجيش السوري وبعض المليشيات اليمينية اللبنانية المتعاونة معه من تحقيق هدفها والقضاء على المقاتلين المتحصنين بالمخيم وأهاليهم بالكامل، حيث قام الأهالي الناجون من المذبحة بأكل لحوم الكلاب والقطط خوفا من الموت جوعا.
حوصر المخيم لمدة 52 يوما بمنتهى القسوة، واجبر سكانه في 12 آب على الخروج، ومن لم يقتل على الحواجز، تم تجميعهم في "الدكوانه" وعوملوا بطريقة وحشية من اغتصاب للفتيات على مرأى الأهل وبقر بطون الحوامل، وسحب وسحل بالسيارات والشطر إلى نصفين، وتقطيع بالبلطات، واعتقال من تبقى وتحويلهم إلى السجون، وفقد العديد من أبنائه ولم يعرف مصيرهم حتى اليوم.
وشهدت المخيمات الفلسطينية الواقعة في المنطقة الشرقية عمليات تطهير عرقي في ذات السنة، فتعرض مخيم "ضبي" يوم 7كانون الثاني عام 1967 لهجوم واسع النطاق رغم أن غالبية سكانه هم من المسيحيين الفلسطينيين.
حولت المجازر التي ارتكبتها المليشيا اللبنانية بدعم من الجيش السوري في العام 1976 مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين إلى أسماء من الماضي.
جنين الناجية من مذابح مخيم تل الزعتر، والتي كانت تبلغ من العمر حينها خمسة عشر عاما، استشهد ثلاثة من إخوتها ووالدتها.. التقاها عقب المذبحة مصور "وفا" يوسف القطب أثناء خروجها من المخيم مع والدها.
وعن هذه الحادثة التي وثقها بالصور يقول القطب "صدمني منظر الحزن الذي لف جنين وهي تمسك بيد والدها الذي كان يسير بمساعدتها ويتعكز عل عصاه؛ لأنه لم يكن قادرا على السير من هول الفاجعة ومن هول ما رأى.. نظرت إلي وأنا أحمل الكاميرا، وكانت تصرخ وتقول الخونة قتلوا إخوتي، وكانت تضرب وجهها بيديها بقوة، وقفت أمامها مصدوما غير قادر على فعل شيء، ولم ارفع الكاميرا لأصورها وأخذت ابكي معها، لكنها صرخت في وجهي قائلة "اذهب وصور الناس في المخيم، إنهم يجمعون الناس ويقتلونهم واحدا تلو الآخر"".
وأضاف "بعد أسابيع ذهبت إلى الدامور، حيث تم إسكان الذين خرجوا من تل الزعتر وإذا بجنين تدعوني للقاء والدها، والذي بدا لي كرجل عجوز مضت عليه سنوات، وكان يتوسط الغرفة الصغيرة التي تم إيوائهم فيها، وطلب مني الحصول على صور لأبنائه، وبكل بساطة طلبت حضورهم لتصويرهم، لكن رده وقع علي كالصاعقة، وهو يحاول الحصول على صور لجثامين أبنائه الثلاثة الذين استشهد أكبرهم وكان في السادسة عشرة من عمره وهو يدافع عن المخيم، كما تم إعدام الثاني والثالث وكانا في الرابعة والثالثة عشرة من عمرهما على الطريق أثناء الخروج من المخيم، أما زوجته فماتت حزنا على استشهاد إبنها الأول، ولم تعش لتشهد حادثة إعدام ابنيها الاخرين.
وتابع قطب: قال الأب المكلوم الآن لم يبق لي إلا جنين والحمد لله، ولم يبق منهم أي اثر ولا حتى صورهم كنت اتمنى لو كان عندي لهم صور حتى وهم أموات، وبعد سنوات قليلة وفي يوم 18/7/1981 كانت جنين ووالدها على موعد مع العائلة، واستشهدا في قصف طائرات إسرائيلية على الدامور.
المجزرة التي استهدفت المخيم الواقع شرق بيروت، وراح ضحيتها أكثر من 3000 فلسطيني، مورست بحقه عمليات إبادة جماعية بعد حصاره وقطع عنه الماء والكهرباء والطعام لعدة أيام قبل المذبحة، ما سهل الأمر على الجيش السوري وبعض المليشيات اليمينية اللبنانية المتعاونة معه من تحقيق هدفها والقضاء على المقاتلين المتحصنين بالمخيم وأهاليهم بالكامل، حيث قام الأهالي الناجون من المذبحة بأكل لحوم الكلاب والقطط خوفا من الموت جوعا.
حوصر المخيم لمدة 52 يوما بمنتهى القسوة، واجبر سكانه في 12 آب على الخروج، ومن لم يقتل على الحواجز، تم تجميعهم في "الدكوانه" وعوملوا بطريقة وحشية من اغتصاب للفتيات على مرأى الأهل وبقر بطون الحوامل، وسحب وسحل بالسيارات والشطر إلى نصفين، وتقطيع بالبلطات، واعتقال من تبقى وتحويلهم إلى السجون، وفقد العديد من أبنائه ولم يعرف مصيرهم حتى اليوم.
وشهدت المخيمات الفلسطينية الواقعة في المنطقة الشرقية عمليات تطهير عرقي في ذات السنة، فتعرض مخيم "ضبي" يوم 7كانون الثاني عام 1967 لهجوم واسع النطاق رغم أن غالبية سكانه هم من المسيحيين الفلسطينيين.