الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

عندما يتحول صيادو غزة الى شحاذين

رويترز - على شواطىء غزة يحمل نسيم البحر رائحة القريدس والسلطعون الطازج، غير أن "أساطيل" الصيد وحتى شباكها تظل تحت رحمة القاذفات والبوارج الحربية الاسرائيلية التي حولت حياة الصيادين الى جحيم.
وشواطىء غزة ليست ككل الشواطىء.. تخنق بالزوارق المعادية، وبأزيز الرصاص، وبشظايا القذائف المتطايرة التي تحول سماءها الى لهيب!!
وهكذا، حملات الجيش الاسرائيلي، ومثيلاتها التي تشنها السلطات المصرية على تهريب الوقود الى قطاع غزة دمرت "اسطول الصيد" الصغير للقطاع وحولت يوما بعد يوم جيلا من الصيادين الى تجار أسماك سردين يحلمون بصيده.
منذ عام 2009 لم يستطع الصيادون الإبحار لأبعد من نحو خمسة كيلومترات بسبب الحصار الذي تفرضه اسرائيل بصرامة. وفي العام الحالي يخرجون بالكاد بسبب وصول سعر الديزل الى ثلاثة أمثاله.
 وهناك نحو 3700 صياد يعملون بدوام كامل في قطاع غزة ولديهم استعداد لخدمة سوق تتكون من 1.7 مليون فلسطيني. وكانوا يصدرون الأسماك لإسرائيل. الآن تستورد غزة نحو 80 في المئة من احتياجاتها من المصريين والاسرائيليين.
وقال محمد العاصي 66 عاماً، الذي عمل صيادا معظم سنين حياته، ويرأس حاليا جمعية الصيادين في غزة، وهي لا تهدف للربح وتدعم ملاك الزوارق بالمعدات والثلج والوقود: "في فترات مضت كنا نوزع فائض السمك على الفقراء والمحتاجين وفي هذه الأيام تحولنا الى شحاذين نطرق باب المؤسسات للمساعدة."
وأضاف: "تماما كما السمك نحن نموت ان ابتعدنا عن الماء كثيرا. في السابق كنا نصدر ثماني شاحنات سمك الى اسرائيل واليوم اسرائيل تغلق البحر في وجهنا وتصدر السمك لنا."
وتعد الأسماك الطازجة التي يتم اصطيادها من البحر المتوسط ويتم شيها او قليها الطبق المفضل في غزة. وتحظى أسماك الهامور والقاروس بإقبال، لكن في العام الحالي لم يستطع الأسطول الاستفادة حتى من موسم صيد السردين الرخيص والذي يتم اصطياده بوفرة.
حين تقود السيارة على امتداد الطريق الساحلي بمدينة غزة لا يمكن ألا تلاحظ سوق السمك وهو ردهة مغطاة بها 12 متجرا مزينة بصور أنواع الأسماك المختلفة.. ويحمل نسيم البحر رائحة القريدس والسلطعون الطازج.
صبيان بصحبة والدهما إنبهرا بأسماك القنبر. ويسأل الرجل مندهشا "هل هذا سمك لوقس؟" ويصف ابناء غزة هذا النوع من السمك بأنه "الوجبة الملكية" لكن وجوده نادر هذه الأيام.
وقال ايمن ابو حصيرة وهو صاحب مطعم ومحل لبيع السمك: "كما ترى فقد منحنا البحر سمكتي لوقس اليوم" وعرضنا سمكة وزنها عشرة كيلوجرامات وصل سعرها الى 80 شيقل (21 دولارا) للكيلو بعد أن كان 50 شيقل (13 دولارا) منذ بضعة اشهر.
وأضاف "سمك السردين قريب جدا وفي نفس الوقت بعيد جدا."
وأردف قائلا "نستطيع رؤية مكان تواجده لكن لا نستطيع الوصول اليه بسبب القيود البحرية من قبل اسرائيل."
ووضعت اسماك السردين المستوردة من مصر في صناديق على عربة يجرها حمار ويباع الكيلو منها مقابل 1.2 دولار. وفي المناسبات القليلة التي عرضت فيها اسماك سردين تم اصطيادها محليا بلغ سعر الكيلو 6.5 دولار للكيلو وهو سعر يفوق إمكانات معظم الأسر.
وقال ابو حصيرة "لقد أثرت على مستوى دخلنا. انني اخسر ما قيمته 60 في المئة من دخلي مقارنة بالمواسم الماضية."
وغزة تحت الحصار الاسرائيلي منذ سيطرت حركة حماس عليها عام 2007، فيما تقول اسرائيل إنها يجب أن تبقي على الحصار حتى تمنع وصول الأسلحة والمعدات العسكرية لحماس.
 ويتيح اتفاق مؤقت للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين للصيادين الإبحار لما يصل الى مسافة 19 كيلومترا من الساحل، لكن منذ سيطرت حماس على غزة قلصت زوارق البحرية الاسرائيلية المسافة الى خمسة كيلومترات تدريجيا.
ولم تجرؤ اي زوارق على الخروج الى البحر حين قامت اسرائيل بغزو غزة في ديسمبر كانون الأول 2008 وشنت حربا على حماس وغيرها من الجماعات الإسلامية الناشطة قائلة إن هذا هدفه وقف إطلاق الصواريخ من القطاع على أراضيها، واستمرت الحرب ثلاثة اسابيع.
وبدأت أزمة الوقود في فبراير شباط من العام الحالي حين شنت مصر حملة على تهريب الوقود من خلال شبكة انفاق على الحدود تمد سكان غزة بكل ما يحتاجونه بدءا من السيارات وانتهاء بالماشية.
وكان تهريب الوقود يحرم المصريين في سيناء من الوقود المدعوم حكوميا. وفاقمت حماس الأمر حين فرضت ضريبة عليه.
ووصل سعر الديزل في السوق السوداء بغزة الآن الى ثلاثة امثاله منذ بضعة اشهر. ويستورد بعض البنزين والديزل وكذلك غاز الطهي من اسرائيل للقطاع الخاص، لكن اسعار الديزل والبنزين الإسرائيلية تعتبر اكبر من إمكانيات المستخدمين التجاريين.
وليس قطاع الصيد القطاع الوحيد الذي تضرر من جراء أزمة الوقود والقيود الاسرائيلية، لقد زاد الارتفاع الكبير في الأسعار من تكلفة تشغيل مضخات الري في موسم الزراعة مما يقلص من الدخل الزراعي الفلسطيني فيما كان يمكن أن يصبح موسما جيدا.
واضطر مزارعو القرنفل الذين يعتمدون على الشاحنات في نقل ازهارهم الى ترك الكثير من الزهور في الثلاجات دون كهرباء للحفاظ على حالتها. وبيع نحو 2.5 مليون زهرة ذابلة بسعر بخس.
وتقول منظمة اوكسفام الخيرية إن غزة صدرت مليوني زهرة اقل من 11 مليونا باعتها عام 2011 مقابل 50 مليون زهرة قرنفل في المتوسط كل عام قبل فرض الحصار عام 2007 .

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025