ستيني يقطع عشرات الاميال على دراجته الهوائية يوميا للوصول الى عمله
رام الله - " القدس" - الطريق من طرف إلى أخر في القدس الحبيسة ، إذا ما رغب المسافر تجنب"السجن" ، طويلة و.. هاوية ثم صاعدة أو العكس ؛ بيد أن الطريق تصير أكثر "لؤما" حينما يضطرك الخبز أن تكون مسافرا عليها ( ذهابا و إيابا ) 6 أيام في الأسبوع و على دراجة هوائية، ثم أنت ودراجتك تقفان في انتظار سيارة عابرة !
على هذا النحو، بالضبط، يعيش خليل إبراهيم المقيم في بيت حنينا أيامه - من المنزل إلى مشغل لقص و تنعيم الحجر في العيزرية أو العكس ؛ ليس لأن الرجل رياضيا إلى هذه الدرجة ، بل لأن الخبز ، وهو من عرق الجبين يكون "أطيبا" .
قال خليل للقدس أنه يواظب على الطريق بصورة يومية لأجل أن تعيش عائلته دون أن تكون مضطرة لتقبل الصدقات و معونة "الشؤون الاجتماعية"، ذلك أن الرجل الذي يتخطى عتبة الستين ويتحصل من عمله على ألفي شيكل في الشهر الواحد ( 371 دينار / نحو 400 يورو / 522 دولار) يعيل 4 أبناء بأعمار 28 عاما و 25 عاما و 22 عاما (متزوج وله 3 بنات ) و 20 عاما، غير أن الأربعة متعطلون عن العمل ويجهدون في البحث عنه .
يعيش خليل المقيم في بلدة "بيت حنينا التحتا" شمال القدس محنة الطريق على دراجته الهوائية – الـ"بسكليت" عابرا بلدة رافات و"سميرا ميس" و قلنديا و... بلدة حزما ومفرق عناتا وصولاً إلى "الخان الأحمر"، ثم ركوبا و دراجته محمولين في سيارة إلى مكان عمله في بلدة العيزرية شرق المدينة – يعيش المحنة لأجل توفير 40 شيكلا في اليوم، ذلك أن ما يوفره على مدار الشهر "بفضل المحنة" يزيد 50 دينارا على قيمة أجرة المنزل وبدل إستهلاك المياه و الكهرباء.
الرحلة اليومية التي يزاولها خليل تبدأ عند الخامسة والنصف فجراً، فيما تستغرقه الطريق ثلاث ساعات ليبدأ من جديد كعمل شاق وإجباري تسلمه، دون فاصلة من وقت، إلى وردية عمل أخرى حتى الخامسة مساء، ثم بعد ذلك يعود إلى منزله وقد وصلت الساعة "الثامنة والنصف" !
"الرياضة الشاقة" و "المجانية" التي يزاولها خليل ، أسقطته ذات أمسية ( قبل عامين ) عن "عرش" دراجته" إلى حفرة في الشارع . قال "جاءت سليمه" – فقط أصيب بـ "كدمة في الدماغ" غيبته عن الوعي لمدة أسبوع وحطمت أسنانه و تسببت له بضعف في السمع...فقط !!!