عائلات فلسطينية تتلهف لاستلام جثامين أبنائها المحتجزة في مقابر الأرقام الإسرائيلية
ميساء بشارات وعمر العثماني
تتلهف جليلة بشارات (أم أمين) 51 عاما من بلدة طمون شمال الضفة الغربية لاستلام جثمان ابنها أمين، الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي أبان "انتفاضة الأقصى" عام 2003، ولازال يحتفظ بجثمانه حتى الآن.
أم أمين لم تتمكن من وداع جثمان ابنها، وبقيت تحلم باليوم الذي تستلم فيه جثمانه، لتحتضنه وتقبله وإن كان رفاتا قبل مواراته الثرى وقراءة الفاتحة على روحه.
وتقول أم أمين التي أنجبت أربعة من الذكور ومثلهم من الإناث اكبرهم أمين :"عشر سنوات مرت على استشهاده وأنا في كل يوم أرى نظراته الأخيرة التي رمقني إياها في آخر مرة خرج من هنا ... كانت نظرات غريبة وكأنها نظرات الوداع".
وتضيف أم أمين:"قبل خروجه الأبدي من المنزل، كان يداعب أخته الصغرى ويحملها بين يديه ويرفعها في الهواء وهي فرحة به".
وتتابع وهي تحبس دموعها:"في آخر مرة جاء فيها لزيارتنا كان متخفيا بزي امرأة للاطمئنان علينا ..وكانت هذه المرة الأخيرة التي نراه فيها".
وتتمنى أم أمين استلام جثمان ابنها لدفنه في مقبرة العائلة وفقا للأصول الدينية الاسلامية والعادات والتقاليد.
وتقول وهي تتلمس بيدها صورته المعلقة على حائط غرفة استقبال الضيوف:"سوف أقيم له عرسا يليق بالشهيد، ونكرم جثمانه الطاهر".
وصادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا على تسليم السلطة جثامين 100 شهيد فلسطيني محتجزة لدى إسرائيل في مقابر الأرقام، كبادرة حسن نية تجاه الرئيس محمود عباس.
وشكلت هذه البادرة بارقة أمل جديدة لمئات العائلات الفلسطينية.
وتقول أم أمين: "في كل مرة نسمع فيها بنية إسرائيل الإفراج عن جثامين عدد من الشهداء يعاد الأمل للعائلة بتحقيق حلمنا بدفن ابني حسب الشرع، وقريبا سوف أتمكن من زيارة قبره وقتما شئت".
وتضيف "هذه الأيام نعيش على أعصابنا بعد سماعنا نية إسرائيل الإفراج عن عدد من جثامين الشهداء ... نحن كالغريق المتعلق بقشة ... بل حرب أعصاب تنتهجها إسرائيل ضدنا".
وتشير أم أمين، إلى أن إسرائيل أعلنت في العام الماضي نيتها الإفراج عن عدد من الجثامين وقد شملت قائمة الأسماء ابنها أمين، لكنها تراجعت بعد ذلك عن قرارها.
من جهتها لا تكل الشابة إكرام أبو عيشة من مدينة نابلس من متابعة الأخبار لحظة بلحظة لمعرفة إن كان قرار الإفراج عن الجثامين يشمل جثة شقيقتها دارين ابو عيشة التي فجرت نفسها عام 2002 عندما كانت تبلغ (22 عاما) على حاجز (مكابيم) بين القدس وتل أبيب ما أدى إلى جرح جنديين إسرائيليين.
وتقول أبو عيشة: "اسم شقيقتي لم يرد في قائمة عام 2011 لكن لدي أمل بأن يرد في هذه المرة لتتمكن أمي من إلقاء النظرة الأخيرة على رفاتها".
وتتابع بحزن:"كم أتوق لدفن رفات شقيقتي حتى نرتاح قليلا وترتاح والدتي المتعبة".
وتقول أبو عيشة،: "كلما سمعنا خبرا أشعر بأن نبضات قلبي سوف تتوقف، وأنا دائمة البحث والمتابعة لمعرفة مصير جثمان شقيقتي الشهيدة، ولن يهدأ بالنا إلا بدفن جثمانها".
وتشير إلى أنها طالبت مرارا وتكرارا بتسليم جثمان شقيقتها لكن دون جدوى.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم (الاثنين)، أن الجيش الإسرائيلي مستمر بإخراج جثامين الشهداء الفلسطينيين من مقبرة الأرقام شمال غور الأردن.
وأوضحت مصادر اسرائيلية أن عملية تشخيص الجثامين التي ستستمر حتى يوم الجمعة القادم ستنتهي بلقاء بين كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، مع قيادات في السلطة لبحث الترتيبات الفنية في كيفية تسليم الجثامين للسلطة .
لكن منسق الحملة الوطنية لاستعادة جثامين الشهداء الفلسطينيين سالم خله شكك في هذه المعلومات قائلا ، إن "سلطات الاحتلال لم تعط حتى الآن تفاصيل واضحة حول أسماء الشهداء الذين سيتم الإفراج عن جثامينهم، أو حتى أعدادهم، كما أنه لا يوجد موعد رسمي لتسليم الجثامين".
وأشار خلة، إلى أن إسرائيل بين كل فترة وأخرى تعلن موعدا مختلفا للإفراج عن الجثامين، فقد أعلنت أن صباح يوم الخميس القادم هو الموعد المنوي الإفراج فيه عن الجثامين، لكنها عادت وتراجعت مدعية أن استخراج الجثامين من مقابر الأرقام لم يكتمل بعد.
وأضاف "أن إسرائيل كعادتها لا تحترم المواعيد والقوانين عكس ما يدعي زعماؤها وهذه السياسة تشكل مصدر عذاب وقلق نفسي لمئات الأسر الفلسطينية التي طالما انتظرت استلام جثامين أبنائها..كما أنها تتعمد ممارسة العقاب الجماعي على الفلسطينيين حتى آخر لحظة بهدف تعكير الأجواء".
وأعرب خلة، عن مخاوفه بأن تعدل إسرائيل عن قرارها بالإفراج عن الجثامين كما فعلت في عام 2011، بتراجعها عن تسليم 84 جثمانا.
ويقول خلة، إن إسرائيل تحتجز 299 جثمانا من الذين تم توثيق حالاتهم، مشيرا الى أن اثنين تم تسليم جثمانيهما، ومازال هناك 48 جثمانا مفقودا، كما أنه لا يوجد اعتراف رسمي من قبل إسرائيل بعدد الجثامين التي تحتجزها لديها.
وذكر أن إسرائيل تحتجز جثامين القتلى الفلسطينيين والعرب في أربع مقابر هي : مقبرة الأرقام الواقعة في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة أريحا وجسر الملك حسين في غور الأردن، و مقبرة الأرقام المجاورة لجسر بنات يعقوب التي تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى الحدود الإسرائيلية - السورية - اللبنانية، ومقبرة (ريفيديم) في غور الأردن، ومقبرة (شحيطة) في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا.
ويمضي خلة قائلا، إن هذه المقابر تحتوي على أرقام من 5003 إلى 5107 ، مشيرا أنها قد تكون أرقاما تسلسلية لجثامين في مقابر أخرى، أو أنها مجرد إشارات ورموز إدارية لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في المقابر الأخرى.
وحث خلة المؤسسات والمنظمات الحقوقية والقانونية الدولية، على الضغط على إسرائيل من أجل تسليم كافة جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزة لديها في المقابر والثلاجات.
تتلهف جليلة بشارات (أم أمين) 51 عاما من بلدة طمون شمال الضفة الغربية لاستلام جثمان ابنها أمين، الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي أبان "انتفاضة الأقصى" عام 2003، ولازال يحتفظ بجثمانه حتى الآن.
أم أمين لم تتمكن من وداع جثمان ابنها، وبقيت تحلم باليوم الذي تستلم فيه جثمانه، لتحتضنه وتقبله وإن كان رفاتا قبل مواراته الثرى وقراءة الفاتحة على روحه.
وتقول أم أمين التي أنجبت أربعة من الذكور ومثلهم من الإناث اكبرهم أمين :"عشر سنوات مرت على استشهاده وأنا في كل يوم أرى نظراته الأخيرة التي رمقني إياها في آخر مرة خرج من هنا ... كانت نظرات غريبة وكأنها نظرات الوداع".
وتضيف أم أمين:"قبل خروجه الأبدي من المنزل، كان يداعب أخته الصغرى ويحملها بين يديه ويرفعها في الهواء وهي فرحة به".
وتتابع وهي تحبس دموعها:"في آخر مرة جاء فيها لزيارتنا كان متخفيا بزي امرأة للاطمئنان علينا ..وكانت هذه المرة الأخيرة التي نراه فيها".
وتتمنى أم أمين استلام جثمان ابنها لدفنه في مقبرة العائلة وفقا للأصول الدينية الاسلامية والعادات والتقاليد.
وتقول وهي تتلمس بيدها صورته المعلقة على حائط غرفة استقبال الضيوف:"سوف أقيم له عرسا يليق بالشهيد، ونكرم جثمانه الطاهر".
وصادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا على تسليم السلطة جثامين 100 شهيد فلسطيني محتجزة لدى إسرائيل في مقابر الأرقام، كبادرة حسن نية تجاه الرئيس محمود عباس.
وشكلت هذه البادرة بارقة أمل جديدة لمئات العائلات الفلسطينية.
وتقول أم أمين: "في كل مرة نسمع فيها بنية إسرائيل الإفراج عن جثامين عدد من الشهداء يعاد الأمل للعائلة بتحقيق حلمنا بدفن ابني حسب الشرع، وقريبا سوف أتمكن من زيارة قبره وقتما شئت".
وتضيف "هذه الأيام نعيش على أعصابنا بعد سماعنا نية إسرائيل الإفراج عن عدد من جثامين الشهداء ... نحن كالغريق المتعلق بقشة ... بل حرب أعصاب تنتهجها إسرائيل ضدنا".
وتشير أم أمين، إلى أن إسرائيل أعلنت في العام الماضي نيتها الإفراج عن عدد من الجثامين وقد شملت قائمة الأسماء ابنها أمين، لكنها تراجعت بعد ذلك عن قرارها.
من جهتها لا تكل الشابة إكرام أبو عيشة من مدينة نابلس من متابعة الأخبار لحظة بلحظة لمعرفة إن كان قرار الإفراج عن الجثامين يشمل جثة شقيقتها دارين ابو عيشة التي فجرت نفسها عام 2002 عندما كانت تبلغ (22 عاما) على حاجز (مكابيم) بين القدس وتل أبيب ما أدى إلى جرح جنديين إسرائيليين.
وتقول أبو عيشة: "اسم شقيقتي لم يرد في قائمة عام 2011 لكن لدي أمل بأن يرد في هذه المرة لتتمكن أمي من إلقاء النظرة الأخيرة على رفاتها".
وتتابع بحزن:"كم أتوق لدفن رفات شقيقتي حتى نرتاح قليلا وترتاح والدتي المتعبة".
وتقول أبو عيشة،: "كلما سمعنا خبرا أشعر بأن نبضات قلبي سوف تتوقف، وأنا دائمة البحث والمتابعة لمعرفة مصير جثمان شقيقتي الشهيدة، ولن يهدأ بالنا إلا بدفن جثمانها".
وتشير إلى أنها طالبت مرارا وتكرارا بتسليم جثمان شقيقتها لكن دون جدوى.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم (الاثنين)، أن الجيش الإسرائيلي مستمر بإخراج جثامين الشهداء الفلسطينيين من مقبرة الأرقام شمال غور الأردن.
وأوضحت مصادر اسرائيلية أن عملية تشخيص الجثامين التي ستستمر حتى يوم الجمعة القادم ستنتهي بلقاء بين كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، مع قيادات في السلطة لبحث الترتيبات الفنية في كيفية تسليم الجثامين للسلطة .
لكن منسق الحملة الوطنية لاستعادة جثامين الشهداء الفلسطينيين سالم خله شكك في هذه المعلومات قائلا ، إن "سلطات الاحتلال لم تعط حتى الآن تفاصيل واضحة حول أسماء الشهداء الذين سيتم الإفراج عن جثامينهم، أو حتى أعدادهم، كما أنه لا يوجد موعد رسمي لتسليم الجثامين".
وأشار خلة، إلى أن إسرائيل بين كل فترة وأخرى تعلن موعدا مختلفا للإفراج عن الجثامين، فقد أعلنت أن صباح يوم الخميس القادم هو الموعد المنوي الإفراج فيه عن الجثامين، لكنها عادت وتراجعت مدعية أن استخراج الجثامين من مقابر الأرقام لم يكتمل بعد.
وأضاف "أن إسرائيل كعادتها لا تحترم المواعيد والقوانين عكس ما يدعي زعماؤها وهذه السياسة تشكل مصدر عذاب وقلق نفسي لمئات الأسر الفلسطينية التي طالما انتظرت استلام جثامين أبنائها..كما أنها تتعمد ممارسة العقاب الجماعي على الفلسطينيين حتى آخر لحظة بهدف تعكير الأجواء".
وأعرب خلة، عن مخاوفه بأن تعدل إسرائيل عن قرارها بالإفراج عن الجثامين كما فعلت في عام 2011، بتراجعها عن تسليم 84 جثمانا.
ويقول خلة، إن إسرائيل تحتجز 299 جثمانا من الذين تم توثيق حالاتهم، مشيرا الى أن اثنين تم تسليم جثمانيهما، ومازال هناك 48 جثمانا مفقودا، كما أنه لا يوجد اعتراف رسمي من قبل إسرائيل بعدد الجثامين التي تحتجزها لديها.
وذكر أن إسرائيل تحتجز جثامين القتلى الفلسطينيين والعرب في أربع مقابر هي : مقبرة الأرقام الواقعة في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة أريحا وجسر الملك حسين في غور الأردن، و مقبرة الأرقام المجاورة لجسر بنات يعقوب التي تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى الحدود الإسرائيلية - السورية - اللبنانية، ومقبرة (ريفيديم) في غور الأردن، ومقبرة (شحيطة) في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا.
ويمضي خلة قائلا، إن هذه المقابر تحتوي على أرقام من 5003 إلى 5107 ، مشيرا أنها قد تكون أرقاما تسلسلية لجثامين في مقابر أخرى، أو أنها مجرد إشارات ورموز إدارية لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في المقابر الأخرى.
وحث خلة المؤسسات والمنظمات الحقوقية والقانونية الدولية، على الضغط على إسرائيل من أجل تسليم كافة جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزة لديها في المقابر والثلاجات.