الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الحاضنات في فلسطين: تطور ينقصه كوادر

ممرضة تعنى بأحد الاطفال في قسم الحضانة بمستشفى رفيديا بنابلس (عدسة: بلال بانا) بدوية السامري
يسرع اختصاصيو الأطفال وحديثي الولادة سعيد الجيطان، وريما النابلسي لمتابعة طفل خديج وصل إلى الحضانة في مستشفى "رفيديا" الحكومي بنابلس، لتزويده بالأكسجين وإجراء الفحوصات اللازمة له، وبسرعة فائقة تحضر الممرضة عدلة خليفة الزائر الجديد للحاضنة التي أصبحت بالآونة الأخيرة مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة، لتلتف الممرضات ويتجهزن لأي طلب من الطبيب، فالحياة هنا تتوقف على ثوان معدودات.
22 ممرضة يتابعن الحالات داخل الحضانة بالتناوب، فالتعامل مع طفل خديج مختلف تماما عن التعامل مع أي طفل آخر.
يقول مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة نعيم صبرة إن 22 ممرضة غير كاف للاهتمام بخدج الحضانة، فسبع ممرضات عدد قليل لمتابعة أطفال الحاضنة في فترة مناوبتهن، مشيرا إلى أن هناك 105 حاضنات موزعة على المستشفيات الحكومية في محافظات الضفة.
ولفت النظر إلى أن المستشفيات جميعها تعاني من نقص الكادر الطبي وحتى الخدماتي بأقسام الحضانات نظرا لنقص الاعتمادات المالية، خصوصا وأن هذه الأقسام تعتمد بالدرجة الأولى على التعقيم والخبرة والتدريب وبذلك تؤثر على سير العمل والنتائج.
وأكد أن وزارة الصحة عملت على تطوير كافة الأقسام من حيث البنية التحتية ورفع عدد الحاضنات، لكنها بحاجة إلى رفع عدد الكوادر.
والطفل الخديج كما يعرفه الجيطان هو الطفل الذي ولد قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، ويحتاج إلى الدخول للحاضنات فترة معينة تعتمد على وضعه الصحي.
وتشير النابلسي إلى أن مشاكل عدة يعاني منها الخديج من أهمها نمو الرئتين ومشاكل متعلقة بالتنفس، وانخفاض الوزن، وعدم القدرة على التغذية من خلال الفم، وهو أيضا لا يحتفظ بحرارته بغير الوسائل الصناعية، ويكون رأسه رخو الصلة بجسده، كثير التغضن، ولحمه متهدلا، وكليتاه وكبده وأعضاء أخرى تكون منقوصة النمو لهذا تضعف مقاومته للعدوى وهذا كله يحتاج إلى متابعة ودقة.
كما يواجه الخديج الأقل من ألف غرام صعوبات رئيسية بالدماغ وبعضها بالجهاز الهضمي.
وتعتبر الحضانة داخل مستشفى رفيديا الحكومي أكبر حضانة في المستشفيات الحكومية حاليا، حيث تحتوي 33 حاضنة أطفال، بعد أن كانت في بداية عملها بالعام 1992 بدأت بـ6 حاضنات.
وأشار صبرة إلى أن تكلفة الحاضنة الواحدة بوجود خديج داخلها 4 آلاف شيقل يوميا.
وقال إن اتفاقية كانت وقعت ولم يباشر العمل بها حتى الآن مع مستشفى وولفسون داخل اسرائيل، يقضي بتدريب 72 ممرضة من وزارة الصحة في أقسام مختلفة من ضمنها أقسام الحاضنات، مما سينعكس إيجابا على أداء تلك الممرضات. اللواتي يحتجن لساعات تدرسب متواصلة لمواكبة التطور في عملهن.
ويشير طبيب الأطفال عبد الله عثمان أن هناك في فلسطين كلها طبيبين متخصصين بأطفال الخدج في مستشفى المقاصد، وهذا التخصص يحتاج إلى عامين من الدراسة بعد تخصص الأطفال. كما أن هناك شكوى إقليميا من قلة عدد المتوجهين إلى دراسة هذا التخصص، لافتا إلى ضرورة تشجيع الخريجين على الدخول إلى هذا المجال.
وقال إن جميع الأطباء الذين يعملون حاليا داخل الحضانات لديهم خبرة واسعة في هذا المجال.
من جهته، يرى الجيطان، أن أقسام الحاضنات تطورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، والمشكلة باتت بالصورة الذهنية التي يحملها المجتمع حول الحاضنات في مستشفيات الضفة، فهي وليدة سنين مضت كانت تعاني منها الحاضنات من نقص الأجهزة، والأدوية، والكوادر، لكن في الفترة الحالية هناك تقدم ملحوظ عن ذي قبل من ناحية النظافة والاعتناء والخبرة.
ويشير: لم نصل إلى الدول المتقدمة طبيا بالمستوى، لكننا جيدون ضمن إمكانياتنا وطواقمنا الطبية.
وكان رأي أغلب من استطلعت آراؤهم في الشارع النابلسي، بعدم منح الثقة المطلقة بالحاضنات داخل المستشفيات الحكومية، إلا من خاض تجربة مرضية معهم.
ويشير معظمهم إلى أن المعلومات التي لديهم عن الحاضنات في المستشفيات الفلسطينية مستقاة مما يسمعونه من المحيطين، ولم يحصل أن زاروها أبدا.
وتشير النابلسي إلى أن المشكلة هي الوعي لدى أفراد المجتمع حول الطفل الخديج، فهناك نسبة عالمية لا بأس بها من الأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم ويعانون من مشاكل كثيرة تعرقل نموهم الطبيعي، والمشكلة داخل المجتمع قلة الوعي حول الطفل الخديج.
الممرضة خليفة تعمل داخل الحاضنة في مستشفى "رفيديا" منذ 15 عاما، تقول: العمل داخل الحاضنة صعب ودقيق، ويحتاج إلى إدارة، وتفكير، وسرعة، ومهارة، ومتابعة، وقوة، وقدرة على التحمل، لكن عدد الممرضات داخل الحاضنة غير كاف لسير العمل كما يجب.
وتؤكد سماح عابد من قبلان جنوب نابلس التي وضعت ابنها الخديج تيسير بالأسبوع السادس والثلاثين من الحمل وأمضى أسبوعين داخل الحضانة؛ لأنه كان يعاني من وزن أقل من 2 كيلو غرام أن طفلها حظي باهتمام جيد داخل المستشفى.
وأضافت أنها كانت تتلقى المساعدة والدعم النفسي من الطاقم الطبي داخل المستشفى.
من جهته، يقول مدير مستشفى "رفيديا" خالد صالح إن الأجهزة داخل الحاضنة حديثة وهي مقدمة من البنك السعودي الإسلامي، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وأشار إلى أن "رفيديا" تستقبل الأطفال من جميع محافظات الوطن.
ونوه إلى ضرورة رفع عدد الممرضات والأطباء العاملين داخل الحاضنة خصوصا في "ظل ارتفاع عدد الولادات المبكرة في الفترة الأخيرة نظرا لزيادة أعداد حمل التوائم".
وأشار إلى أن عدد الولادات الأحياء داخل المستشفى خلال العام 2011 كان 5687 أحياء، و54 توفوا، منهم 18 طفلا بوزن أقل من كيلو ونصف.
وبين أن عدد الولادات أقل من كيلو ونصف كانت 110 ولادات، توفيت 18 حالة منها، أي ما يقارب 16% من الحالات، وعزا وفاة العديد من الخدج إلى أن هناك حالات تحول إلى مستشفى "رفيديا" بعد أن تسوء حالتها كثيرا، وتتوفى، وبذلك تسجل حالة الوفاة داخل المستشفى.
وأشار إلى أن عدد الولادات التي ولدت بوزن ما بين 1.5 و2.5 كيلو غرام، 528 طفلا، توفي منهم 17 طفلا.
وفيما يتعلق بالمستشفيات الخاصة، يشير رئيس قسم الأطفال والحضانة في المستشفى العربي التخصصي بنابلس محمد عبيد إلى أن القسم داخل المستشفى بدأ عمله منذ عام 2001 بثلاث حاضنات، ويحتوي حاليا 24 حاضنة بثمانية أجهزة تنفس.
ويلفت النظر إلى وجود مركز "رزان" داخل المستشفى وعلاجه عددا كبيرا من حالات العقم، فإن حالات التوائم زادت خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي ارتفاع الولادات المبكرة.
وأشار إلى أن نسب وفيات الأطفال الخدج داخل المستشفى متقاربة بشكل كبير مع النسب العالمية، فهي 7% للمولودين بوزن كيلو غرام واحد إلى كيلو غرام ونصف، وتتراوح عالميا من 6-7%.
 وعالميا تصل نسبة المتوفين من الأطفال الخدج بوزن أقل من كيلو غرام واحد 35%، وهي بالمستشفى 40%.
ونوه إلى أن هناك ثلاثة أطباء من اختصاصيي حديثي الولادة، و22 ممرضة يتابعون الأطفال داخل الحاضنة.
وأكد عبيد أن هناك تعاونا مشتركا ما بين جميع المستشفيات الحكومية والخاصة.
وفي تقرير شامل عن الولادات المبكرة أجري نهاية العام 2009، فقد كشفت منظمة "مارش أوف دايمس" الأميركية، أن أكثر من مليون طفل خديج يلقون حتفهم قبيل بلوغهم شهرهم الأول سنويا، معظمهم في إفريقيا.
وتعتبر الولادات المبكرة مشكلة دولية كبرى ضريبتها عالية على الصعيد العاطفي والبدني والمالي على العائلات من جهة والأنظمة الصحية والاقتصادية من جهة أخرى.
وتقترن الظاهرة بالحمل بعد تجاوز النساء سن الـ35 عاما واستخدام وسائل زيادة الخصوبة التي عادة ما تؤدي للحمل بتوأم أو أكثر.
ويواجه الأطفال الخدج مستقبلا مليئا بالمخاطر الصحية، منها احتمالات الإصابة بالشلل الدماغي، والعمى، وفقدان السمع، وصعوبة التعلم بالإضافة إلى أمراض أخرى مزمنة، وفق المنظمة المعنية بأبحاث الحمل وصحة الطفل، لذا تعتبر الولادات المبكرة مشكلة بحاجة للمزيد من اهتمام صناع القرار، والسلطات الصحية، ووسائل الإعلام والجهات المانحة.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025