سامي.. لم يعد رقماً
كل شيء في غرفة الشهيد سامي عنتر من مدينة نابلس على حاله، أمتعته وملابسه، أحذيته التي رتبت في الخزانة المخصصة لها، ساعة يده التي لازالت تحسب الزمن منذ رحيله، وتعد الدقائق والثواني لحين عودته من مقبرة الأرقام.
في غرفة سامي المطلة على مشهد واسع لمدينة نابلس، أغطية فراشه، ووسادته، وما تبقى من زجاجة عطره، سريره الذي حظر على أحد أن ينام عليه، لأن والدته أم أسامة (60عاما)، لا تصدق بعد أنه رحل.
ترفع الأم وسادة ابنها لتلتقط دفترا صغير، تقلب صفحاته، ليكون آخر ما خطة قلم الشهيد" ياعيني لا تدمعي على حبابي..بكرة يلتم الشمل ويزوروني أصحابي"، وكأنه كان على يقين بأنه سيأتي يوم سيرتل فيه أصدقاءه فاتحة الكتاب على قبره، حينما يحتضنه تراب الوطن.
صباح 19-1-2006 كان عاديا بالنسبة للعائلة، إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة لسامي، الذي غير مسار طريقه إلى الجامعة حيث كان في سنته الجامعية الثالثة، في كلية التربية الرياضية في جامعة النجاح الوطنية، ليحوله إلى مكان آخر وهو تل أبيب، حيث فجر نفسه بمجموعة من الإسرائيليين موقعا بذلك عشرات الإصابات.
"لم استطع أن ألحظ عليه شيء، في ذلك اليوم استحم وبدل ملابسه، وقال إنه ذاهب إلى صالون الحلاقة، في الليل كتب عدة أوراق، حاولت ممازحته لأعرف ما كتب فيها، فأجابني: أول على آخر ستعرفين، هي لك وليست لسواك" تقول والدته أم أسامة.
تفقدت الوالدة أمتعته، مسحت ما علق بهم من بقايا غبار، رسمت شفتيها ابتسامة حينما تذكرت ما فعله ابنها ذات يوم عندما اتصلت به في محاضرته:" كنت أريد أن أسأله عن موعد عودته، ليحضر لي بعض الأغراض، فرفع صوته في المحاضرة قائلا للدكتور، متى تنتهي المحاضرة والدتي تتصل بي تريد أغراض، سمعت ضحكات زملائه في القاعة، كان جدا ممازحا".
لم تسعف أم أسامة كلمات المواساة التي استخدمها ابنها سامر الذي حاول تهدئة روعها وحزنها، متلفته إليه قائلة: "طول السنوات الماضية كنت أشعر أنه مسافر للدراسة، أوهم نفسي بأنه سيعود، لم اقتنع بأنه استشهد إلا عندما رأيت قائمة أسماء شهداء مقابر الأرقام الذين ستسلمهم إسرائيل، في كل عيد كنت أتمنى زيارة قبره، رأيت ذات يوم في منامي أنه يقول لي،" كلها 5 سنين وراجع"، وكأنه كان يطمئنني بأنه سيعود يوما ما وهاهو يعود رفاتا".
تتحسس الوالدة بيدها حائط غرفتها، فبعد استشهاد سامي بثلاثة أيام، حفر الماء المتسلل على الجدار اسمه ولازال الاسم ينقش وجوده لغاية اليوم، "قبل استشهاده بساعات قالت له إحدى الجارات "سلم على والدتك" فال لها إذا رأيت والدتي أبلغيها سلامي"، تقول الوالدة.
منذ العام 2006، لم تعرف العائلة شيئاً عن ابنها، غير أن اسمه أدرج مرتين ضمن قائمة لشهداء مقابر الأرقام الذين ستتسلمهم السلطة، إلا أن إسرائيل كانت وفي كل مرة تعدل عن هذا القرار.
"لن أتمكن من ضم جثمانه، وتقبيله، لا أدري ربما يعود أشلاء، وربما يكون قد تحلل نتيجة عدم اهتمام إسرائيل بجثث الشهداء، لا أدري ما فعلته إسرائيل بجسده، ولكن ما يهمني أنه سيعود، أخبروني أن قبره كان يحمل رقم "5238"، غير أن الوضع هنا سيختلف، سيدفن كما يستحق سأنثر الورد على قبره، مثلما كنت أنثر العطر على ملابسه حينما كان يغادر المنزل" اختتمت والدته كلامها.
في غرفة سامي المطلة على مشهد واسع لمدينة نابلس، أغطية فراشه، ووسادته، وما تبقى من زجاجة عطره، سريره الذي حظر على أحد أن ينام عليه، لأن والدته أم أسامة (60عاما)، لا تصدق بعد أنه رحل.
ترفع الأم وسادة ابنها لتلتقط دفترا صغير، تقلب صفحاته، ليكون آخر ما خطة قلم الشهيد" ياعيني لا تدمعي على حبابي..بكرة يلتم الشمل ويزوروني أصحابي"، وكأنه كان على يقين بأنه سيأتي يوم سيرتل فيه أصدقاءه فاتحة الكتاب على قبره، حينما يحتضنه تراب الوطن.
صباح 19-1-2006 كان عاديا بالنسبة للعائلة، إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة لسامي، الذي غير مسار طريقه إلى الجامعة حيث كان في سنته الجامعية الثالثة، في كلية التربية الرياضية في جامعة النجاح الوطنية، ليحوله إلى مكان آخر وهو تل أبيب، حيث فجر نفسه بمجموعة من الإسرائيليين موقعا بذلك عشرات الإصابات.
"لم استطع أن ألحظ عليه شيء، في ذلك اليوم استحم وبدل ملابسه، وقال إنه ذاهب إلى صالون الحلاقة، في الليل كتب عدة أوراق، حاولت ممازحته لأعرف ما كتب فيها، فأجابني: أول على آخر ستعرفين، هي لك وليست لسواك" تقول والدته أم أسامة.
تفقدت الوالدة أمتعته، مسحت ما علق بهم من بقايا غبار، رسمت شفتيها ابتسامة حينما تذكرت ما فعله ابنها ذات يوم عندما اتصلت به في محاضرته:" كنت أريد أن أسأله عن موعد عودته، ليحضر لي بعض الأغراض، فرفع صوته في المحاضرة قائلا للدكتور، متى تنتهي المحاضرة والدتي تتصل بي تريد أغراض، سمعت ضحكات زملائه في القاعة، كان جدا ممازحا".
لم تسعف أم أسامة كلمات المواساة التي استخدمها ابنها سامر الذي حاول تهدئة روعها وحزنها، متلفته إليه قائلة: "طول السنوات الماضية كنت أشعر أنه مسافر للدراسة، أوهم نفسي بأنه سيعود، لم اقتنع بأنه استشهد إلا عندما رأيت قائمة أسماء شهداء مقابر الأرقام الذين ستسلمهم إسرائيل، في كل عيد كنت أتمنى زيارة قبره، رأيت ذات يوم في منامي أنه يقول لي،" كلها 5 سنين وراجع"، وكأنه كان يطمئنني بأنه سيعود يوما ما وهاهو يعود رفاتا".
تتحسس الوالدة بيدها حائط غرفتها، فبعد استشهاد سامي بثلاثة أيام، حفر الماء المتسلل على الجدار اسمه ولازال الاسم ينقش وجوده لغاية اليوم، "قبل استشهاده بساعات قالت له إحدى الجارات "سلم على والدتك" فال لها إذا رأيت والدتي أبلغيها سلامي"، تقول الوالدة.
منذ العام 2006، لم تعرف العائلة شيئاً عن ابنها، غير أن اسمه أدرج مرتين ضمن قائمة لشهداء مقابر الأرقام الذين ستتسلمهم السلطة، إلا أن إسرائيل كانت وفي كل مرة تعدل عن هذا القرار.
"لن أتمكن من ضم جثمانه، وتقبيله، لا أدري ربما يعود أشلاء، وربما يكون قد تحلل نتيجة عدم اهتمام إسرائيل بجثث الشهداء، لا أدري ما فعلته إسرائيل بجسده، ولكن ما يهمني أنه سيعود، أخبروني أن قبره كان يحمل رقم "5238"، غير أن الوضع هنا سيختلف، سيدفن كما يستحق سأنثر الورد على قبره، مثلما كنت أنثر العطر على ملابسه حينما كان يغادر المنزل" اختتمت والدته كلامها.