19 عاما وجثته لم تتحلل.. كرامة من الله للشهيد شاهب
قال تعالى "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ" صدق الله العظيم.
تفاجأ عشرات المشيعين من أبناء رام الله، ومن شاركهم من شخصيات رسمية خلال مراسم دفن رفات عشرة شهداء في مقبرة رام الله الجديدة، عصر اليوم الخميس، بجثة شهيد "كأنه استشهد منذ دقائق"، كما قال أحد الشبان.
وقال مشاركون في عملية الدفن، إنه عند رفع جثة الشهيد التي كانت تحمل الرقم 8 تبين لهم أنها أثقل من غيرها من الجثث، كما ظهر جزءا منها ، يميل لونه للبني الغامق، وهو الجزء الأوسط من الجسد، ولم يكن جزءا متيبسا، ما استدعاهم للسؤال عن وقت استشهاده.
والجثة تعود للشهيد شاهب أحمد محمد، الذي لم نجد عنه إلا معلومات قليلة، وهي أن تاريخ استشهاده يعود لـ 24/4/1993، حيث استشهد في عملية نفذها بمدينة إيلات، بالتاريخ المذكور.
وعن ذلك قال مدير عام الطب العدلي في وزارة العدل زياد الأشهب، إن هذا أمر وارد، حيث يعرف الطب العدلي ما يسمى بالتحنيط الطبيعي للجثة، حيث تبقى الجثة بهذه الحالة محافظة على شكلها الخارجي، لكن غالبا تكون الأعضاء الداخلية متحللة.
وأضاف الأشهب أن عوامل المنطقة التي تدفن فيها الجثة تؤثر بهذا الشأن، حيث طبيعة المناطق الجافة والحارة، والتربة، وعمق القبر، كلها عوامل تؤثر في بقاء الجثة محافظة على شكلها الخارجي.
وقال: "شاهدت بعيني جثة يزيد طولها على المترين، وعليها علامة ضربة بسيف، قدر علماء الآثار عمرها بـ450 عاما".
وعند سؤالنا عددا من المفتين ورجال دين عن هذه الحالة، أجمعوا على أن هناك كرامات للشهداء، وأن لكل إنسان كرامته التي ربما تختلف من إنسان لآخر.
وقال الوكيل المساعد لشؤون الدعوة في وزارة الأوقاف الشيخ خميس عابدة: "قد تكون كرامات، ولكل إنسان كرامة مختلفة عن غيره، ولكن يبقى قول الله تعالى هو الأعلى (كل من عليها فان) وقوله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه)، وندعو للجميع أن يتغمدهم الله برحمته".
وأضاف: "يكفيهم كرامة أن الله اختار لهم وعدا في الجنة، عندما قال " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، فبالتالي الشهداء أحياء عند الله وهذا له شواهد.
من جهته قال رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الشيخ يوسف ادعيس إن" من كرامة الله على الشهيد أن لا يبلى جسده"، معتبرا ذلك "علامة من علامات الصلاح وقبول الشهيد".
وأكد الشيخ دعيس "أن هذا أمر حقيقي وواقعي، وأمر طبيعي جدا، وهذا أمر وارد ومذكور في الشريعة ولا يشك فيه أي إنسان".