عقاب جديد في خان يونس: إحراق المحاصيل في موعد حصادها
حاتم أبو دقة
فتحت المواطنة أم محمد أبو دقة يديها متضرعة إلى الله تشكو ضعفها، وهي تنظر إلى ما تبقى من محصول القمح التي أتت عليه النيران قبل أن تستكمل حصاده في منطقة الفراحين شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وما زاد من حزن أم محمد انه لم يتبق لها إلا يومين على استكمال حصاد محصول القمح التي واصلت العمل فيه على مدار أسبوع لجنيه خوفا من ما كانت تتوقع أن يحدث في ظل التصعيد الإسرائيلي ضد المزارعين على امتداد الحدود الشرقية للقطاع.
وأوضحت أنها اتفقت مع أبنائها الخمسة وبعض جراتها ليذهبون معها في صباح يوم الجمعة لاستكمال ما تبقى، إلا أنها فوجئت في ساعات الفجر بصوت إطلاق نار وقذائف وتحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي باتجاه المنطقة، الأمر الذي أثار مخاوفها ودفعها إلى التزام منزلها خوفا على أبنائها ومتابعة ما يحدث عن بعد.
وأضافت أم محمد لـ"وفا" والدموع تنزف من عينيها "شاهدت من فوق سطح منزلي الدخان يتصاعد من المنطقة جراء اشتعال النيران في محصول القمح الذي جنينا معظمه وجمعناه على شكل تلال أملا في حصاده".
وأكدت أم محمد أنها نجت وأولادها من الموت ثلاث مرات، عندما استهدفتها قوات الاحتلال المتمركزة في المواقع العسكرية شرق المنطقة بنيران أسلحتها الرشاشة، منوهة إلى أن قوات اعتادت على استهداف المزارعين بإطلاق النار عليهم لمنعهم من جني محاصيلهم.
وقالت أم محمد "لولا عناية الله وتدخل المواطنين لإطفاء النيران لامتدت النيران لآلاف الدونمات المزروعة بالقمح في المنطقة الشرقية".
وما أثار غضب المواطنين قيام قوات الاحتلال بإشعال النار في مناطق متعددة شرق بلدة عبسان الجديدة وحتى بلدة خزاعة والتي تفصل بينهما أكثر من خمسة كيلو مترات على طول الحدود، الأمر الذي يؤكد وجود نية مبيته لدى الاحتلال لحرق كافة المحاصيل وحرمان أصحابها من جنيها.
وتعود ملكية المحاصيل التي التهمتها النيران لعائلات أبو دقة، وطبش، وأبو شاهين، وأبو رجيله.
ويقول المزارع يوسف أبو شاهين إن الاحتلال لم يكتفي بحرمان المزارعين من زراعة أراضيهم على مسافة تزيد عن 400 مترا عن الحدود ليلاحقوهم في أرضيهم التي تبعد كثر من 600 متر عن الحدود التي رسموها مع بداية انتفاضة الأقصى، على مزاجهم والتهموا خلالها ألاف الدونمات من أراضي المواطنين.
وأكد أبو شاهين أن الاحتلال لا يحتاج لمبرر لصب غضبه على الشعب الفلسطيني واستهداف قوت يومه، منوها إلى انه قبل ثلاثة أيام فقط أشعل الاحتلال النار في محاصيل القمح شرق بلدة عبسان الجديدة ولم يكن وجود عملية.
ويعيش المواطنون في المناطق القريبة من الحدود ظروفا صعبة جراء التوغلات المتكررة وإطلاق النار المتواصل من قبل المواقع العسكرية المنتشرة على طول الحدود.
وناشد المزارعين من أصحاب الأراضي في المناطق الشرقية الصليب الأحمر وكافة منظمات حقوق الإنسان التدخل العاجل لحمايتهم، لاستكمال حصاد محاصيلهم المهددة بالحرق.