المنامة: طه يستعرض النضال الثقافي الفلسطيني بمواجهة العبرنة الإسرائيلية في الـ48
استعرض الكاتب الفلسطيني محمد علي طه، في محاضرة له بالعاصمة البحرينية المنامة، محطات النضال الثقافي الفلسطيني بمواجهة العبرنة الإسرائيلية في الـ48، بدعوة من مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بمملكة البحرين.
وعقدت المحاضرة بعنوان "الثقافة الفلسطينية في الداخل من الحصار إلى المقاومة"، بحضور عدد من السفراء العرب، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وجمهور من الأدباء والمثقفين، والإعلاميين والمهتمين من البحرينيين وأبناء الجالية الفلسطينية، حيث كان باستقبالهم رئيس مجلس أمناء المركز وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وسفير دولة فلسطين لدى المملكة خالد عارف.
وتحدث الكاتب طه القادم من قرية كابول في الجليل، في محاضرته التي أثارت اهتمام الحضور، عن الثقافة الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب منذ عام النكبة 48 حتى اليوم، وتوقف عند محطات هامة في مسيرة هذه الثقافة، كما تطرق إلى مراحل تكون وتشكل الحركة الثقافية والأدبية الإبداعية الفلسطينية في البلاد بدءاً من مرحلة محاولة السلطات الإسرائيلية طمس هذه الثقافة وعبرنة وأسرلة أهل البلاد الأصليين.
وأوضح الكاتب أن إسرائيل دمرت المجتمع المدني الفلسطيني عام 1948، بعد أن احتلت المدن الفلسطينية، والقسم الغربي من مدينة القدس المقدسة، ورحلت سكانها، وهدمت نحو 450 قرية، بعد أن طردت سكانها وحولتهم إلى لاجئين خارج الوطن، وكان هدف المؤسسة الإسرائيلية محو الوجود الفلسطيني بشريا وحضاريا وتاريخيا وثقافياً من على الخارطة الإنسانية، لتثبت مقولتها الشهيرة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
وذكر الكاتب طه في محاضرته محاولة السلطات الإسرائيلية "عبرنة" الثقافة الفلسطينية من خلال فرض اللغة العبرية بدلاً عن العربية على طلبة المدارس، ثم مطالبتهم الكتاب والأدباء والشعراء بأن يكتبوا نصوصهم الأدبية باللغة العبرية أو أن يكتبوها باللغة العربية ولكن بحروف عبرية، ولكن هذه الأقلية التي بقيت منغرسة في أرضها ووطنها وفي مدنها وقراها رفضت هذه المحاولات وتمسكت بلغتها القومية وأفشلت المؤامرة على لغتها ومحاولة عبرنتها.
وتحدث الكاتب طه عن سنوات الحصار الثقافي أيام الحكم العسكري الإسرائيلي، وعن ملاحقة الشعراء والكتاب والمفكرين وفرض الإقامات الإجبارية عليهم.
واستعرض، في محاضرته، ألوان الحركة الثقافية الفلسطينية من الشعر، والقصة، والرواية، والنقد الأدبي، والمسرح، والسينما، والفن التشكيلي، والغناء الشعبي، متوقفاً عند العديد من الأسماء المعروفة فلسطينياً وعربياً.
وكان السفير عارف، قدم الكاتب للجمهور بكلمة رحب خلالها بالشيخة مي، والسفراء والحضور قائلاً:"نلتقي في هذه المحاضرة الفكرية الدافئة التي تلتقي بها الثقافة البحرينية مع الثقافة الفلسطينية".
ودعا السفير عارف الحضور إلى زيارة القدس قائلاً:"القدس وأهل القدس ومساجدها وكنائسها تدعوكم لزيارتها والتضامن معها ضد التهويد ومن أجل حريتها وتخليصها من الاحتلال".