تكريم جرحى المواجهات الأخيرة يعيد ذكرى آلامهم
يزن طه
زياد مليحات.. في الحادية عشرة من عمره، فقد عينه اليسرى، ليسجل جريحا من جرحى المواجهات مع قوات الاحتلال، رغم أن لا علاقة له بها. كل ما صنعه زياد هو ذهابه للبقالة وقت اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال أمام معسكر عوفر، يوم التاسع من أيار الماضي، ضمن الفعاليات التضامنية مع الأسرى، لتنفجر قنبلة صوت في وجهه، أطلقها جنود الاحتلال على متظاهرين كانوا يقفون جانب بيوت فوق المعسكر.
لم تفارق الدموع عين زياد اليسرى، ليس لأنه مرتبك أو خائف، وليس بكاء. إنها فعل لا إرادي بسب الإصابة.
زياد كان واحدا من جرحى المواجهات الأخيرة ممن شملتهم في رام الله ظهر اليوم الإثنين، زيارة وفد من نادي الأسير واللجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية، تكريما لهم، إلى جانب عائلتي طفلين، والصحفي ناصر الشيوخي، الذي أصيب بكسر في الجمجمة خلال تغطيته المواجهات.
يستعد زياد لعملية جراحية في الرابع عشر من الشهر الجاري، لاستئصال عينه المصابة، وربط أعصاب العين بعد تقطعها نتيجة اختراق شظايا القنبلة الصوتية غلاف المخ وتقطيع الأعصاب، لإعادة الحركة للجفون، لتكون العملية الثانية، حيث خضع عند إصابته لعملية إزالة الشظايا في مستشفى المقاصد في القدس.
زياد غير واع بأنه لن يرى مجددا بعينه اليسرى ظنا منه أن العملية التي ستجرى له لاستعادة نظره، حيث تخفي العائلة عن طفلها هذا المصير.
قادتنا الخطى إلى منزل جريح آخر، الفتى ماهر جبارين ابن السابعة عشرة من العمر، والذي يستعد للتقدم لشهادة الثانوية العامة العام المقبل، حيث تعرض لرصاصة مطاطية مغلفة بالمعدن تسببت بكسر فكه، أفقده القدرة على الكلام والأكل.
ينتظر ماهر الذي أصيب في مواجهات مع قوات الاحتلال خلال فعاليات إحياء ذكرى النكبة، في الخامس عشر من أيار الماضي، موعد عمليته المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري، حتى يستعيد القدرة على تحريك الفك، وتناول الأكل، حيث يقتصر طعامه على السوائل فقط.
والد الطفل زياد اعتقل إداريا منذ 9 أشهر ولا يزال دون محاكمة، أما الطفل ماهر جبارين فهو شقيق للأسير عيسى جبارين المحكوم بالسجن ثلاثين عاما، أمضى منها 11 عاما.