خروج قوات منظمة التحرير من لبنان
زلفى شحرور
شكل خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، فصلا جديدا من فصول الدسيبورا (الشتات) الفلسطينية.
وودع اللبنانيون والفلسطينيون المقاتلين بالورد والرز وبالكثير من الدموع، وهم يشعرون أن هذا الخروج يتركهم لمصير جديد عراة بلا مدافع عنهم، وعلى الأخص اللاجئين الفلسطينيين والذين كانوا يستشعرون الخطر والخوف من القادم، ولم تخب نبوءتهم فكانت مجازر صبرا وشاتيلا لهم بالمرصاد لتتلوها الانشقاقات وحرب المخيمات.
خرج المقاتلون الفلسطينيون بعد معارك ضارية خاضوها مع القوات اللبنانية ضد الغزو الإسرائيلي للبنان، وكان هدف إسرائيل من ورائها ضرب المقاومة الفلسطينية في لبنان وتدمير بنيتها العسكرية، والقضاء على مشروع الثورة الفلسطينية بتحرير فلسطين من خلال الكفاح المسلح، وكانت حجة إسرائيل في هذه الحرب تحقيق "سلامة الجليل" أي حماية المستوطنات من الصواريخ والعمليات الفلسطينية.
بدأ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 4 يونيو 1982 واشترك فيه 125-150 ألف جندي (من أصل 170 ألفاً هم قوام الجيش الإسرائيلي العامل) تساندهم 1600 دبابة، و1600 ناقلة جنود مدرعة، و600 مدفع وراجمة صواريخ، والقوات الجوية والبحرية، أي أنها كانت حرب اقتلاع للوجود العسكري الفلسطيني.
وقد تمكنت القوات الإسرائيلية من اجتياح جنوب لبنان ووسطه بسرعة كبيرة تساندها القوى الكتائبية، وفي يوم 9 يونيو كانت قد وصلت إلى مشارف بيروت. وقد حاولت القوات السورية المتمركزة في البقاع والشوف التصدي لها، لكن القوات الإسرائيلية تمكنت من تدمير شبكة الصواريخ السورية، ما دفع بالقوات السورية إلى الخروج من المعركة.
واستمرت معركة بيروت 65 يوما (9 يونيو - 12 أغسطس 1982). ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق بيروت دمشق، ودخلت بيروت الشرقية في 11 يونيو حيث قصر الرئاسة في بعبدا ووجدت ترحيباً من تحالف القوات اللبنانية الكتائبية، وأكملت حلقة حصارها على بيروت الغربية في 14 يونيو، حيث تجمع فيها نحو 12- 13 ألف مقاتل فلسطيني إضافة إلى لواء من قوات جيش التحرير الفلسطيني. وقد قررت المقاومة الفلسطينية الصمود، وقدمت نموذجا لملحمة بطولية، فشل العدو خلالها وعلى مدى شهرين من احتلال رقعة صغيرة هي منطقة بيروت الغربية، رغم شراسة القصف والحصار ومحاولات الاقتحام والهجمات برا وبحرا وجوا، واستخدام أحدث وأشد وسائل الدمار.
وفي 30 تموز يونيو كان قد استشهد نحو 15 ألف مدني من جراء الغزو الإسرائيلي، وأَدّت حرب 1982 إلى استشهاد وجرح نحو 55 ألف فلسطيني ولبناني.
واضطرت القوات الإسرائيلية للموافقة على وقف إطلاق النار في 12 أغسطس 1982 بعد أن فشلت في احتلال بيروت الغربية، وذلك على ضوء اتفاق تم التوصل له في 18-8 بعد مفاوضات قادها الدبلوماسي الأمريكي فيليب حبيب مع منظمة التحرير وحلفائهم اللبنانيين والدول العربية من جهة وإسرائيل وأمريكا من جهة ثانية، ويقضي بخروج المقاتلين من بيروت خلال 15 يوما من لبنان بعد أن تجمعت في بيروت، لكن شريطة خروج المقاتلون بأسلحتهم الخفيفة.
وأدى هذا الاتفاق إلى خروج حوالي 11 ألف فلسطيني مقاتل (نحو 8300 من المنظمات الفدائية 2600 من جيش التحرير الفلسطيني و175 جريحاً)، وذلك وفق ترتيبات تضمن سلامتها، وقد تم ذلك في الفترة 21 ـ 31 أغسطس 1982، حيث توجه المقاتلون الفلسطينيون إلى معسكرات في سوريا والعراق وتونس واليمن (الشمالي والجنوبي) والجزائر والسودان.
وأسدل عرفات الفصل الأخير من هذا الاتفاق في 30 آب (أغسطس) 1982 بخروجه من لبنان تحت حماية دولية إلى اليونان، ومنها قال جملته الشهيرة بأنه ذاهب إلى فلسطين.
ولم تحترم القوات الإسرائيلية تعهداتها، فقد اقتحمت بيروت الغربية بعد أسبوعين من خروج المقاومة الفلسطينية، وانبرى من تبقى من القوات الفلسطينية مع مقاتلي الحركة الوطنية اللبنانية لمقاومة الاحتلال ودحره.
شكل خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، فصلا جديدا من فصول الدسيبورا (الشتات) الفلسطينية.
وودع اللبنانيون والفلسطينيون المقاتلين بالورد والرز وبالكثير من الدموع، وهم يشعرون أن هذا الخروج يتركهم لمصير جديد عراة بلا مدافع عنهم، وعلى الأخص اللاجئين الفلسطينيين والذين كانوا يستشعرون الخطر والخوف من القادم، ولم تخب نبوءتهم فكانت مجازر صبرا وشاتيلا لهم بالمرصاد لتتلوها الانشقاقات وحرب المخيمات.
خرج المقاتلون الفلسطينيون بعد معارك ضارية خاضوها مع القوات اللبنانية ضد الغزو الإسرائيلي للبنان، وكان هدف إسرائيل من ورائها ضرب المقاومة الفلسطينية في لبنان وتدمير بنيتها العسكرية، والقضاء على مشروع الثورة الفلسطينية بتحرير فلسطين من خلال الكفاح المسلح، وكانت حجة إسرائيل في هذه الحرب تحقيق "سلامة الجليل" أي حماية المستوطنات من الصواريخ والعمليات الفلسطينية.
بدأ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 4 يونيو 1982 واشترك فيه 125-150 ألف جندي (من أصل 170 ألفاً هم قوام الجيش الإسرائيلي العامل) تساندهم 1600 دبابة، و1600 ناقلة جنود مدرعة، و600 مدفع وراجمة صواريخ، والقوات الجوية والبحرية، أي أنها كانت حرب اقتلاع للوجود العسكري الفلسطيني.
وقد تمكنت القوات الإسرائيلية من اجتياح جنوب لبنان ووسطه بسرعة كبيرة تساندها القوى الكتائبية، وفي يوم 9 يونيو كانت قد وصلت إلى مشارف بيروت. وقد حاولت القوات السورية المتمركزة في البقاع والشوف التصدي لها، لكن القوات الإسرائيلية تمكنت من تدمير شبكة الصواريخ السورية، ما دفع بالقوات السورية إلى الخروج من المعركة.
واستمرت معركة بيروت 65 يوما (9 يونيو - 12 أغسطس 1982). ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق بيروت دمشق، ودخلت بيروت الشرقية في 11 يونيو حيث قصر الرئاسة في بعبدا ووجدت ترحيباً من تحالف القوات اللبنانية الكتائبية، وأكملت حلقة حصارها على بيروت الغربية في 14 يونيو، حيث تجمع فيها نحو 12- 13 ألف مقاتل فلسطيني إضافة إلى لواء من قوات جيش التحرير الفلسطيني. وقد قررت المقاومة الفلسطينية الصمود، وقدمت نموذجا لملحمة بطولية، فشل العدو خلالها وعلى مدى شهرين من احتلال رقعة صغيرة هي منطقة بيروت الغربية، رغم شراسة القصف والحصار ومحاولات الاقتحام والهجمات برا وبحرا وجوا، واستخدام أحدث وأشد وسائل الدمار.
وفي 30 تموز يونيو كان قد استشهد نحو 15 ألف مدني من جراء الغزو الإسرائيلي، وأَدّت حرب 1982 إلى استشهاد وجرح نحو 55 ألف فلسطيني ولبناني.
واضطرت القوات الإسرائيلية للموافقة على وقف إطلاق النار في 12 أغسطس 1982 بعد أن فشلت في احتلال بيروت الغربية، وذلك على ضوء اتفاق تم التوصل له في 18-8 بعد مفاوضات قادها الدبلوماسي الأمريكي فيليب حبيب مع منظمة التحرير وحلفائهم اللبنانيين والدول العربية من جهة وإسرائيل وأمريكا من جهة ثانية، ويقضي بخروج المقاتلين من بيروت خلال 15 يوما من لبنان بعد أن تجمعت في بيروت، لكن شريطة خروج المقاتلون بأسلحتهم الخفيفة.
وأدى هذا الاتفاق إلى خروج حوالي 11 ألف فلسطيني مقاتل (نحو 8300 من المنظمات الفدائية 2600 من جيش التحرير الفلسطيني و175 جريحاً)، وذلك وفق ترتيبات تضمن سلامتها، وقد تم ذلك في الفترة 21 ـ 31 أغسطس 1982، حيث توجه المقاتلون الفلسطينيون إلى معسكرات في سوريا والعراق وتونس واليمن (الشمالي والجنوبي) والجزائر والسودان.
وأسدل عرفات الفصل الأخير من هذا الاتفاق في 30 آب (أغسطس) 1982 بخروجه من لبنان تحت حماية دولية إلى اليونان، ومنها قال جملته الشهيرة بأنه ذاهب إلى فلسطين.
ولم تحترم القوات الإسرائيلية تعهداتها، فقد اقتحمت بيروت الغربية بعد أسبوعين من خروج المقاومة الفلسطينية، وانبرى من تبقى من القوات الفلسطينية مع مقاتلي الحركة الوطنية اللبنانية لمقاومة الاحتلال ودحره.