وكالة "وفـــــــــــا" بعيـون الإعلاميين
رشا حرزالله
عشية احتفالية وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفـا"، بذكرى مرور 40 عاما على تأسيسها، استطلعت رأي الإعلاميين بأدائها.
حافظ البرغوثي: "وفا" المصدر الإخباري الوحيد أيام الثورة الفلسطينية
رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة حافظ البرغوثي اعتبر أن تاريخ "وفا" ارتبط بالثورة الفلسطينية، وكانت المصدر الإخباري الوحيد في حينها، وأنها كانت "القول الفصل في تناقل الأخبار" ولعبت دورا وطنيا إعلاميا وسياسيا.
وقال، "مع مرور الوقت تطورت وغاب كما السابق المراسل المسلح، واليوم يتسلح مراسلوها بكاميراتهم وأقلامهم لمواكبة عصر السرعة، وهي تقوم بدور إعلامي وطني لا تغطيه أي وسيلة أخرى، بنفس الجودة والطريقة.
وأشار إلى أن تغطية "وفا" تسلط الضوء على الوضع الفلسطيني وتستمر بجدارة في مواجهة الرواية الإسرائيلية، لكنها وكالة غير مطلقة اليدين كونها رسمية، ولا يمكنها الاستفاضة بالكثير من المواضيع، وهمها الوحيد هو حماية المشروع الوطني وليس العمل لتحقيق مكاسب ربحية ومادية.
عنان الناصر: "وفا" مصدر إخباري موثوق
ويرى الإعلامي في إذاعة "صوت النجاح" في نابلس عنان الناصر، الذي يتابع وكالة "وفا" منذ بداية عمله عام 2005، أنها سطرت نجاحا تحريريا وإخباريا، وشهدت خلال الفترة الماضية تطورا لافتا عبر إدخال عنصري الصوت والصورة إلى التقارير الإنسانية، كذلك التقارير الاجتماعية أصبحت تحظى باهتمام واسع على صفحتها، وهي بالنسبة إليه تشكل مجلة يومية منوعة.
وقال الناصر، "الوكالة تشكل مصدرا إخباريا موثوقا لي، ويعتمد الصحفيون على أخبارها، رغم أنها تأخذ وقتا حتى يتم نشرها على الصفحة"، معيدا ذلك حسب وجهة نظره لمصداقيتها الشديدة وتأكدها من مصادرها.
ويعلق مراسل وكالة "الأسوشيتد برس" الإعلامي محمد دراغمة بالقول إنه يتابع" وفا" يوميا في مختلف أوقات النهار لمتابعة أخبار الرئيس ورئيس الوزراء، ومن الملاحظ أنه تم التوسع في مجال العمل الصحفي الاجتماعي والقصص الإنسانية.
وأضاف، "نلحظ اهتماما متزايدا من قبل الوكالة بالقضايا الاجتماعية، لكن الخبر المحلي لا يحظى حتى الآن بنطاق واسع، ولكن لا شك في أنها تتطور، بالإضافة إلى أن الوكالة ما زالت حذرة في التعامل مع أوجه الحياة السياسية الأخرى، لافتا إلى أن تحررها من القيود الرسمية يمكن أن يجعلها الوكالة الأولى مستقبلا في فلسطين، وتنفتح على الحياة السياسية".
ولفت إلى أن "وفا" تتسم بالرصانة، وتبعد كل البعد عن أخبار الإثارة، والتي تحدث بلبلة في المجتمع.
بدورها، اعتبرت مراسلة "راديو سوا" نجود القاسم، أن وكالة "وفا" ناضجة بحكم الظروف التي ولدت وتأسست بها، وقد واكبت المراحل التي مرت بها الثورة الفلسطينية، وفي الفترة الحالية تشهد تقدما كبيرا في تغطيتها وأدائها الإعلامي، وتلامس أخبارها وتقاريرها هموم ومعاناة المواطن الفلسطيني عن قرب.
ولفتت إلى أن "وفا" حظيت باحترام الكثيرين، ونالت ثقتهم خاصة أثناء تغطيتها لقضية إضراب الأسرى، حيث لاحظنا وجود تقارير وقصص عن أسرى من مختلف الأحزاب والأطياف السياسية، ولم تفرق بين أسير وآخر على الرغم من كونها وكالة أنباء رسمية، إلا أنها لم تلعب على قضايا الانقسام مثل العديد من القنوات والوكالات التي عززت من الانقسام.
وأضافت: "في الفترة التي تم فيها تسليم جثامين الشهداء من مقابر الأرقام، عمل طاقم "وفا" بجد على تغطية قصص الشهداء وأعاد ذكراهم إلى الأذهان من خلال استعراض مسيرة حياتهم واستشهادهم، لذلك حرص العديد من الإعلاميين على متابعتها في هذه الفترة بالذات".
وأوضحت أن "وفا" أحيانا تتأخر في عرض الأخبار، وتنشرها بعد حدوثها بفترة، لذلك يجب أن تعمل على بث الأخبار وقت حدوثها حتى يجعلها أكثر متابعة، وتمنت أن تهتم "وفا" بالتحقيقات الصحفية كالحديث مثلا عن الفساد، وحرية الرأي.
محمد هواش: "وفا" أكثر وصولا للجمهور في مجال الإعلام
واعتبر الإعلامي محمد الهواش أن "وفا" مصدر مهم وموثوق للأخبار بالنسبة لأي إعلامي سواء بالأخبار الرسمية وغير الرسمية، وقديما كانت هي المصدر الرسمي الأول، سواء أخبار القيادة الفلسطينية أو منظمة التحرير، وهناك تطور لافت دخل على عملها بعد عودتها إلى أرض الوطن، ووضع أمامها مهمات عديدة من ناحية التغطية الإخبارية.
وقال، "إن هناك تطورا على أخبار "وفا" حيث بدأت تهتم بالتفاصيل الدقيقة للخبر، وكما أن للتقارير والقصص الإنسانية أهمية كبيرة وأصبحت أكثر وصولا للجمهور في مجال الإعلام، عبر التغطيات اليومية في مختلف المواضيع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.