الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

زياد عبد الفتاح: المعركة تصدر بشعار "المجد للمقاومة" (6)

في هيئة التحرير في اجتماعنا الأول، كان الجو ملبّداً وحرجاً. ران صمت قطعه محمود درويش قائلاً : لقد ناقشنا الأمر بمسؤولية، ويرى البعض أن هناك صعوبات كبيرة. نحن في أماكن متفرقة، من يجمع المواد من هيئة التحرير والكتاب؟
ثم إن الحرب تشتد يوماً بعد يوم، والقصف قد يمنع إمكانية الطباعة والتصوير والصف، وجميع الأشياء الأخرى. ثم وهذا هو الأهم، نحن بحاجة إلى القرار السياسي والمالي أيضاً. وختم محمود.
" إن بعضنا يعتقد أننا لا نستطيع أن نستمر. هذه جريدة يومية وهي ليست "مزحة". وقال آخر لماذا الجريدة ولدينا صحف وطنية. وهي تقول ما نريد أن نقوله ولن نملك إمكانياتها و.. كلام كثير غيره يُفهم معه، أن الروح التي سادت اجتماعنا الليلة الماضية بدأت تتراجع. وفي ذلك الاجتماع ردد البعض أن بلال الحسن نائب الأمين العام لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، والذي لم يحضر الاجتماع ولم يشارك في هيئة التحرير، كان ضد إصدار الجريدة. كان يعتبر ذلك عملا غير مجد، وان "السفير" التي يعمل فيها كافية.
لذلك وخشية عدم الإجماع رأينا أن تكون الجريدة باسم (الكتاب والصحفيين الفلسطينيين والعرب، وليس باسم اتحادنا ]الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين[).
وقلت بعد أن استمعت بهدوء وصبر: إن القرار السياسي والمالي موجود في جيبي، فلقد تحدثت ليلة أمس مع (أبو عمار) وبارك إصدار الجريدة، وكذلك الأخ أبو إياد. أما بالنسبة لجمع المواد فيمكن ترتيب جمعها يومياً، في المكان الأكثر يسراً لأي منا، سواء كان في بيته أو مكتبه، والذين يمكن لهم إيصال المواد إلى جريدة السفير، يذهب مندوب عن "المعركة" كي يستلمها هناك. أما استمرار الجريدة فهي سوف تستمر ما استمرت الحرب واستمر الصمود.
إننا لن نصدر عدداً أو عددين. سوف نصدر عددنا الستين وسوف نستمر. ومبدئياً النداء سوف نطبع الجريدة في مطابع النداء، والتوزيع سوف ينتظم حتى تصل جريدتنا في كل الظروف، إلى المقاتلين في كل المواقع، والمهجرين و المستشفيات والناس في الملاجئ، والى البيوت وكل بيروت الوطنية.
قال معين بسيسو: مادام القرار السياسي قد صدر وكل الأمور الأخرى قد جرى ترتيبها، فأن علينا أن نخوض التجربة وان نبدأ، ومحمود درويش الذي كان ينقل النقاش السابق قال ماذا ننتظر ؟ لنبدأ إذا.
وردد رشاد أبو شاور وحنا مقبل ذلك بكل حماس، وللحقيقة فأن الخوف من فشل التجربة، أو على الأصح فشل الاستمرار فيها كان يرتسم في عيون البعض، لقد كانت تلك مسؤولية تستحق التوقف في ذلك الاجتماع، وكان التشكك مشروعا.
وفي ذلك الاجتماع النهاري (الساعة الثانية عشر ظهراً) جرى توزيع المواد على هيئة التحرير، واتفقنا أن نبدأ إصدار جريدتنا "المعركة" في اليوم التالي، واقترح معين بسيسو أن نضع في مقدمة الجريدة "على الترويسة" شعاراً لشاعر المقاومة الفرنسية "اراغون" يقول " اللعنةُ على المحتل، ليدوِّ الرصاص تحت نوافذه، وليمزق قلبَه الرعب".
وقد استمر هذا الشعار منذ العدد الأول للجريدة وحتى العدد السادس، ثم استبدلناه في هيئة التحرير، ومنذ العدد السابع بشعار "لا مساومه المجد للمقاومة". لكننا ومنذ العدد العاشر اقتصرنا على شعار "المجد للمقاومة"، بعد أن اعترض البعض اعتراضنا وجيها على عبارة لا مساومة لكونها ليست ذات موضوع. وهو شعار ظل قائماً حتى العدد الستين من الجريدة، وهي كل الإعداد التي أصدرناها منذ اليوم العشرين للمعركة وحتى اليوم الثالث والثمانين.
لقد سقطت من بين أيدينا ثلاثة أعداد في ثلاثة أيام متفرقة، لم تكن أشرس أيام القصف أو احتدام القتال. كان ذلك لأسباب استحال معها "الصف" مرة بسبب عطل في المولد الكهربائي، واستحالت معها الطباعة مرة ثانية بسبب عدم تمكن مصمم "الماكيت" من الحضور في ذلك اليوم. أما المرة الثالثة فقد كانت بسبب اضطرارنا للانتقال إلى مطبعة أخرى. واقتضت عملية الانتقال تسرب عدد نفيس من الجريدة من بين أيدينا.
في كل هذه الأيام لم يكن القصف معطلاً أو حتى معرقلاً للصدور، عّلى العكس من ذلك، فلقد صدرنا في يوم جهنمي امتد منذ بعد الظهر وحتى كل الليل، في ذلك اليوم من القصف الذي بدأ في أعقابه، منذ فجر اليوم التالي، التقدم على منطقة الأوزاعي والمتحف والطيونة، صدرنا نحن والسفير فقط من بين كل الصحف اللبنانية والفلسطينية، وأمكننا توزيع الجريدة على خطوط التماس وخطوط التقدم. وزع الموزعان البطلان الجريدة في جحيم النار ولهب الأتون. كانا يمران بين زخ الرصاص ومطر القذائف. لقد أجريا أعجب مقابلة صحفية عن الصمود البطولي للمقاتلين على المحاور، وكيف كبدوا العدو خسائر كبيرة ودمروا دباباته. كانا يرويان لي، وكنت أكتب. أصبحا رئيس التحرير وأصبحت محررا !

العدد الأول
و.. بدأنا صدر العدد الأول، في اليوم العشرين من أيام المعركة. في مساء اليوم الذي سبقه ذهبت إلى عبد المنعم القصاص حاملا إليه افتتاحية محمود درويش، ومقالات عز الدين المناصرة وزياد عبد الفتاح وفيصل دراج ورشاد أبو شاور وسعدي يوسف وحيدر حيدر ورضوان السيد، وقصيدة شعر لمعين بسيسو، وتحقيق مع مقاتلين لسليمان شفيق ـ أسعار المواد الغذائية في السوق ـ أعدها سليمان شفيق أيضاً، وانكب الرجل الودود الباسم في كل الظروف على العمل. كان ممتلئاً بالهدوء في ظاهره، قلقاً اشد القلق في أعماقه، يحمل هم كل شيء على كتفيه، يعتبر نفسه مسؤولاً ويستبد به القلق، الذي لا يعلنه حتى على صفحات وجهه.
كان هناك نقص في مواد العدد فوسّع عبد المنعم المساحات. ولم نتمكن أن نصل في موعد الصف، الذي حدده لنا مسؤول إدارة النداء، وضغطنا بكل وسائل الضغط الرفاقية، حتى نجحنا في "صف" المواد، وعدنا بها نحو الثالثة فجراً إلى عبد المنعم، الذي انكب يرسم "الماكيت" بحيوية وهمة الشباب، وعيناه من خلف زجاجتي نظارته تلتمعان بالفرح. لقد وجد أخيراً دوره، وحملنا "الماكيت" في الثامنة من صباح اليوم العشرين للمعركة، والأول للصدور إلى المطبعة، فوجدناها مقفلة. ذهبنا إلى مسؤول جريدة النداء
قال : حذرتكم قبل أن نبدأ. قلنا أنها ظروف الحرب. قال وظروف المطبعة أيضا هي ظروف الحرب. قلنا النقاش لا يجدي وعلينا أن نتدبر أمرنا ويجب أن تصدر الجريدة. قال أعلم ذلك ولكن. قلنا بدون ولكن، هذه ساحة قتالنا معاً. قال حاولوا أن لا يتكرر الأمر، يومها خرجت الجريدة على الناس قرابة العصر.


 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025