خربة "ميتة" تهجير قسري تحت تهديد التدريبات العسكرية والقنابل
علي سمودي- قبل ان يكمل المواطن علي الفقير حديثه للضابط الاسرائيلي الذي يقود الحملة الجديدة ضد سكان خربة " الميتة " في منطقة المالح؛ ليطلب منحه بعض الوقت لاخلاء اغراضه واحتياجات عائلته بعد تسمله قرارا بهدم مسكنه المبني من الصفيح، كانت الجرافات الاسرائيلية تنفذ قرار الهدم الذي طال مساكن وحظائر له ولثلاثة مواطنين اخرين.
وقال الفقير، " كانت الفترة بين تسلمنا قرار الاحتلال التعسفي لطردنا وتهجيرنا من الارض التي نقيم فيها منذ عشرات السنوات والهدم ساعتين فقط فقد كانوا في جاهزية كاملة للاحتفاء بطردنا وتنفيذ مخطط الاستيلاء على اراضي المنطقة ".
وتشن سلطات الاحتلال منذ مطلع العام الجاري حملة واسعة النطاق ضد اهالي الاغوار الشمالية ضمن مخطط شامل لفرض التهجير القسري والاستيلاء على الاراضي، وأشار رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الاغوار عارف دراغمة "ان سلطات الاحتلال اصدرت يوم الاربعاء انذارات لاربع عائلات لاخلاء المنطقة، وبعد اقل من ساعتين كانت الجرافات الاسرائيلية والجيبات العسكرية وافراد من التنظيم الاسرائيلي على مقربة من مساكن المواطنين في انذار رعب، وتحت التهديد تم اخلاء العائلات من مضاربهم وترحيلهم الى وجهات مختلفه".
واكمل "لم يتمكن الاهالي من تجاوز حتى اثر الصدمة خاصة في هذه الايام العصيبة، وقبل تحضير اغراضهم عملت الجرافات الاسرائيلية على تجريف ما تبقى من مساكن وخيم للعائلات نفسها".
واكد دراغمة، انه "في اطار سعي الاحتلال لفرض واكمال السيطرة على المنطقة التي رفض اهلها الهرب والتخلي عن اراضيهم رغم الممارسات التعسفية، وسلمت الادارة المدنية انذارات شفوية لاجلاء عشرات العائلات في اكثر من موقع في منطقة المالح لترك مضاربهم واللجوء الى مواقع اخرى".
موضحا، ان الجيش الاسرائيلي زعم ان الهدف هو اجراء تدريبات عسكرية مكثفة بين مضارب السكان وممتلكاتهم، لكنه يؤكد ان ذلك مجرد وسيلة لخداع المواطنين للتغطية على الاهداف الحقيقية في مسح الوجود الفلسطيني من سلة فلسطين الغذائية.
المواطن محمد صدقي الذي يقيم في المنطقة منذ نصف قرن، قال: " طوال السنوات الماضية استخدم الاحتلال كل الاساليب لارهابنا وتشريدنا بما فيها التدريبات العسكرية ولكن صمدنا ورفضنا الخنوع والاستسلام للامر الواقع"، ويضيف " لذلك استخدموا وسيلة اخرى هذه المرة فقد باشروا بالتدريبات ثم طردونا بشكل مباشر".
ولم تجدي نفعا احتجاجات وتذمر المواطن ابو محمد ففي لحظات وجد نفسه وعائلاته بلا مأوى او مسكن، وذكر " اقيم في هذه المنطقه منذ اكثر من عشر سنوات وفي الساعات الاولى من الصباح فوجئنا باعداد كبيرة من الجنود والجرافات تطبق سياسة التهجير القسري لعائلات تعيش في بيوت من الخيش، والزينكو وهدفها ان تعيش حياة آمنة ومستقرة ولكنهم طردونا دون رحمة".
وبين المواطن علي الفقير، "ان الجيش الاسرائيلي لم يمهله لإزالة بعض اغراضه بل عملت الجرافات على تدمير كل شيء للقضاء على وجودنا ومصادرة ممتلكاتنا وتجويع اطفالنا "، مضيفاً " اصبحنا بلا مأوى بعدما فقدنا كل شيء فأين المصير الجديد لنا ".
واعرب مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الاغوار عن قلقه الشديد من السياسات الاسرائيلية الرامية الى تهجير السكان والاستيلاء على ممتلكاتهم ومصادر رزقهم.
وبين المجلس ان الشرطة الاسرائيلية غرمت المواطن محمد عنبوسي 1700 شيقل وصادرت جراره الزراعي الذي يحمل اوراقا قانونية ورسمية، في نهج اتبعه الاحتلال خلال الاشهر المنصرمة في مصادرة الآليات التي تعمل في منطقة المضارب في المالح؛ للضغط عليهم وترحيلهم.
واوضح المجلس، ان صهاريج مياه وآليات اخرى ما زال الاحتلال يحتجزها لسكان المضارب وان غرامات باهظة تطلب لاطلاقها، مؤكدا ان الوضع في المنطقه بات يشكل خطرا على حياة السكان في ظل عمليات الهدم والمصادرة والتدريبات العسكرية المستمرة.
وشرع المجلس بتحرك واسع للاحتجاج على هذه الممارسات، وقال دراغمة وجهنا رسائل مناشدة لكافة المؤسسات الدولية بعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها المواطنون في منطقة الميته والبرج و عمليات التهجير والاخلاء التي نفذها الاحتلال بحقهم من اجل اجراء تدريبات عسكرية بين مضاربهم، مناشدا الجميع للوقوف مع السكان في ظل هذه الظروف الانسانية الصعبة التي يسعى فيها للقضاء على وجودهم وتجويع اطفالهم ومصادرة املاكهم.
من جانبه، قال محافظ طوباس والاغوار الشمالية مروان طوباسي، ان اجبار الاحتلال سكان منطقة الميتة بالمالح على الرحيل عن مناطقهم تحت وطأة قذائف الدبابات بذريعة تدريبات عسكرية لقواتها بين مساكن المواطنين، يعتبر جريمة خطيرة يجب عدم التغاضي عنها "، مضيفاً " ان عدة قذائف اطلقت صوب التلة المقابلة لمساكنهم ما سببت ذعرا للاطفال والنساء الامر الذي حذا بالمواطنين بابعاد اطفالهم ونسائهم عن المنطقة".
وفند طوباسي ادعاءات الاحتلال وحججه الامنية الواهية بكون المنطقة عسكرية مغلقة وتقع تحت مرمى التدريبات الاحتلالية، مشيرا الى ان المواطنين يسكنون تلك المنطقة منذ عشرات السنين ويتعرضون لمضايقات مستمرة من اجل ترحيلهم منها، مؤكدا ان تلك الاراضي تعود لمواطنين يملكون اوراق ثبوتية مسجلة بدائرة الاراضي.
واكد ان السلطة الفلسطينية تقف لجانب هؤلاء المواطنين وتقدم لهم كل الدعم والمساندة لتعزيز صمودهم وثباتهم بارضهم في وجه ممارسات الاحتلال ولن تسمح للاحتلال بالتفرد بهم.