حكاية أم شجاعة.. إسمها بشيرة ضبايا
علي سمودي - "لن أتردد في إعلان الإضراب المفتوح عن الطعام لإنقاذ حياة ابني بعدما تدهورت حالته الصحية". قالت الأم بشيرة ضبايا "أم محمد"، من مخيم جنين، الملتاعة على ابنها الأسير خضر (26 عاماً) الذي يتهدد الموت حياته في سجن بئر السبع.
بشيرة ( في العقد الخامس)، ام الشهيدين وام الاسرى الثلاثة ايضا، يكاد قلبها ينخلع ولا تفارقها "الهواجس السوداء" من أن نجلها خضر سيلحق بشقيقيه فادي ولؤي على درب الشهادة، ما لم تقدم له العلاجات اللازمة لإنقاذ حياته.
"خضر الخامس في أسرتي المكونة من سبعة أفراد، منذ صغره كان حنوناً وخلوقاً ومحباً لوطنه، وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى كان في مقدمة شباب المخيم الذين حملوا السلاح وقاوموا الاحتلال". تقول "أم محمد" بإعتزاز، وتضيف: "إنضم خضر لإخوانه في مقاومة الاحتلال وأصبح هو ورائد ومحمد وفادي ولؤي في صفوف كتائب شهداء الأقصى، يشاركون في مقاومة الاحتلال الذي أدرج أسماءهم ضمن قوائم المطلوبين".
تجهش بالبكاء وهي تضم صورة خضر لصدرها وتقبّلها، وتتابع " لقد عشت أياماً عصيبة بعدما حرمني الاحتلال من أبنائي.. وتجرعت الحسرة ومرارة الفقدان في اول مرة عندما اختطف الجنود حياة ابني الأول فادي، قرب حاجز الجلمة في الخامس من آذار عام 2002".
استشهاد لؤي:
.. وقبل ان "تلملم" عائلة ضبايا المسكونة بالحزن، جراحها، كان لها "القدر" على موعد لـ "فجيعة" مماثلة بفقدان الابن الثاني في الثالث من ايار، بع أقل من شهرين على رحيل فادي.
في شهادتها الحية عن حكايتي الشهادة لنجليها، تستذكر الأم الشجاعة بشيرة، سيرة لؤي وسط هنهنات البكاء، وتقول: "في ذلك اليوم هاجمت قوات الاحتلال المخيم الذي شهد معارك عنيفة، وقاد لؤي رفاقه في كتائب الأقصى في معركة بطولية في حي السمران انتهت باستشهاده.. فقط باستشهادة" وغرقت في الدموع.
اعتقال وإصابة
لم تنته محطات المعاناة في حياة "أم محمد" وعائلتها، فقد اشتدت ملاحقة ابنها خضر والتهديدات بتصفيته، وبعدما أصيب شقيقه رائد بعيار ناري ونجا من موت محقق، انتقل الى رام الله، وتضيف: "تمكن خضر من تضليل الاحتلال واستمر في مقاومته، وخاض عدة معارك خاصة خلال الهجوم على رام الله والمقاطعة، غير ان الاحتلال استمر في ملاحقته على مدار عامين الى أن وقع في كمين وجرى اعتقاله في منطقة الرام".
"إن قوات الاحتلال لا تريد ابني خضير حيّاً، كانت تهددنا بتصفيته على الدوام، لذلك ورغم اعتقاله أطلقوا النار عليه وهو مقيد اليدين والقدمين وأصيب بعشر رصاصات في قدمه اليمنى وأنحاء متفرقة من جسده ونجا من الموت بأعجوبة". تقول بشيرة في شهادتها عن ابنها الأسير خضر المحكوم بالسجن لمدة 16عاما ونصف.
وتتابع: "كان خضر يتعرض للتحقيق رغم إصابته ولم يراعوا وضعه الصحي وحاجته الماسة للعمليات، وأكد لنا أنهم عذبوه في مكان إصابته ورفضوا علاجه للضغط عليه للاعتراف، ولقد عشنا أياماً قاسية في ظل حرماننا من زيارته والاطمئنان على وضعه، وحتى عندما فقدت لؤي وفادي لم أعش مشاعر الحزن والمرارة التي لازمتني جراء ما واجهه خضر من عقاب وعذاب".
أيام قاسية:
وتتوالى الايام القاسية والموجعة على الأم بشيرة، فتعتقل قوات الاحتلال نجليها رائد ومحمد الذان حكما بالسجن 78 شهرا للأول، و ثلاث سنوات ونصف للثاني.
على مدار الأيام الماضية قرعت أم الشهداء والأسرى٫ الاأم الشجاعة بشيرة ضبايا، كافة الأبواب، ذلك ان خبرتها أكسبتها كيفة مخاطبة المؤسسات الحقوقية التي "تتبجح" بالدفاع عن حقوق الانسان، وفنون التواصل معها وغيرها من المؤسسات التي تملأ البلاد طولا وعرضا، غير أنها جميعها لم تترجم "إدعاءتها" بالعمل على إطلاق سراح إبنها خضر المحكوم "بالموت"!!