مدير وكالة أنباء البحرين: في فلسطين رأينا مشروع دولة مكتملة البناء
مهند سليمان
زلفى شحرور
فرح، قلق، خوف، تحفز، انتظار.. بهذه المشاعر المركبة والمتناقضة وصل مدير وكالة أنباء البحرين مهند سليمان إلى فلسطين للمشاركة في احتفالية "وفا" بالذكرى الأربعين لتأسيسها ضمن وفد إعلامي عربي ودولي كبير.
مشاعر من الخوف والقلق تنتابه من المواجهة الأولى لمحتل استباح حياة وأرض شعب عربي شقيق، يقابلها فرح وحنين لمشاعر دافئة خبرها في أحضان خالته حسنة المتزوجة من فلسطيني، خاصة وهو يحمل مشاعر عائلته بكاملها، والتي لم تتمكن يوما من زيارة ابنتها في بيتها ولم تشاطرها أفراحها وأحزانها إلا عن بعد وعبر الهاتف.
الشخصي والعام تداخلا معا ليشكلا مشاعر سليمان في ساعاته الأولى على أرض فلسطين، ووثقها بالصور الكثيرة التي كان يضعها على حسابه الخاص على "فيسبوك".. لم يصدقه أحد من أصدقائه أن هذه الصور في شوارع رام الله، بعث بها عبر هاتف "بلاك بيري" (يظهر الموقع الذي يتم إرسال الصور منه) لتأكيد مكان وجوده.
ويبدو أن الصدمة الأولى لسليمان غير المصدق أنه أمام بناء دولة مكتملة نقله لأصدقائه ورفاقه الذين ظلوا على تواصل معه للتعرف على المدن التي زارها وسط تعبيراتهم غير المصدقة أن هذه الصور هي صور لمدن فلسطين وعلى الأخص رام الله.
سليمان هاتف زوجته بعد ساعات من وصوله ليخبرها أنه عائد لفلسطين مرة أخرى بعد شهر أو شهرين.
وعن ذلك قال لـ"وفا": نقل الصورة الحقيقية لمعاناة الفلسطيني تحت الاحتلال أفضل من مليون مقال عن القضية الفلسطينية، وأفضل من كل صور المسلسلات. سأعود وسأتكلم مع مليون شخص حول العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسأفتخر بنقلي للصورة الحقيقية.
بعد ثلاث ساعات من وصوله إلى رام الله، كان سليمان في طريقه لبلدة أبو ديس جنوب شرق القدس لزيارة خالته حسنة المتزوجة من فلسطيني، وهي أم لخمسة من الأبناء لم يتعرف عليهم من قبل، ومضت سنوات وسنوات على آخر لقاء جمعه بخالته، وهو لا يزال يتذكر تلك المشاعر الحميمة التي اختزنها لخالة أحبته ورعته وداعبته صغيرا.
لم تصدق خالته أنه زارها، حسب ما قالته لـوكالة وفا، "كنت أنظر إليه أتأمل ملامحه، أحاول حفظها في الذاكرة، اتصل بي ليقول إنه قادم لفلسطين. لم أصدقه حتى اتصلت والدته وأكدت الخبر، وكان عندي قلق وخوف كيف سأتعرف عليه.. كيف سيعرفني بعد عشرين عاما من الغياب.
وقال سليمان، "كنا نتواصل مع خالتي عبر الهاتف، ومع تأكيد زيارتي لهم ذهب أبناء خالتي إلى محرك البحث "غوغل" للبحث عن آخر صورة لي حتى يكون عندهم انطباع أولي عن قريب تربطهم معه روابط الدم.
عن رحلته هذه، قال سليمان: شعور بالريبة والفرح كان ينتابني منذ لحظة وصولي للجسر، لكنه زال ما أن تجاوزنا الجسر، ليغمرني شعور نفسي بالراحة الشديدة، وبالهدوء والفرح، والامتنان لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" التي أتاحت لي هذه الفرصة.
وأضاف، "هذه الزيارة مكنتني من كسر الحاجز النفسي الذي كان يقف عائقا بيني وبين زيارة فلسطين، وهو ذات الحاجز النفسي الذي يقف أمام زيارة العديد من المواطنين العرب لفلسطين".
ودعا سليمان للتفريق بين التطبيع وزيارة الأهل والأرض الفلسطينية. "الفلسطينيون أخوة لنا وهذه الأرض لنا نحن العرب، وزيارة الأرض الفلسطينية وأهلها واجب ودعم للقضية الفلسطينية ويحتاجها الشعب الفلسطيني كما يحتاج للدعم السياسي".
ويضحك سليمان من الأفكار التي يحملها الشخص قبل وصوله لفلسطين، وقال "الواقع يختلف عن الصورة المنقولة إعلاميا، وهذا يحصل معنا ونحن إعلاميون فكيف بعامة الناس.. الزيارة هي تسجيل للواقع كما تراه العين،.. عيناك هي الشاهد على الواقع.. ويخلد في القلب والذاكرة.. العين تسجل معنى الجدار العنصري والاحتلال ومعاناة شعب، وفيها تختلط الصورة بالمشاعر، ولا تستطيع أي وسيلة إعلام تضليلك وتغير الحقيقة بعدها".
وأضاف، "هذه الزيارة تمكننا من تفهم ونقل معاناة الفلسطيني، فنحن عانينا على الجسر لمدة أربع ساعات.. شعرنا بالقسوة، شعرنا بالامتهان ولم نحتمله فكيف يحتمله أخوتنا الفلسطينيون يوميا وهم يواجهون الاحتلال في تفاصيل حياتهم اليومية بهذه القسوة وببشاعة أعلى؟".
ونقل سليمان لوفا صدمته وهو يتجول بشوارع رام الله، وهو يشاهد مشروع دولة مكتملة البناء على الأرض، "لم نكن نتخيل أن نشاهد ما شاهدناه على الأرض.. فوجئنا بمستوى قدرة السلطة الفلسطينية على البناء وتأمين احتياجات شعبها".
فرح، قلق، خوف، تحفز، انتظار.. بهذه المشاعر المركبة والمتناقضة وصل مدير وكالة أنباء البحرين مهند سليمان إلى فلسطين للمشاركة في احتفالية "وفا" بالذكرى الأربعين لتأسيسها ضمن وفد إعلامي عربي ودولي كبير.
مشاعر من الخوف والقلق تنتابه من المواجهة الأولى لمحتل استباح حياة وأرض شعب عربي شقيق، يقابلها فرح وحنين لمشاعر دافئة خبرها في أحضان خالته حسنة المتزوجة من فلسطيني، خاصة وهو يحمل مشاعر عائلته بكاملها، والتي لم تتمكن يوما من زيارة ابنتها في بيتها ولم تشاطرها أفراحها وأحزانها إلا عن بعد وعبر الهاتف.
الشخصي والعام تداخلا معا ليشكلا مشاعر سليمان في ساعاته الأولى على أرض فلسطين، ووثقها بالصور الكثيرة التي كان يضعها على حسابه الخاص على "فيسبوك".. لم يصدقه أحد من أصدقائه أن هذه الصور في شوارع رام الله، بعث بها عبر هاتف "بلاك بيري" (يظهر الموقع الذي يتم إرسال الصور منه) لتأكيد مكان وجوده.
ويبدو أن الصدمة الأولى لسليمان غير المصدق أنه أمام بناء دولة مكتملة نقله لأصدقائه ورفاقه الذين ظلوا على تواصل معه للتعرف على المدن التي زارها وسط تعبيراتهم غير المصدقة أن هذه الصور هي صور لمدن فلسطين وعلى الأخص رام الله.
سليمان هاتف زوجته بعد ساعات من وصوله ليخبرها أنه عائد لفلسطين مرة أخرى بعد شهر أو شهرين.
وعن ذلك قال لـ"وفا": نقل الصورة الحقيقية لمعاناة الفلسطيني تحت الاحتلال أفضل من مليون مقال عن القضية الفلسطينية، وأفضل من كل صور المسلسلات. سأعود وسأتكلم مع مليون شخص حول العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسأفتخر بنقلي للصورة الحقيقية.
بعد ثلاث ساعات من وصوله إلى رام الله، كان سليمان في طريقه لبلدة أبو ديس جنوب شرق القدس لزيارة خالته حسنة المتزوجة من فلسطيني، وهي أم لخمسة من الأبناء لم يتعرف عليهم من قبل، ومضت سنوات وسنوات على آخر لقاء جمعه بخالته، وهو لا يزال يتذكر تلك المشاعر الحميمة التي اختزنها لخالة أحبته ورعته وداعبته صغيرا.
لم تصدق خالته أنه زارها، حسب ما قالته لـوكالة وفا، "كنت أنظر إليه أتأمل ملامحه، أحاول حفظها في الذاكرة، اتصل بي ليقول إنه قادم لفلسطين. لم أصدقه حتى اتصلت والدته وأكدت الخبر، وكان عندي قلق وخوف كيف سأتعرف عليه.. كيف سيعرفني بعد عشرين عاما من الغياب.
وقال سليمان، "كنا نتواصل مع خالتي عبر الهاتف، ومع تأكيد زيارتي لهم ذهب أبناء خالتي إلى محرك البحث "غوغل" للبحث عن آخر صورة لي حتى يكون عندهم انطباع أولي عن قريب تربطهم معه روابط الدم.
عن رحلته هذه، قال سليمان: شعور بالريبة والفرح كان ينتابني منذ لحظة وصولي للجسر، لكنه زال ما أن تجاوزنا الجسر، ليغمرني شعور نفسي بالراحة الشديدة، وبالهدوء والفرح، والامتنان لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" التي أتاحت لي هذه الفرصة.
وأضاف، "هذه الزيارة مكنتني من كسر الحاجز النفسي الذي كان يقف عائقا بيني وبين زيارة فلسطين، وهو ذات الحاجز النفسي الذي يقف أمام زيارة العديد من المواطنين العرب لفلسطين".
ودعا سليمان للتفريق بين التطبيع وزيارة الأهل والأرض الفلسطينية. "الفلسطينيون أخوة لنا وهذه الأرض لنا نحن العرب، وزيارة الأرض الفلسطينية وأهلها واجب ودعم للقضية الفلسطينية ويحتاجها الشعب الفلسطيني كما يحتاج للدعم السياسي".
ويضحك سليمان من الأفكار التي يحملها الشخص قبل وصوله لفلسطين، وقال "الواقع يختلف عن الصورة المنقولة إعلاميا، وهذا يحصل معنا ونحن إعلاميون فكيف بعامة الناس.. الزيارة هي تسجيل للواقع كما تراه العين،.. عيناك هي الشاهد على الواقع.. ويخلد في القلب والذاكرة.. العين تسجل معنى الجدار العنصري والاحتلال ومعاناة شعب، وفيها تختلط الصورة بالمشاعر، ولا تستطيع أي وسيلة إعلام تضليلك وتغير الحقيقة بعدها".
وأضاف، "هذه الزيارة تمكننا من تفهم ونقل معاناة الفلسطيني، فنحن عانينا على الجسر لمدة أربع ساعات.. شعرنا بالقسوة، شعرنا بالامتهان ولم نحتمله فكيف يحتمله أخوتنا الفلسطينيون يوميا وهم يواجهون الاحتلال في تفاصيل حياتهم اليومية بهذه القسوة وببشاعة أعلى؟".
ونقل سليمان لوفا صدمته وهو يتجول بشوارع رام الله، وهو يشاهد مشروع دولة مكتملة البناء على الأرض، "لم نكن نتخيل أن نشاهد ما شاهدناه على الأرض.. فوجئنا بمستوى قدرة السلطة الفلسطينية على البناء وتأمين احتياجات شعبها".