الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

رزيقات... من عامل...إلى عالم

العالم التفوحي مكتشف فايرس الكبد الوبائي وفا- أمل حرب
أخذه والده للعمل بالبناء في إسرائيل، لأنه لم يحصل على علامات جيدة في الصف الثامن، ليريه بأم عينه بأن هنالك أشغال شاقة في انتظاره إن فكر يوما  في ترك مقاعد الدراسة، أو عدم الاجتهاد في دروسه.
ولم يمر الوقت طويلا حتى أفاق الابن محمود محمد رزيقات من محافظة الخليل، من إهمال دروسه، واختار بذل المزيد من الاهتمام في دروسه، لإبعاد شبح الإشغال الشاقة عن مستقبله...، ولكنه لم يكن يعلم أنه سيصبح عالما يقدم للإنسانية انجازا انتظره العالم أكثر من قرن من الزمان، بذل فيه علماء العالم كل الطاقات في أبحاثهم ومختبراتهم  للوصول إلى ما وصل إليه العالم الفلسطيني الصغير الذي لم يبلغ (22عاما) من العمر لاكتشاف جينين يسببان مرض الكبد الوبائي c.
قال العالم الشاب رزيقات: فرح أبي كثيرا عندما حصلت على معل 85 في شهادة الثانوية العامة من مدرسة بلدة تفوح الصغيرة غرب الخليل، وكان على استعداد لتعليمي في الجامعة التي أرغب فيها ليراني من حملة الشهادات العلمية وليفتخر بي أمام العائلة حتى لو كلفه ذلك تحمل كل العناء والشدة فهذا أمله في هذه الدنيا.
وأضاف: "الحقيقة هذا الموقف حملني مسؤولية كبيرة، كيف لا وانأ أعرف طبيعة عمل أبي ومدى الجهد والعناء الذي يلقاه منذ الفجر حتى المساء، يتلقى حر الصيف، وبرد الشتاء في سبيل تعليمي.
رزيقات التحق بجامعة "MSA" البريطانية في مصر، وحصل على امتياز مع مرتبة الشرف طوال سنوات دراسته الأربع، وتوصل إلى اكتشاف جديد في علم الجينات فيما يتعلق بمرض التهاب الكبد الوبائي، حيث اكتشف أثناء عمله لمشروع تخرجه جينين في الحمض النووي التابع للفايروس المسبب لمرض التهاب الكبد الوبائي C، وذلك عن طريق دراسة امتدت على مدار عامين قام خلالها بعمل العديد من التجارب والبحوث التي أثبتت أن لهذين الجينين نسبة عالية جدا في التسبب في المرض الوبائي الأمر الذي يسهل على الباحثين في علم الأدوية وإيجاد العلاج له.
وأشار رزيقات إلى الجهود التي بذلها أثناء دراسته، وقال: "كنت أتوسع في الموضوع وأبحث عن مراجع من خارج الجامعة واعكف على دراستها، بحب شديد للموضوع، وأصبح لي مختبرا متواضعا في شقتي.
كان فرحا بهذا الانجاز، وأضاف: "كان اصدقائي يدعونني للخروج معهم وترك الدراسة والبحث، ولكن الدراسة والبحث الشيق في هذا المجال لم يتركا لي وقتا للترفيه والخروج مع الأصدقاء، وتابع: لم يكن بوسعي النوم أكثر من ثلاث ساعات فقط وهي الفترة التي أقضيها في السفر بين البيت والجامعة.
واستدرك قائلا: لم يغب عن مخيلتي صورة أبي وهو يعمل من أجلي، لذلك كنت أكافئ نفسي عندما أحصل على علامات كاملة بتناول غدائي في مطعم محترم، وأعاقب نفسي إن لم احصل على ذلك بالاكتفاء بما تيسر من الطعام.
وأضاف: لم أتفاجأ بنتائج البحث، وإنما تفاجأ مدرسي بالجامعة، ومنهم من لم يصدق النتائج ونصحني بمراجعة البحث الذي كان يشرف علية عدة أساتذة إلى أن وصل إلى الدكتورة باتريشا من جامعة غرينتش البريطانية، لتقيم البحث، وقالت إن البحث عظيم ويضاهي عشرة أبحاث يتقدمن من عشرة طلاب يحملوا شهادة البكالوريوس،  وأشارت إلى أن هنالك فرصة له للحصول على منحة لإكمال بحث في بريطانيا.     وفي ندوة عقدتها الجامعة البريطانية، قال رزيقات: ان هذا الاكتشاف يعد بداية الطريق في سلسلة كاملة من البحوث التي سوف تنتج علاجات لمرض التهاب الكبد الوبائي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الدول العربية تحتضن أكبر نسبة من المصابين به، مشيرا إلى أن مصر بها 12 مليون مصاب.
وأضاف: إن الجينات المكتشفة تعمل على إفراز بروتين خطير جدا حيث يفرز جسم المصاب مضادات لهذا البروتين الأمر الذي يثبت صحة الاكتشاف بخطورة أهمية هذين الجينين في إحداث المرض.
من جانبه اكد الدكتور عبد الرحمن بدر الدين أستاذ هندسة الجينات بكلية العلوم بجامعة عين شمس، خلال مؤتمر صحفي عقدته الجامعة نشر عبر وسائل الإعلام، إن الكثير من علماء مصر حاولوا الوصول إلى مسببات هذا المرض إلا أن جميع تجاربهم لم تصل إلى نتائج، وإن العديد منهم سوف يعتمد في أبحاثه القادمة على اكتشاف الطالب رزيقات الذي وصفه بالعالم الصغير.
وفي نهاية حديثه أهدى الطالب رزيقات هذا الانجاز إلى الرئيس محمود عباس، وإلى الشعب الفلسطيني، مناشدا الرئيس الاهتمام باكتشافه العلمي، وأن يكون هذا الاكتشاف تحت إشرافه في ظل تهافت الجامعات العالمية لتبني هذا الاكتشاف.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025