جنوب الخليل.. تطهير عرقي برسم المصالح "الوطنية" الاسرائيلية
تحاصر مئات العائلات الفلسطينية في عشرات القرى والخرب النائية والصغيرة أقصى جنوب الخليل بالضفة الغربية، بدائية قاحلة.. معتمة ومليئة بالوجع والبؤس والحرمان.
في سوسيا، وطوبا، ومنيزل، والتوانة، وهرابة النبي، والكرمل، والمفقرة، والتبان، وخلة الحجر، ومغاير العبيد، وطوبة، والمجاز، والفخيت، وام الخير، وغيرها من القرى والخرب المهمشة، يجد المواطنون البسطاء، أنفسهم على الدوام في الهامش الضيق الذي ترزح فيه مناطقهم تحت وطأة الفقر والجوع.. ووطأة جيش ومستوطنين مسلحين بأنياب عنصرية.
هناك، على الخط الأمامي للمواجهة، تدور الوقائع في مساحة من الأرض الشاسعة التي تصل الى نحو 100 ألف دونم، كانت أعلنتها سلطات الاحتلال في العام 1999، عبر سلسلة من الأوامر العسكرية، منطقة مغلقة بدعوى التدريبات العسكرية التي يجريها الجيش الإسرائيلي، غير أن هذه الذريعة استهدفت بالأساس تأمين إقامة مستوطنات إسرائيلية في المنطقة وتوسيعها.
.. هناك، يخلع الاحتلال كل الأقنعة ويتبدى عاريا وبشعا: "إطلاق رصاص، قتل، تشريد، هدم بيوت وكهوف وعرائش، وترك عشرات العائلات في العراء"!!
وتكشف التفاصيل المريرة في سياق تنفيذ المشاريع التوسعية الاستيطانية، والسيادة على الأرض، بشاعة الأدوات التي يستخدمها جيش الاحتلال في سبيل تحقيق غاياته: "جنود يجرجرون الأجساد العارية فوق سخونة الصخر ووخز الشوك.. وأجساد أطفال لا تقوى على قساوة الهراوات، وأعقاب بنادق تنهال دونما رحمة على أجساد النساء والمسنين لأنهم يرفضون الانصياع لعملية تهجيرهم عن أماكن ولادتهم".
الأعمال العدائية تجاه عشرات العائلات في قرى وخرب شرق يطا، حالة مستمرة ويومية،
ذلك ان هذه المناطق وغيرها ذات أولوية على خارطة المصالح "الوطنية" الإسرائيلية، يقول خبير الخرائط والاستيطان عبد الهادي حنتش، الذي أشار الى أن مناطق شرق يطا تتعرض منذ سنوات طويلة، الى حملة "تطهير عرقي" بكل ما تعنيه الكلمة.
وفي "رزنامة" الاعتداءات الطويلة التي تزاولها سلطات الاحتلال ضد سكان هذه المناطق، والتي تستهدف بالأساس تهجيرهم عن مساكنهم وكهوفهم ومراعيهم، سلمت أمس الثلاثاء، أوامر هدم لـ52 مسكن وخيمة في قرية سوسيا وخرب مجاورة، تشتمل على منازل وعيادة طبية وحضانة أطفال ومبنى للطاقة الشمسية يعتبر المزود الوحيد للكهرباء في المنطقة.
وبحسب مصادر متطابقة، فإنه من المفترض أن تترجم اخطارات الهدم الـ 52 خلال ثلاثة أيام، إلا اذا ما قامت احدى منظمات حقوق الإنسان أو "الدفاع عن الاراضي" بتقديم استئناف على القرار.
صحيفة "هآرتس" العبرية اشارت الى أن أوامر الهدم صدرت في أعقاب التماس للمحكمة العليا تم تقديمه من قبل الجمعية اليمينية "رجافيم" بهدف تسريع أوامر الهدم الصادرة ضد قرية سوسيا، حيث استجاب قضاة المحكمة للالتماس، وأصدروا أمرا احترازيا يمنع سكان سوسيا إضافة مبان وخيم طالما لم يصدر قرار بشأن التماس سكان القرية ضد منع التخطيط والبناء في القرية.
وفي خربة منيزل المتواضعة و"البدائية"، والتي دخلت القرن الحادي والعشرين قبل عامين فقط، والمجاورة لقرية سوسيا، هناك يمكن ان ترى بأم العين حياة مختلفة لآدميين من لحم ودم!!
..هناك، على الأرض الشاسعة والقاحلة والعطشى معظم أيام السنة، تسجل بضع عشرات من العائلات فقط منذ سنوات عديدة، فصولا خاصة في عملية المواجهة مع البرنامج الاستيطاني الإسرائيلي، وتواجه بجسارة قسوة المحاولات التي تستهدف إجبارهم على الرحيل من الأمكنة التي ارتبطوا بها لعشرات السنوات حتى ما قبل إقامة دولة اسرائيل.
وفي منيزل التي تخشى هذه الأيام العودة الى "العتمة والظلام"، بعد ان طالت اخطارات الهدم الاسرائيلية الخلايا الشمسية التي تزودها بالكهرباء، يعيش (1200 مواطن) اعتادوا على الالتصاق بالطبيعة إلى درجة التماهي، وخوفا من الاقتلاع وعشقا للأمكنة. للصمود هناك، معنى مختلف، تستشرفه في التجربة اليومية للناس البسطاء الذين يسجلون في كل ساعة عملا بطوليا دون ضجيج أو انتظار لإطراء.
"إن حياتنا هنا تستحق الاهتمام، فنحن في هذه المنطقة البعيدة حراس الأرض المقدسة والفلسطينية" هكذا قال المواطنون البسطاء الذين يستشعرون أنهم منسيون!!".
في سوسيا، وطوبا، ومنيزل، والتوانة، وهرابة النبي، والكرمل، والمفقرة، والتبان، وخلة الحجر، ومغاير العبيد، وطوبة، والمجاز، والفخيت، وام الخير، وغيرها من القرى والخرب المهمشة، يجد المواطنون البسطاء، أنفسهم على الدوام في الهامش الضيق الذي ترزح فيه مناطقهم تحت وطأة الفقر والجوع.. ووطأة جيش ومستوطنين مسلحين بأنياب عنصرية.
هناك، على الخط الأمامي للمواجهة، تدور الوقائع في مساحة من الأرض الشاسعة التي تصل الى نحو 100 ألف دونم، كانت أعلنتها سلطات الاحتلال في العام 1999، عبر سلسلة من الأوامر العسكرية، منطقة مغلقة بدعوى التدريبات العسكرية التي يجريها الجيش الإسرائيلي، غير أن هذه الذريعة استهدفت بالأساس تأمين إقامة مستوطنات إسرائيلية في المنطقة وتوسيعها.
.. هناك، يخلع الاحتلال كل الأقنعة ويتبدى عاريا وبشعا: "إطلاق رصاص، قتل، تشريد، هدم بيوت وكهوف وعرائش، وترك عشرات العائلات في العراء"!!
وتكشف التفاصيل المريرة في سياق تنفيذ المشاريع التوسعية الاستيطانية، والسيادة على الأرض، بشاعة الأدوات التي يستخدمها جيش الاحتلال في سبيل تحقيق غاياته: "جنود يجرجرون الأجساد العارية فوق سخونة الصخر ووخز الشوك.. وأجساد أطفال لا تقوى على قساوة الهراوات، وأعقاب بنادق تنهال دونما رحمة على أجساد النساء والمسنين لأنهم يرفضون الانصياع لعملية تهجيرهم عن أماكن ولادتهم".
الأعمال العدائية تجاه عشرات العائلات في قرى وخرب شرق يطا، حالة مستمرة ويومية،
ذلك ان هذه المناطق وغيرها ذات أولوية على خارطة المصالح "الوطنية" الإسرائيلية، يقول خبير الخرائط والاستيطان عبد الهادي حنتش، الذي أشار الى أن مناطق شرق يطا تتعرض منذ سنوات طويلة، الى حملة "تطهير عرقي" بكل ما تعنيه الكلمة.
وفي "رزنامة" الاعتداءات الطويلة التي تزاولها سلطات الاحتلال ضد سكان هذه المناطق، والتي تستهدف بالأساس تهجيرهم عن مساكنهم وكهوفهم ومراعيهم، سلمت أمس الثلاثاء، أوامر هدم لـ52 مسكن وخيمة في قرية سوسيا وخرب مجاورة، تشتمل على منازل وعيادة طبية وحضانة أطفال ومبنى للطاقة الشمسية يعتبر المزود الوحيد للكهرباء في المنطقة.
وبحسب مصادر متطابقة، فإنه من المفترض أن تترجم اخطارات الهدم الـ 52 خلال ثلاثة أيام، إلا اذا ما قامت احدى منظمات حقوق الإنسان أو "الدفاع عن الاراضي" بتقديم استئناف على القرار.
صحيفة "هآرتس" العبرية اشارت الى أن أوامر الهدم صدرت في أعقاب التماس للمحكمة العليا تم تقديمه من قبل الجمعية اليمينية "رجافيم" بهدف تسريع أوامر الهدم الصادرة ضد قرية سوسيا، حيث استجاب قضاة المحكمة للالتماس، وأصدروا أمرا احترازيا يمنع سكان سوسيا إضافة مبان وخيم طالما لم يصدر قرار بشأن التماس سكان القرية ضد منع التخطيط والبناء في القرية.
وفي خربة منيزل المتواضعة و"البدائية"، والتي دخلت القرن الحادي والعشرين قبل عامين فقط، والمجاورة لقرية سوسيا، هناك يمكن ان ترى بأم العين حياة مختلفة لآدميين من لحم ودم!!
..هناك، على الأرض الشاسعة والقاحلة والعطشى معظم أيام السنة، تسجل بضع عشرات من العائلات فقط منذ سنوات عديدة، فصولا خاصة في عملية المواجهة مع البرنامج الاستيطاني الإسرائيلي، وتواجه بجسارة قسوة المحاولات التي تستهدف إجبارهم على الرحيل من الأمكنة التي ارتبطوا بها لعشرات السنوات حتى ما قبل إقامة دولة اسرائيل.
وفي منيزل التي تخشى هذه الأيام العودة الى "العتمة والظلام"، بعد ان طالت اخطارات الهدم الاسرائيلية الخلايا الشمسية التي تزودها بالكهرباء، يعيش (1200 مواطن) اعتادوا على الالتصاق بالطبيعة إلى درجة التماهي، وخوفا من الاقتلاع وعشقا للأمكنة. للصمود هناك، معنى مختلف، تستشرفه في التجربة اليومية للناس البسطاء الذين يسجلون في كل ساعة عملا بطوليا دون ضجيج أو انتظار لإطراء.
"إن حياتنا هنا تستحق الاهتمام، فنحن في هذه المنطقة البعيدة حراس الأرض المقدسة والفلسطينية" هكذا قال المواطنون البسطاء الذين يستشعرون أنهم منسيون!!".