الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

يحدث في غزّة : الزواج " الى حين ميسرة"و بـ"التقسيط المريح "..!

أن تكون شابا مقبلا على الزواج و تبحث عن صبية جميلة، متعلمة وغير متطلبة، أو ممن يتقبلن العيش في أسر مركبة.."إلى حين ميسرة"،كل ذلك يمكن إدراجه ضمن العادات المألوفة عندما يقرر أبناء الفقراء البحث عن شريكة الحياة ، لكن أن تكون، أيضا.. بنت ناس يقبلون أن يدفع مهرها بالتقسيط ، فتلك ظاهرة حصرية تحدث في غزة المحاصرة، فقط !
الشاب " ح . ش" ، وهو إختصار من حرفين لأسم قد يكون "حامد شرّاب" أو "حسن أبو شمّالة" أو "حسان الشوا"، أو أي أسماء أخرى تنتمي إلى عائلات معروفة في قطاع غزة حيث تتخلق من الحصار عادات حياة جديدة و غير مألوفة، لم يركن في بحثه عن الفتاة الملائمة كشريكة حياة إلى المؤسسات المنتشرة التي تعنى بتيسير الزيجات و "جمع الرؤوس بالحلال"، فقد لجأ تقبله كما هو – بفقره وضنك و حلمه بـ"العيش الهنيء على خبزة و بندورة".
قال"ح . ش" في حديث مع القدس ، وهو في صيفه العشرين و ذو ملامح قد تكون جاذبة للكثيرات من الحالمات بـ"الرجال الوسيمين" أنه وحيد "أجمل الأمهات" بعد استشهاد شقيقه الثاني برصاص الإحتلال متأثراً بجراح أصيب بها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة ( بفعل القنابل الفسفورية التي ألقتها الطائرات الإسرائيلية على الحي حيث تقيم العائلة ) – قال أنه يعمل، هذه الأيام، آذنا في أحد المساجد براتب لا يتعدى 100 دولار شهريا ولا يتحصل عليها بانتظام.. فيما أنتهى بحثه منذ عام عن عروسة تقبل مشاركته ظروفه بـ "مساعدة" من أحد رجال الإصلاح، حيث الأخير عائلة إحدى الفتيات بقبوله شريكا لإبنتها ؛ شريطة أن يدفع المهر البالغة قيمته ألفي دينار أردني بـِ "التقسيط"، على أن يتمم الزواج فعليا بعد القسط الأخير من المهر .
 في الإطار، أشار الشاب "ح" الذي يعيش بكلية وحيدة بعد أن تبرع بكليته الثانية لأحد أشقائه قبل استشهاده، أن مؤسسات تيسير الزواج في قطاع غزة تقدم مساعداتها العينية للشبان الذين يحوزون عقودا للزواج مقابل تسديد قرض الزواج خلال عامين و بعد توفير الكفلاء، فيما يأمل هو في العثور على جمعيات أو أشخاص من أهل الخير للمساعدة في توفير مبلغ من المال لإكمال المهر الذي يتعذر عليه جراء وضعه الصحي وظروفه المعيشية الصعبة.
من جهته، قال الشيخ جمعة صيام، وهو أحد رجالات الإصلاح في القطاع، أن قصصا مؤلمة كثيرة يواجهها مع آخرين من المهتمين في مساعدة الشبان على الزواج، مشيرا إلى أن العشرات من العائلات في غزة باتت مضطرة للتخفيف من قيمة المهور أملا في تزويج البنات ، غير الكثير من التعقيدات تقف عثرة أمام الشبان الساعين لتوفير كلفة الزواج، بينها ( التعقيدات ) تكاليف تنظيم الحفلات و الولائم، فيما تتزايد ، يوما بعد آخر، أعداد الشبان الذين يتوجهون إلى "رجالات الإصلاح والدّين" في محاولات للعثور على عائلات تقبل بتزويج بناتها مقابل مهور مخففة، أو الموافقة على تجزئة وتقسيط مبلغ المهر بحسب قدرة الشاب المتقدم للزواج .
 لفت الشاب "س . م" ( 26 عاما ) الذي تمكن من إنتزاع "بدل بطالة دائمة" بقيمة 200 دولار في الشهر مقابل العمل لدى مؤسسة حكومية ، بعد 3 سنوات من تخرجه من كلية للهندسة ، إلى أنه بعد عام من العمل وتوفير مبلغ بسيط لم يكن كافيا لتلبية متطلبات الزواج، نجحت والدته "بعد شهور طويلة" في العثور على فتاة قبل أهلها بتقسيط مهرها..
وفيما أوضح الشاب "س . م" ( 26 عاما ) أن المؤسسات التي تعنى بتيسير الزواج في القطاع تقدم، فقط، مساعدات عينية للشبان ممن يحوزون عقود زواج مقابل دفعهم مبالغ أقل من الأسعار الدارجة بدل بعض الأثاث و المستلزمات، على أن يتم الدفع بالتقسيط، غير أنها لا تقدم مساعدات للمساهمة في توفير جزء من المهر .. نفي الدكتور وائل الخليلي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية تيسير الزواج، أن تكون مشاريع الجمعية تقتصر فقط على تقديم المساعدات المالية، مبيناً أنها أشرفت مؤخراً على الكثير من المشاريع التي تساعد في تقديم جزء يسير من المهور لمن هم مقبلين على الزواج، سيما لشبان عزفوا عن الزواج لسنين وبلغوا الثلاثين من أعمارهم أو كبارا في السن كانوا في حاجة للزواج ،غير أن المساعدة، في حالة كهذه - كما قال لـ - " مرهونة بإتمام الخطوبة" .
 ..و"كل حصار و شعبنا بخير" ! قال شاب غير متعطل عن الزواج لكنه متعطل عن العمل ، بينما لا أحد يقبل أن يزوج إبنته لشاب يعيش "على البلاط" !

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025