جويد التميمي
تعاني قرى وخرب جنوب يطا بمحافظة الخليل من اعتداءات متواصلة ينفذها جيش الاحتلال ومستوطنوه ضد مواطنين يصارعون قسوة الحياة مع عدم توفر المتطلبات الأساسية لحياتهم.
وقال سكان المنطقة لـ"وفا" اليوم الأربعاء: لن نرحل رغم أوامر الاحتلال التي تهدف لترحيلنا، وسنجابه مجنزراتهم وجرافاتهم التي يهددوننا بها بصدورنا".
محمد النواجعة أحد المواطنين الذين يقطنون قرية سوسيا قال إن قوات "الإدارة المدنية" سلمت أمس أوامر هدم لـ52 مبنى وخيمة في القرية وهي تشمل هدم منازل، ومدرسة، وعيادة طبية، وحضانة أطفال، ومبنى ولوحات طاقة الشمسية هي المزود الوحيد للقرية بالكهرباء.
وأضاف: سيدمرون كل سبل حياتنا حتى الطريق التي تربطنا بيطا والخليل سيدمرونها، كل ذلك يهددونان بتنفيذه خلال الأيام الثلاثة المقبلة، لنا الله يا أخي.
وبحرقة ومرارة أوضح النواجعة أن أوامر الهدم التي صدرت في أعقاب التماس تم تقديمه للمحكمة العليا من قبل الجمعية اليمينية "رجافيم" وبذلك سيشرد في العراء ما يقارب 80 عائلة فلسطينية أي ما يزيد عن 500 نفر سيلتحفون السماء ويفترشون الأرض خلال الأيام القليلة القادمة، إذا نفذ الاحتلال أوامر الهدم التي أصدرتها ما تسمى بالمحكمة العليا الإسرائيلية ضد القرية، ونوه إلى أن محكمة الاحتلال أصدرت أمرا احترازيا يقضي بمنعهم من بناء وتشييد أي شيء حتى الحظائر والخيام.
وأسهب النواجعة: بدأ صراعنا مع الاحتلال ومستوطنيه على أرضنا التي أرادوا سرقتها منذ ما يزيد عن 25 عاما في عام 1986 الذي أعلنت خلاله سلطات الاحتلال أراضي قريتنا أنها "حديقة وطنية ومتنزه يمنع الفلسطينيين من دخوله" بذريعة احتوائه على الكثير من الآثار القديمة التي يزيد عمرها عن 1000 عام على أقل تقدير، وبذلك جرى طردنا من أراضينا واستولى الاحتلال على مساحات واسعة من قريتنا تعود ملكيتها لعدد من العائلات منها "شريتح وأبو صبحة والشامصلي، وبذلك أصبحنا نسكن في أراضينا الزراعية المحاذية للمنطقة التي أرغمنا الاحتلال على هجرانها.
وتابع النواجعة، "هدمت قوات الاحتلال كهوفنا وآبار مياهنا ودمرت محاصيلنا الزراعية في عام 2001، فقد داهمتنا سلطات الاحتلال وهاجمنا مستوطنوها واعتدوا علينا مرة اخرى وأرغمونا على الرحيل من أماكن سكننا، إلا أننا وبعد مناكفات مع المستوطنين وجيش الاحتلال ومحاكمة عدنا إلى أراضينا ومزارعنا التي نقطنها حتى يومنا هذا". 
وقال، "يداهمنا الاحتلال بحجج واهية عن الصحة لهدم منازلنا وخيمنا وبركساتنا وحظائر ماشيتنا، رغم أننا قدمنا لسلطات الاحتلال وما تسمى بلجنة التنظيم العليا الإسرائيلية في بيت إيل ما يزيد عن 45 مخططا لتشييد بناء زراعي مع حظائر مواشي، ولم يعطونا رفضا صريحا، بل يتم تأجيلنا باستمرار بحجة تعديلات يريدون منا عملها على المخططات التي قدمناها لهم عشرات المرات".
وذكر المواطن أحمد خليل الهريني (34 عاما) والذي يعيل 8 أفراد أنه سيبقى صامدا في قريته رغم تهديدات الاحتلال وإخطارات سلطاته، وقال "نطالب شعوب العالم وقياداته وخاصة العربية والإسلامية منها بالوقوف إلى جانبنا لتعزيز صمودنا ونصرتنا، فنحن نمتلك جميع الأوراق الثبوتية لأراضينا التي يريد قلعنا منها لاحتلال لصالح مستوطنيه".
من جانبه، قال رئيس بلدية يطا زهران أبو قبيطة لـ"وفا" إن سلطات الاحتلال بتسليمها هذه الإخطارات التي يفوق عددها 50 إخطارا لأهالي قرية سوسيا والتي هددت من خلالها بهدم كل مقومات الحياة في القرية، "هي أكبر مثال على عنجهية وعنصرية هذا الاحتلال الظالم وغطرسته اللامحدودة ضدنا كفلسطينيين".
 وأكد أبو قبيطة أن اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة على المواطنين والمزارعين يوميا، والتي كان آخرها حرق العديد من المحاصيل، تهدف إلى "سرقة المزيد من أراضي قرى وخرب يطا التي يفوق عددها عن 25 خربة، و4 قرى، وهم باعتداءاتهم الممنهجة يقومون بالتضييق على قاطني هذه القرى من المواطنين والبدو العزل لدفعهم إلى الرحيل عن قراهم وخربهم ومسافرهم".
وقال إن هذه الاعتداءات التدميرية يرتكبها الاحتلال بغية توسيع 11 مستوطنة اقامها الاحتلال على ما استولى عليه من أراضي المواطنين الفلسطينيين في يطا ومنها "سوسيا ولسيفر وماعون وحافات ماعون وكرمئيل ومتساد يهودا ويعقوب تاليا ...وغيرها".
بدوره، طالب أبو قبيطة الجمعيات الحقوقية الدولية والزراعية التعاونية، بنصرة هؤلاء السكان الذين يقطنون القرى والخرب المحيطة بيطا والذين يبلغ عددهم 7 آلاف نسمة، وطالب بتقديم مساعدات مادية وأعلاف لرعاة الماشية، لتعزيز صمودهم في اراضيهم وللمحافظة على ثروتهم الحيوانية من الضياع.