الشبكة تطالب بتنفيذ اتفاق المصالحة وانهاء الحصار الظالم بشكل كامل عن قطاع غزة
خمسة سنوات مرت على الانقسام السياسي الذي نتج عن أحداث 14/ حزيران / 2007 ، وما زال هذا الانقسام وتداعياته الكارثية والمدمرة على كافة مناحي حياة الشعب الفلسطيني مستمراً رغم كل المحاولات والاتفاقات واللقاءات التي تمت باتجاه إنهاء هذه الحالة واستعادة الوحدة الوطنية .
لقد استغل الاحتلال الاسرائيلي هذا الانقسام إلى أبعد مدى باتجاه ترسيخ سياسة التجزئة والتقسيم ومنع الترابط الجغرافي والسياسي بين مناطق الارض الفلسطينية المحتله من خلال إمعان الحصار والعدوان على قطاع غزة في محاولة لعزله وتهميشه وإفقاره .
كما انعكس الانقسام سلباً على حالة الحريات العامة من خلال آليات الفعل وردة الفعل والتي أدت إلى تقويض مساحة الحريات العامة بما يشمل الحق بالرأي والتعبير والتجمع السلمي والحق بالعمل الأهلي والنقابي والسياسي واستمرت ظاهرة الاعتقال السياسي كظاهرة سيئة لشعبنا وصورته أمام العالم في ظل مطالبنا المستمرة بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال .
وكان للانقسام تداعيات حادة على مكونات النظام السياسي الفلسطيني عبر تقسم مؤسساته الادارية والقضائية والأمنية وتهميش م. ت. ف ، الأمر الذي خلق حالة من الإحباط وأصبح الصراع على السلطة والمكانة والنفوذ هو العنوان بدلاً من صراع شعبنا الموحد في مواجهة الاحتلال .
إن الرهان على المتغيرات العربية والدولية لهذا الطرف السياسي أو ذاك لن يجدى نفعا حيث ان الرهان الأساسي يجب ان يتركز على العامل الذاتي الفلسطيني الذي من الهام إعادة توحيدته وبناؤه على اسس ديمقراطية وغير اقصائية ، الأمر الذي بموجبه يمكن استجلاب الدعم العربي والدولي بناء على البيت الداخلي الفلسطيني وبرنامجه السلمي والكفاحي الموحد .
وقالت شبكة المنظمات الأهلية في بيانها الذي وصل نسخة منه لنا انها نرى من الأهمية بمكان العمل الفوري على تطبيق اتفاق المصالحة الذي تم التوقيع عليه بالقاهرة في 4/5/2011 والاسراع في تشكيل حكومة الوفاق الوطني تحضيراً للانتخابات العامة لكل من المجلس الوطني والتشريعي والرئاسة بالاستناد إلى نظام التمثيل النسبي الكامل الذي يضمن مشاركة الجميع في بنية المؤسسة الوطنية الفلسطينية سواءً كانت السلطة أو المنظمة ، وترى من الأهمية ايضاً العمل على وقف التراشقات الاعلامية وتوفير مناخات من الحريات العامة تعيد الثقة بين الأطراف وتنهى سنوات من التشاحن الذي عمل على استنزاف الجسم الفلسطيني الداخلي .
وشددت الشبكة على أنه آن الأوان لمغادرة مربع الانقسام بصورة كاملة وكسر الحلقة المفرغة التي مل منها شعبنا عبر اللقاءات والاتفاقات العديدة والكثيرة الموقعة بين الطرفين ، وذلك من اجل الالتفات للتحديات التي تواجه شعبنا وعبر برنامج سياسي كفاحي موحد قادر على مواجهة الاحتلال وتحقيق أهداف شعبنا من اجل الحرية والاستقلال ،وقادرة على معالجة المشكلة التي يعانى منها شعبنا عبر توسيع فضاء الحريات العامة وتمكين الفقراء والمهمشين وتحقيق التنمية المستدامة .
كما طالب البيان المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والانسانية بتحرك جدي وفاعل من اجل انهاء الحصار الظالم واللا شرعي عن قطاع غزة وتمكين شعبنا من العيش بحرية كاملة من خلال فتح كافة المعابر امام حركة الافراد والبضائع والبدء في عملية اعادة اعمار قطاع غزة الذي يتحمل الاحتلال مسؤولية الدمار الذي لحق به.