بالفيديو- احلام فاطمة واطفالها الخمسة... لاطعام ولاكساء!
في مكان ما بالقدس المسيجة بالجدار و "الغياب"، حيث إمرأة مسكونة بإنتظار يوم ترى فيه أطفالها - كما غيرهم – وهم يذهبون إلى النوم دون جوع و..بالشمس وهي تدخل من النافذة، تواصل إمرأة إسمها فاطمة صناعة مأثرة دون أن تدري أنها كذلك...
ربما الأحلام وحدها هي ما يجعل من امرأة مهمشة أقرب إلى "امرأة محاربة" لا تكل، بالرغم من الندوب التي تتركها معارك الحياة ، دون أن تدرك يوما أن في الحياة ، وعلى مقربة من "حروبها"، ثمة نساء و رجال يعيشون "متعة التعاطف" مع نماذج أخرى من الحياة التي تعيشها، فقط على شاشات الفضائيات و " يو تيوب"!
تعيش "فاطمة" في بلدة شمال القدس ( فضلت عدم الإشارة إلى إسمها كاملا ) وإبنتها وأولادها الأربعة بمسكن في "أرذل العمر" يجاوره مكب للنفايات، فيما العتمة التي تلفه ليلا و إلى مطلع الفجر، هي في الواقع الذي تعيشه العائلة ، ليست سوى "نقاب" لإخفاء العجز عن دفع ثمن بدل إستهلاك الكهرباء أو دورة جديدة في إنتظاراتهم المديدة و اليومية للشمس !
قالت فاطمة التي تتحصل من "الشؤون الإجتماعية" على مبلغ 1400 شيكل فقط، كل 3 أشهر، أنها تخبىء المبلغ في "صرّة" لتوفير الخبز و الاحتياجات المدرسية الضرورية للبنت و الأولاد ، بينما يذهب الأطفال الخمسة من نومهم كل صباح إلى مدارسهم ( بعد أن ينتهوا من إحضار الماء من حنفيات بعض الجيران و جامع قريب ) بوجبة خفيفة لعلها تخفف من "تعشّمهم" حينما يرون أصابع الشوكولاته في أيادي أترابهم ..
أولاد فاطمة الذين يعرفون الأطعمة اللذيذة من الصور أو في الأعراس و عندما تقام ولائم الموتى في الحي، يلوذون للحصول على بعض طعامهم، أحيانا، إلى معلبات و بقوليات يتركها أصحاب البقالات على طرف الشارع، أما هي فتقضي بعضا من وقتها بالمنزل الضيق الذي حازته بعد حصول والدتها على منحة قدرها 5000 شيكل بعد استشهاد شقيقها- تقضيه في تصيد الفئران و.. في التفكير بوسيلة لدرء الديدان و مياه الصرف الصحي التي تتسرب من الجدران .
ما لا ترغب فاطمة في البوح به كلما سألها أحد ، أن زوجها الذي يفترض أنه معيل الاسرة، يعيش و يعّيشها معه محنة مرضه النفسي، بما في ذلك عدم قدرتها على توفير ثمن الدواء الذي يلزمه ؛ لكي ينام ويعفيها و أولادهما من الضرب ..، فيما تتمنى لو أنها معطوبة الذاكرة ؛ لكي لا تستعيد إلى المخيلة فجيعتها قبل 8 سنوات، حيث لم تجد ملاذا سوى الشارع ، عندما أضرم زوجها المريض النار في صدرها. قالت لـ أنها وهي "ترمح" في الشارع بينما كانت الريح ترقّص لهيب النار على جسمها، لم تجد سوى عابري السبيل كي يغمروا النار بحرام صوفي من منزل قريب !
..كل ذلك ، ولا تزال فاطمة قادرة على زراعة الأحلام !
للمساعدة يمكن الاتصال على هاتف رقم"0595659501"
عن القدس المقدسية