عطية بني عودة... قصة دمج مثالية لطالب مثالي
ينتعل الارض ليشق طريقه بين زملاءة، هؤلاء الذين لم يكن ليحلم بالعيش بينهم، وتلك الحاضنة له بشباك من حنين، وذرات الرمل العالقة بين ركبتيه، كل تلك الصور لم تكن لتكون لطفل ولد مبتور القدمين لولا قدرة الرحمن ومشيئته التي ارادت للنور ان يبزغ من بين عينيه الحالمتين وابتسامته التي تشق طريقها الى قلوب كل من يقابله او يلتقي به.
عطية اياد بني عودة ابن الخمس سنوات ويسكن بلدة طمون قضاء طوباس يعاني اعاقة حركية خلقية وصعوبة في السمع والنطق منذ ولادته ما جعل حياته تبتدا بالمعاناة تلك التي لم تقتصر عليه فقط بل تعدته الى اسرته التي اعطته كل الوقت والجهد لمساعدته على العيش في محيطه وبما يتماشي ويتواءم مع اعاقته وبما يضمن حصوله على حقوقه المختلفة لا سيما حقه في التعليم كما انداده في العمر.
تقول هالة بني عودة عاملة برنامج التاهيل المجتمعي في بلدة طمون وحول الحالة عطية والذي استطاع ان يثبت للجميع ان الاعاقة لا يمكن ان تلغي الطاقة فرغم اعاقته الشديدة الا انه استطاع ان يمارس امور حياته ككل ومتطلباتها في سنه، فقد تم دمجه في روضة الامل في طمون كواحدا من طلابها مشيرة الى استبعاد ام عطية في البداية لامكانية دمجه مرجعة ذلك الى وضعه واعاقته وعدم قدرته على المشي والاكتظاظ الكبير في الروضات لتتم بعدها عملية اقناع الام بامكانية دمج ابنها لتضحي متشجعة ومتعاونة بشكل كبير مع الجهود التي يبذلها برنامج التاهيل المجتمعي في دمج الاشخاص ذوي الاعاقة واحقاق حقوقهم وخاصة في مجال التعليم .
وتشير والدة عطية الى المواهب الجمى التي يتمتع ابنها بها والتي تجعله مميزا عن غيره فلديه من المواهب ما يؤهله للدمج في رياض الاطفال، وبالفعل تمت عملية دمجه في روضه الامل في طمون وهنا كانت نقطة التحول الكبيرة في حياة عطية فبعد ان كان يعاني من نفسية ومزاج صعب اصبح عطية وبعد دمجه انسان مختلف اصبح لديه شغف بالخروج من المنزل الذي كان بمثابه سجن له بعيدا عن فرحة الخروج والانطلاق في الحياة بالاضافة الى تحليه بصفات كثيرة لا يمتلكها الكثير من الاطفال الاصحاء ومن بينها النظافة فهو طفل نظيف بشكل كبير فهو يحافظ على نظافته الشخصية بالاضافة لحفاظه على نظافة المكان حوله سواء في البيت او الروضة.
وتضيف مديرة روضة الامل في طمون وعد بني عودة وحول قضية دمج عطية في الروضة الى قيام عاملة برنامج التأهيل المجتمعي بزيارتها وطرح فكرة دمجه عليها لتتم بعدها عملية دمجه وبالتنسيق بين الروضة والام والتي اعتبرتها اما مثالية ونشطة ومتابعة لحالة ابنها بشكل كبير بالاضافة لمشاركتها بمختلف الانشطة التي تنفذها الروضة وبمختلف المناسبات.
وفي اطار متصل تشير وعد بني عودة الى سعيها الدائم وكمديرة لروضة الاطفال التي يدرس بها عطية الى مساعدته من الناحية الصحية ايضا علاوة على النفسية والتي تصب في معظم الاحيان في مجال تقبل المعلمات والطلبة له والتي باتت باحسن حال حيث قامت بعرضه على مجموعة من الاخصائيين في موضوعة الاطراف الاصطناعية مشيرة الى اشراكه في العديد من النشاطات التي تتناسب واعاقته بالاضافة لتعاونها وتواصلها الدائمين مع اسرته لافتة الى ان عملية دمجه لم تكن بالشيء المستبعد او المستحيل من وجهة نظر ادارة الروضة مشيرة الى دمج حالتين اعاقة اخرتين في الروضة بل على العكس من ذلك فقد قامت ادارة اروضة وبالتعاون مع برنامج التأهيل المجتمعي بتنفيذ عدة محاضرات حول الاعاقة والدمج وذلك بهدف تسهيل عملية الدمج على المعلمات والطلبة والاهالي لتصب في النهاية في صالح عطية وغيره من الطلبة.
وتوضح معلمة عطية في روضة الامل حربية بني عودة وحول طبيعة تعامل الطلبة مع عطية الى ان معاملتهم له باحسن حال حيث استطاع ان يكسب الكثير من الاصدقاء الى جانبه وذلك بعدما لاحظوا الطلبة تميزه واجتهاده ونظامه حيث اشارت الى ان عطية من اكثر الطلبة المحافظين على النظافة والنظام في الروضة لا بل هو مرشدهم لذلك لافتة الى انطواءه وزملاءة في بداية انضمامه لهم وكذلك ابتعادهم هم عنه نتيجة لغرابة وضعه بالنسبة لهم فطفل بدون اطراف غريب على الفهم لاطفال لم يتجاوز عمر اكبرهم 6 اعوام الا ان هذه الغرابة ما لبثت ان زالت وتحولت الى تميز بفضل اجتهاده وذكاءه الخارق .خاتمة حديثها باملها ان يجد عطية من يساعده في تركيب اطراف اصطناعية له لمساعته على الحركة بشكل اكثر مرونة وسهولة . وكذلك متطرقة الى وجود مشكلة لديه في السمع والنطق والتي تشكل عائقا في عملية التواصل بينه وبين المعلمة فهو بحاجة الى من هو مختص في مجال التعامل معه في المستقبل وخاصة اذا تمكن وبعون الله من الانضمام لها في العام المقبل .
واختتمت والدة عطية حديثها املة ان تجد من يساعد عطية في محنته ومن يمنحه فرصة في هذه الحياة الصعبة بتركيب اطراف اصطناعية له مشيرة الى املها ايضا بان تستطيع دمجه في العام المقبل في المدرسة كما الروضة كونه لا يشكل اي معيق بالنسبة للطلبة الاخرين وخاصة بانه بعتمد على نفسه في معظم الاعمال الحياتية اليومية وشاكرة برنامج التأهيل المجتمعي في طمون ممثلا بالعاملة هالا بني عودة والتي ابدت استعدادها لمتابعة قضية عطية ودمجه في المدرسة في السنة القادمة وكذلك معربة عن ثقتها الكبيرة بادارة روضة الامل لما قدموه من مساندة لها ولابنها على امل ان يجدوه في ميزان حسناتهم.