الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

نابلس: جلسة ثقافية حول حياة ودور ومكانة الفنان بيرم التونسي

عماد سعاده - نظم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني (تنوير) جلسة ثقافية بعنوان "بيرم التونسي الفنان البروليتاري"، ادارها المنسق الاعلامي للمنتدى بلال حموضة، وتحدث فيها الكاتب والمربي علي خليل حمد، بحضورعدد كبير من المثقفين والمهتمين.
وتناول حمد العلاقة بين سيدة الغناء العربي (أم كلثوم) وبيرم، مشيراً الى ان "هذه التي بدأت في العام 1941، حيث أخذ يكتب لها الأغنيات العاطفية والوطنية، بل وشارك كذلك في كتابة كل ما غنته في فيلميها "سلامة" و"فاطمة".
وذكر حمد أن مجموع القصائد التي كتبها بيرم، وغنتها أم كلثوم طوال فترة تعاملهما هي بحدود 32 أغنية، لحن القسم الاكبر منها الشيخ زكريا أحمد، فرياض السنباطي، ثم محمد القصبجي، وكان على رأسها أغان كـ"شمس الاصيل"، و"القلب يعشق كل جميل"، و"هو صحيح الهوى غلاب".
 واشار الى ان "الانتاج الادبي لبيرم التونسي كان متنوعا أشد التنوع، يتضمن الأغنية، والزجل، والشعر، والمحاكاة الشعرية الساخرة، والمقالة، والقصة، والقصة القصيرة، والمسرحية، والأوبريت، والمسلسل الإذاعي، والمقامة، وغيرها".
وقال حمد بان "بيرم كان الفنان البروليتاري البرولتاري، اذ كان انتاجه يستلهم جميع تجارب الظلم والبؤس التي عاناها الشعب المصري، وكان الفنان مدفوعا في إنتاجها بروح الاحتجاج والدعوة إلى التطوير وتحقيق العدل الاجتماعي". وأضاف أن "بيرم كان يدرك القيمة الكبيرة لفنه، وما يتعرض له من ظلم وسوء استغلال، وهو يقول في ذلك: "إن مؤلف الأغاني في جميع أنحاء العالم يكتسب من الأغنية الناجحة آلاف الجنيهات. أما هنا في الشرق، فإن مؤلف الأغاني كماسح الأحذية تماماً، يسلم الأغنية، ويتقاضى أجره وينصرف".
ثم تطرق حمد الى حياة بيرم موضحا: "ولد محمود بيرم ـ التونسي الجد ـ عام 1893 في الإسكندرية، وتلقى بعض الدروس في كتاتيبها، ولكن سوء تصرف بعض شيوخ هذه الكتاتيب دفعه إلى تركها، وإكمال دراسته من خلال التعلم الذاتي، مدفوعا بشغفه الشديد بالأدب والشعر، وفي وقت قياسي، أصبح في وسعه كتابة الشعر كما يكتبه كبار شعراء العصر".
واضاف: "مثلما اعتمد بيرم على نفسه في التعليم، كذلك فعل في ميدان الحياة، وبخاصة بعد وفاة والده، وقد حاول ممارسة التجارة ففتح دكانا لبيع الصفائح، ولكنه لم يتمكن من تسديد نفقاتها فتخلى عن ذلك المشروع، وفي هذه الفترة، كتب بيرم قصيدته عن المجلس البلدي وضرائبه المرتفعة، وهي القصيدة التي كانت سبب شهرته، وفيها يقول:
قد أوقع القلب في الأشجان والكمدِ
هوى حبيب يسمى المجلس البلدي
ما شرّد النوم عن جفني القريح سوى
طيف الخيال، خيال المجلس البلدي
إذا الرغيف أتى فالنصف آكله
والنصف أجعله للمجلس البلدي
كأن أمي بلّ الله تربتها
أوصت فقالت أخوك المجلس البلدي
وما كسوت عيالي في الشتاء ولا
في الصيف إلا كسوت المجلس البلدي
أخشى الزواج إذا يوم الزفاف أتى
يبغي العروس صديقي المجلس البلدي
وربما وهب الرحمن لي ولداً
في بطنها يدّعيه المجلس البلدي
يا بائع الفجل بالمليم واحدة
كم للعيال وكم للمجلس البلدي؟
ثم أتى الكاتب علي خليل حمد على بدايات "التحدي السياسي" عند بيرم التونسي، خاصة القصر الملكي حيث أصدر مجلة "المسلّة" في عام 1919، وفيها تعرض للعلاقة غير الشرعية بين أحمد فؤاد وزوجته، وأن وريث العرش فاروق جاء نتيجة تلك العلاقة، إذ إنه ولد بعد أربعة أشهر فقط.
واضاف انه "عندما أغلقت المجلة، أي "المسلة"، أصدر بيرم مجلة أخرى سماها "الخازوق" وفيها لمّح إلى الفضائح الجنسية للقصر، فكانت النتيجة نفيه في عام 1923 إلى تونس التي سافر منها إلى فرنسا، حيث اشتغل حمالا في مرسيليا مدة سنتين، ليعود متسللا إلى مصر، ليقبض عليه ويعاد إلى فرنسا حيث عمل في شركة للصناعات الكيماوية ، فأصيب بمرض جعله يتعطل عن العمل، ولكنه واصل نشاطه الفني بكتابة الأزجال وغيرها مما كان ينشر في مصر، ليستعين به على العيش هو وأسرته".
 وفي عام 1932، عاد بيرم من منفاه إلى مصر، ليعمل تحت المراقبة والحصار الفكري، بالكتابة في مختف الجرائد المصرية، وتأليف الأغاني والمسلسلات الإذاعية، وغير ذلك من الأعمال الأدبية. وبقيت علاقة التوتر قائمة بين بيرم ونظام الحكم في مصر، حتى قيام ثورة عام 1952، التي تفاعل بيرم معها إيجابيا، وبخاصة بعد العدوان الثلاثي عى مصر عام (1956).
واضاف حمد انه "في عام 1960 حصل بيرم على الجنسية المصرية، ومنح جائزة الدولة في عام 1961، وهو العام الذي توفي فيه بعد معاناته من مرض الربو".
ثم تقفى، المتحدث حمد، حياة بيرم الصاخبة، ضمن عناوين مقتضبه كحملة رجال الدين عليه، واساءتهم اليه، وخاصة الشيخان بخيت والتفتازاني.
أما حضور المرأة في أشعاره، فكان واضحا فألّف كتابين ذوي صلة بها، وهما: "السيد ومراته في باريس"، و"السيد ومراته في مصر"، وقد حظي الأول منهما بشهرة واسعة، وبالترجمة والتدريس في بعض الجامعات الأوروبية.
واختتم حمد حديثه، بعقد مقارنه سريعة بين بيرم وأمير الشعراء أحمد شوقي، مستشهدا بين اثنتين من أغاني أم كلثوم، تخاطب كل منهما النيل، وهما قصيدة النيل لشوقي، وأغنية شمس الأصيل لبيرم التونسي، حيث نلحظ اختلافين بارزين بين الأغنيتين: عدم وجود أي حضور شخصي لشوقي في قصيدة النيل، في حين يتماهى بيرم وحبيبتة تماهيا تاماً إلى حدّ الانصهار. أما الاختلاف الآخر فقد تجلى في ازدحام نيل شوقي بالشخصيات الأرستقراطية وحدها، من ملوك وامراء ونبلاء وكهان وقادة وغيرهم، في حين يغيب هؤلاء تماما عند بيرم.
هذا، وقدم الفنان حبيب الديك، خلال الجلسة معزوفات على العود، لاغنية ام كلثوم ( الورد جميل، جميل الورد) وهي من كلمات بيرم التونسي وألحان الشيخ زكريا احمد.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024