الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الإعلام الرسمي العربي...ما له وما عليه

رشا حرز الله
أجمع إعلاميون من مختلف وكالات الأنباء العربية الرسمية، على صعوبة فكرة إنشاء وكالة عربية واحدة تعمل فيها وكالات أنباء عربية مختلفة تنافس الوكالات العالمية، نظرا للإمكانيات التقنية المحدودة التي تتمتع بها هذه الوكالات، إضافة إلى انخفاض سقف الحرية في الدول العربية.
وبينوا أن على هذه الوكالات أن تعمل على مواكبة التطورات التقنية وتغيير نمطها الإخباري حتى تصبح أكثر قدرة وفاعلية في إيصال الصوت العربي في ظل ما يشهده من تغيرات سياسية.
كيف أثر الربيع العربي على أداء هذه الوكالات؟ وهل تستطيع هذه الوكالات دخول سوق المنافسة مع وكالات عالمية إذا أدخلت تحسينات جديدة على أداءها؟
يجيب أحد رؤساء التحرير بوكالة الأنباء المغربية أحمد الطاهري، بالقول إن الوكالة عملت في بداياتها كشركة خاصة، ذات إمكانيات محدودة جدا، وحاليا أصبحت من الوكالات الرائدة على الصعيد العربي والإفريقي، وامتدت شبكتها داخل الوطن، وأثبتت حضورها في العديد من دول العالم أيضا، كما شهدت توسعا في نشراتها وتنوع في أخبارها.
وقال إن نجاح الوكالة اعتمد على إدخال عنصر الفيديو، والصور وخدمة الرسائل القصيرة، كذلك فهي تصدر نشراتها بلغات عديدة منها الفرنسية والإنجليزية وغيرها، على الرغم من كونها وكالة ترصد الخبر الرسمي، إلا أن مجهودها منصب على مختلف الجوانب المجتمعية والسياسية وأنشطة الأحزاب السياسية المختلفة، والتحقيقات الميدانية.
وقال بعد الثورات العربية، حافظت الوكالة على نهجها الأول، ونشرت مراسلين لها في موقع الحدث، ومن قناعة العاملين فيها المؤمن بأن الصحفي لا تغيره ثورة أو حرب، ويجب أن ينقل الخبر بكل موضوعية ووفق المواصفات المتعارف عليها عالميا، وعدم تحكيم الصحفي لمشاعره وأهواءه، في نقل الحقيقة بنزاهة.
وبيّن أن فكرة وكالة عربية منافسة يحتاج إلى وفرة كبيرة في الاتصال، وتوافق سياسي واندماج اقتصادي.
وحول وضع المرأة الإعلامية العربية قال، إن هناك تقدم ملحوظ في دخول المرأة العربية مجال الإعلام، إلا أن الوضع في الأرض الفلسطينية يعتبر حافزا أكثر للصحفيات الفلسطينيات لإنتاج القصص الإعلامية الإنسانية التي تعكس هموم الشعب الفلسطيني، وتجعلهن في الميدان.
وتبرز أهمية وسائل الإعلام العربية الرسمية، من كونها تؤثر في الصعيد الداخلي والخارجي للدولة، كما أنها تشكل رافدا رئيسيا للمادة الإخبارية، للعديد من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
ويشير مدير وكالة أنباء البحرين مهند سليمان إلى أن الإعلام الرسمي مطالب بأن يواجه تحديات الجديد الذي يعد أكثر انفتاحا، ويتمتع بهامش حرية أكثر، كذلك يجب أن تأخذ هذه الوكالات بالحسبان انتشار صحافة المواطن، التي أصبحت تطغى على كل شيء، لدرجة أنها أصبحت تنافس وكالات عالمية.
وتحدث سليمان عن تجربة وكالة الأنباء البحرينية، التي قال إنها دخلت مجال الهواتف الذكية الحديثة، واستخدامها لنشر الأخبار، ولنكسر حاجز الأخبار الرسمية، مشيرا إلى الثورات العربية شكلت حافزا لهذه الوكالات للتطوير من أدائها وبرامجها وتقنياتها، حتى تصل المعلومة إلى المواطن بالسرعة المطلوبة.
وحول فاعلية إنشاء وكالة عربية واحدة تضم عدد من الوكالات العربية تستطيع منافسة الوكالات العالمية، أشار سليمان إلى أن هذه تطبيق هذه الفكرة صعب نوعا ما، كون لكل دولة سيادتها بالإضافة إلى اختلاف الاهتمامات والأولويات لكل وكالة، وقلة الإمكانيات المتاحة، غير أن هناك اتحاد للوكالات العربية "فانا"، وهو موقع لتبادل أهم الأخبار المنشورة على صفحة الوكالات العربية وجمعها في موقع واحد.
نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط محمود عبد اللطيف قال إن الوكالات تغلب عليها الطابع الرسمي أمر خطير، لأنها يفترض أن تكون معبرة عن كل الاتجاهات السياسية والتنوعات داخل بلدها.
وأوضح أن هذه الوكالات مطالبة أيضا بنقل صورة الوضع المتعلق بالدول العربية، وعلى سبيل المثال ليس كل الوكالات تتعاطى مع الوضع السوري الحالي، وبعضها الآخر لا يتسم بالموضوعية والحيادية في هذه التغطية، وإنما الأمر متروك لموقف كل دولة تجاه سوريا.
وقال إن الثورات العربية لم تغير كثيرا من أداء الوكالات العربية التي لم يشملها الربيع العربي، غير أن وكالات الأنباء في كل من تونس مصر وليبيا واليمن، التي أصبحت تنشر أخبارها بقدر أكبر من الحرية التي تصل أحيانا إلى حد التجاوز، نحن بحاجة للكثير من الوقت ليقف إعلامنا الرسمي على الطريق الصحيح.
وبين عبد اللطيف أن القضية الفلسطينية شهدت تراجعا في ظل ثورات الربيع العربي، وأصبحت القضية الثانية في العالم كون الوضع السوري يبرز حاليا في العناوين الأولى في نشرات الأخبار في مختلف الوسائل الإعلامية وقبلها وضع ليبيا ومصر وتونس واليمن وغيرها.
وتحدث عبد اللطيف عن معيقات كثيرة تقف في وجه تطور الإعلام الرسمي، منها عدم تمتع هذه الوكالات بالحماية الكافية التي تتمتع بها الوكالات العالمية الكبرى أثناء تغطية الأحداث الساخنة، كذلك ليس لديها قدرة على استخدام وسائل الاتصال التكنولوجية المكلفة، كذلك يلزم هذه الوكالات أن تقوم بتدريب صحفييها وترفع من قدراتهم حتى يصلوا إلى المستوى الذي وصل إليه العديد من الصحفيين العاملين في الوكالات العالمية.
وقال: "هناك نقص في تمويل الوكالات العربية، بمعنى عدم وجود آلية لتفعيل أداء تلك الوكالات التي ينظمها حاليا اتحاد الوكالات العربية".
وقال رئيس التحرير في وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" علي حسين: إن هناك مؤسسات كبرى تحتكر الرأي العام في العالم أجمع.
وأوضح أن هناك محاولات من الإعلام العربي الرسمي عبر إنشاء اتحادات إقليمية لوكالات الأنباء "فانا" واتحاد الأنباء الإسلامية كذلك اتحاد وكالات البحر المتوسط واتحادات أخرى في آسيا وأفريقيا، إلا أنها لم تصل إلى مستوى تبادل المعلومات التي تجعلها تنافس أو تؤثر على الرأي العام، معزيا السبب إلى ضعف الإمكانيات لدى الوكالات وعدم قدرتها على الوصول إلى أوسع نطاق.
وتحدث حسين حول فكرة إقامة وكالة أنباء عربية رسمية واحدة قائلا إنها "ضرب من الخيال"، وأن تجربة دول عدم الانحياز التي أنشأت لها وكالة "تانيوغ" ومقرها بلغراد، وكانت بمثابة وعاء لكل أخبار هذه الدول، إلا أنها لم تنجح في كسر الاحتكار.
وبيّن أن الثورات العربية لم تؤثر على سير عمل الإعلام الرسمي، كون العاملون فيه مطالبون بإلغاء الرقابة الذاتية التي يفرضونها على أنفسهم، الإعلام الرسمي هو ناطق باسم الحكومة، ولكن عليه مهمة أخرى وهي أن ينقل ما يدور في الشارع لصانعي القرار حتى يأخذوا القرار السليم.
وأضاف "يجب على الإعلام الرسمي أن يفرق بين الحقيقة والإشاعة، ولا ينساق إلى ما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي كونه مسؤول أساسي عن أي خطأ، والإعلام اليوم في حالة مخاض نحو أن يكون إعلام حديث، لكن هناك شعرة تفصل بين الديمقراطية والفوضى".
وختم بالقول: "أقر في تونس مؤخرا تنظيم مهنة الصحافة، بعد معركة مع السلطة، وما يتم الآن هو صناعة معايير جديدة للإعلام الرسمي تركز على حرية التعبير دون المساس بالمهنة، أو جرها إلى ممرات فئوية وحزبية".

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025