فيديو- محمد وعمر ومهند... لماذا لم تطرقوا جدران "الثلاجة"؟!
في "راس كركر" شمال غربي رام الله، ستبكي هذه الليلة ..حتى حجارة المنازل !!
"هنا" ، حيث مدرسه و روضة كانتا في انتظار الأولاد الثلاثة الذين ابتلعتهم ثلاجة مركونة دون أن ينتشلهم من جوفها أحد، ستغرق عشرات الأمهات، كما سناء ونسرين وغدير أبو فخيذه – سيغرقن في هنهنات البكاء، فيما أرواح الأمهات الثلاث، ستذهب في أثر الخطى التي طيرتها الريح ؛ لثلاثة أولاد كانوا على أهبة الفرح بالكراريس و الأقلام الملونة.
لم تكن عائلات الأطفال محمد محمود وعمر موسى و مهند شادي أبو فخيذه – لم تكن تعلم أن الثلاجة المركونة في الهجران أسفل منزل الجد منذ 8 أشهر، ستغوي الثلاثة إلى حد الموت، وتصبح "بطلة" في رواية الفجيعة التي لن تنسى لثلاث عائلات كانت مسكونة بأحلام شاسعة مثل بحر، حيال 3 أولاد كانوا الأول بين أشقائهم .
قال أحمد محمد أبو فخيذه، وهو عم محمد و خال مهند و إبن عم عمر، أن الأولاد الثلاثة الذين غادروا المنزل بحثا عن مكان يلعبون فيه، صادفوا الثلاجة التي كانت تستخدم في متجر يعود للعائلة وأزاحوها قليلا عن محاذاة الجدار كي يتمكنوا من اللعب داخلها ، غير أنهم ما أن دخلوا حتى أطبقت عليهم بابها...
في حديث مع عقب الانتهاء من تشييع الجثامين الصغيرة إلى مثواها الأخير تحت التراب، قال أحمد بأسى لم يسعفه بالدموع، أن محمد، وهو الأخ الأكبر لشقيقين يصغرانه ( عبد الله و عبد الرحمن ) و مهند ، وهو الأكبر الذي جاء الحياة قبل شقيق وحيد بقي لغدير أبو فخيذه، كانا سيبدءان عامهم الأول في المدرسة بعد شهرين و نصف الشهر ، فيما عمر الذي إنتظرته نسرين أبوفخيذة 16 عاما وهو الأكبر بين ولدين لأمه ( شقيقه الثاني اسمه عمار ) ، كان يتشوق الوصول إلى روضة الأطفال.
اليوم، زفّت قرية راس كركر ( نحو 1900 مواطن - 15 كم شمال غربي رام الله ) أطفالها الثلاثة بالدموع، حيث أشار رئيس المجلس المحلي للقرية رزق اسماعيل نوفل، أن موكب التشييع الذي شارك فيه آلاف المواطنين، عكس حجم الفجيعة التي ألمت بأهالي القرية و القرى المجاورة، فيما شاركت محافظة رام الله ليلى غنام ووزير الداخلية سعيد أبو على إلى جانب العديد من ممثلي المؤسسات في تقديم العزاء للعائلات الثلاث .. ويظل السؤال المدوي .. لماذا لم تطرقوا جدران "الثلاجة"؟ .
عن القدس