الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الباحث فروانة: كل المعتقلين خلال السنوات الخمس الأخيرة تعرضوا للتعذيب

دعا الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إلى ضرورة الكشف عن حجم جرائم التعذيب الجسدي والنفسي، التي ترتكب بحق الأسرى في أقبية التحقيق الإسرائيلية، وغرف السجون، والتي لا حدود لها، ولا رقيب، أو حسيب.
وأشار في تقرير اليوم الأحد، لمناسبة اليوم العالمي للأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، الذي يصادف يوم السادس والعشرين من شهر حزيران، استنادا للإحصائيات المتوفرة خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلى أن كل من اعتقل تعرض لشكل من أشكال التعذيب أي بنسبة 100%، وأن جميع من اعتقلوا تعرضوا للمعاملة المهينة السيئة واللاإنسانية، وإلى الشتائم وتكبيل الأيدي وعصب الأعين.
وبين التقرير أن 91% ممن اعتقلوا تعرضوا للدفع والصفح والضرب، و82% تعرضوا للحرمان من النوم، فيما تعرض 85% للوقوف فترة طويلة، و68 % تعرضوا للشبح، و95% لم يتلقوا طعاما مناسبا أو شرابا صحيا وفي الوقت المناسب، و57% تعرضوا للبرودة أو الحرارة الشديدة، و47% تعرضوا للمكوث ساعات وأياما في ما تعرف بالثلاجة، وأن أكثر من 63% تعرضوا للضرب والضغط على الخصيتين.
وكشف التقرير عن الأساليب اللاأخلاقية التي استخدمها الجنود والمحققون مع الأسرى، موضحا أن 90% من الأطفال تم التعامل معهم بطريقة عنيفة جدا، بضربهم والتنكيل بهم، بينما وصلت محاولات تهديدهم جنسيا إلى 16% من حالات اعتقال الأطفال، فيما تحولت المستوطنات لمراكز للتعذيب والابتزاز والمساومة، لا سيما مع الأطفال، منوها إلى أنها شكلت ظاهرة في الأعوام الأخيرة.
وأشار التقرير إلى أصناف أخرى من التعذيب، تعرض لها البعض بنسب أقل ومتفاوتة، مثل التعرض للهز العنيف، والتكبيل على شكل موزة، وإجبارهم على القرفصة، وتقليد أصوات الحيوانات، وشرب البول أو الماء الساخن، والاعتداء بالهراوات، والغاز المسيل للدموع، والرصاص، والضرب بوحشية بواسطة البنادق على كافة أنحاء الجسم، واستغلال أماكن الإصابة أو الجرح، والصعق بالكهرباء، والحرمان من زيارات الأهل، والعزل الانفرادي، والإهمال الطبي، وإحضار أحد الأقارب كالزوجة والشقيقة أو الوالدة، وغيرها من الأساليب التي وصفها التقرير بالمبتذلة.
وأوضح أن التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية بدأ مع بدايات الاحتلال، لكنه أخذ أشكالا عدة، فاعتمد في البدايات على التعذيب الجسدي، ثم استحدثت أساليب التعذيب النفسي، وتطورت تدريجيا وأصبح هناك مزج فيما بينها، وفي السنوات الأخيرة جرى تحديثه وتطويره والتركيز على أشكال أخرى بجانب الأشكال المتعارف عليها، وأصبح مخفيا يسهل على سلطات الاحتلال تعتيمه.
وأشار التقرير إلى أن الإحصائيات تفيد بأن 70 أسيرا استشهدوا جراء التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967، من مجموع 202 معتقل استشهدوا منذ العام 1967 ولغاية اليوم، بالإضافة لعشرات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم بأيام وشهور، نتيجة الإهمال الطبي، والتعذيب، وبسبب أمراض ورثوها عن السجون جراء التعذيب والإهمال الطبي.
وذكر أن أول ضحايا التعذيب كان الشهيد الأسير يوسف الجبالي، الذي استشهد بتاريخ 4 كانون الثاني 1968 في سجن نابلس، وتبعه العشرات أمثال قاسم أبو عكر، وإبراهيم الراعي، وعبد الصمد حريزات، وعطية الزعانين، ومصطفى عكاوي، وغيرهم.
 فيما سُجل انخفاض في عدد الشهداء من المعتقلين جراء التعذيب خلال انتفاضة الأقصى، حيث سجلت ثلاث حالات استشهاد، منوها إلى أن هذا لا يعني أن انخفاضا قد حدث على وتيرة وقسوة التعذيب، أو طرأ تحسن على حقوق الإنسان المعتقل، وإنما يعود لتحديث التعذيب وأشكاله وإخفاء آثاره.
وأوضح أن هناك الآلاف من الأسرى السابقين، لا سيما الذين تعرضوا للتعذيب الشديد أو الذين أمضوا سنوات طويلة في الأسر، ما زالوا يعانون من أمراض مختلفة ومزمنة، ورثوها عن سجون الاحتلال، والمئات منهم استشهدوا جراء ذلك، وبعد تحررهم بشهور، أو سنوات، والنماذج كثيرة.
وتابع: لا يقتصر التعذيب على فترة التحقيق، وإنما يمتد إلى اللحظة الأخيرة لوجود المعتقل داخل السجن، خاصة وأن المحاكم العسكرية الإسرائيلية تصدر أحكامها المختلفة، والتي تصل للسجن مدى الحياة، استنادا لما هو أمامها من معلومات، واعترافات، دون مراعاة بأن تلك المستندات قد انتزعت بالقوة، وتحت وطأة الضغط والتعذيب.
ووصف التقرير السجانين والمحققين الإسرائيليين وكل من يعمل في المؤسسة الأمنية، بأنهم ليسوا بشرا طبيعيين، بل أناس مجردون من الضمير الإنساني، وليسوا أصحاء نفسيا، حيث يسعون دائما لابتكار أبشع الأساليب لإلحاق الألم والأذى بالمعتقلين، بحجة أنهم "قنابل موقوتة"، وأحيانا يمارسون التعذيب لمجرد التسلية والاستمتاع والتباهي فيما بينهم، ويضحكون ويبتسمون وهم يراقبون عذاب وآلام المعتقلين.
وكشف عن شهادات عديدة أكدت مشاركة بعض الأطباء بتعذيب الأسرى والأسيرات، وبشكل مباشر وتخليهم عن أخلاقيات المهنة، وانتحالهم صفة المحقق، أو غير مباشر، من خلال الصمت أمام تعذيب الأسرى المرضى، وما يمارس ضدهم، وفي بعض الأحيان تحولت عيادات السجون لأمكنة للتحقيق والتعذيب والمساومة والابتزاز .
وبين التقرير أن التعذيب لم يقتصر على الأسرى في سجون الاحتلال، وإنما امتد وطال ذويهم وعائلاتهم وهم في طريقهم لزيارة أبنائهم، مشيرا إلى أنهم يتعرضون للتعذيب، والإهانة، والتفتيش العاري، والتحرش الجنسي أحيانا، أثناء دخولهم للزيارة ، بهدف إذلالهم وامتهان كرامتهم وإلحاق الأذى بهم.
يذكر أن الجمعية العمومية للأمم المتحدة كانت قد أقرت في الثاني عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام1997، يوم السادس والعشرين من شهر حزيران، يوما عالميا لمناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه وتأهيلهم، تحييه وتحتفل به سنويا، ومعها كافة المنظمات، والمؤسسات الناشطة في مجال حقوق الإنسان في العالم، باعتباره يوما لتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، التي بدأت بالتنفيذ الفعلي بتاريخ 26 حزيران عام 1987م.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025