دلياني: عشرات الطلبات لادراج المقدسات الإسلامية والمسيحية والمواقع الأثرية والحضارية ستقدم لليونسكو لتثبيت الحق الفلسطيني فيها
كشف الأمين العام للتجمع الوطني المسيحي بالأراضي المقدسة، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني النقاب عن إقدام السلطة الوطنية الفلسطينية على تحضير مذكرة ستقدم لاحقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، حيث تضم عشرين موقعا من مقدسات إسلامية ومسيحية ومواقع أثرية ليتم إدراجها على قائمة التراث العالمي والاندماج بالمعاهدات الدولية التي تضمن حماية التراث الحضاري والديني.
ويترقب الفلسطينيون جلسة لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو التي ستعقد بالسادس والعشرين من الشهر الحالي بروسيا، حيث ستناقش وستبت بـ36 طلبا لإدراج مواقع أثرية من جميع أنحاء العالم ضمن قائمة التراث العالمي، ومن بين هذه الطلبات ما تقدمت به فلسطين رسميا لإدراج كنيسة المهد في بيت لحم ضمن القائمة العالمية للتراث تحت اسم فلسطين.
طمس وتهويد
وقال دلياني إن إسرائيل تعمل جاهدة لعدم التداول والبت بالطلب الفلسطيني، حيث سعت لمنع إدراجه على جدول البحث ومارست ضغوطاتها على المجلس العالمي للمعالم الأثرية باليونسكو والمخول بمراجعة الطلبات، والذي أوصى بعدم النظر بالطلب الفلسطيني لأسباب تقنية وعدم وفرة الأدلة عن المخاطر التي تحدق بكنيسة المهد.
وأكد في حديثه للجزيرة نت أن هذه التوصية الصادرة عن المجلس للمواقع الأثرية غير ملزمة لدول لجنة التراث العالمي كون الذرائع غير مقنعة وواهية وتصب بخدمة إسرائيل، وبالتالي سيتم النظر بالطلب الفلسطيني "ونأمل المصادقة عليه لما يحمله ذلك من أبعاد سياسية واقتصادية وسياحية تصب بمصلحة الشعب الفلسطيني".
وأوضح دلياني المخاطر التي تحدق بكنيسة المهد ومختلف المقدسات الإسلامية والمسيحية، مستذكرا الحصار الذي فرض على الكنيسة والقصف الذي تعرضت له خلال انتفاضة القدس والأقصى، إلى جانب الحصار المتواصل على الكنيسة جراء جدار الفصل العنصري وعزل الفلسطينيين وسلخهم عن مقدساتهم وموروثهم الأثري والحضاري.
وأكد أن المزيد من الطلبات لإدراج عشرات المقدسات الإسلامية والمسيحية والمواقع الأثرية والحضارية ستقدم لليونسكو لتثبيت الحق الفلسطيني فيها وحمايتها من سلطات الاحتلال الإسرائيلي الساعية لطمس وتزييف وتهويد معالمها، واستبدال الهوية العربية لفلسطين بأخرى مصطنعة ومزيفه بصبغة يهودية.
مخاطر وابتزاز
بدوره، وجه رئيس مركز القدس الدولي الدكتور حسن خاطر انتقادات شديدة اللهجة لمنظمة اليونسكو كونها لم تتعاط مع المخاطر المحدقة بالمقدسات والمواقع الأثرية الفلسطينية والقدس والأقصى على وجه الخصوص وذلك جراء ممارسات وبطش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتعامل بنوع من الروتين مع المقدسات الفلسطينية وكأن ما تتعرض له من مخاطر بسبب عوامل الطبيعة.
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن اليونسكو تتعرض لابتزاز من قبل إسرائيل التي تسعى لإحباط أي محاولة للاعتراف بفلسطين كدولة، خصوصا بعد انضمامها بنهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام 2011 لعضوية اليونسكو، وذلك عقب التصويت على منح الفلسطينيين عضوية كاملة بالمنظمة، مما دفع بأميركا إلى تعليق عضويتها بالمنظمة وتجميد تمويلها السنوي لليونسكو والذي يقدر بنحو 82 مليون دولار.
وشدد على أن إسرائيل تتطلع لتعطيل خطوة إدراج كنيسة المهد على قائمة التراث العالمي باعتبارها باكورة مشاريع فلسطين، وبالتالي فإن إفشالها سيؤدي لمنع تسجيل مثل هذه المعالم والمقدسات الإسلامية والمسيحية على قائمة التراث تحت اسم فلسطين، خصوصا وأن إسرائيل أعدت قائمة تضم خمسين موقعا بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ليتم إدراجها كمواقع أثرية عالمية تحت اسم دولة الاحتلال.