منتخبنا الوطني ورحلة البحث عن إنجاز تاريخي ببطولة العرب
محمد العمري
يدخل منتخبنا الوطني لكرة القدم غدا الاثنين منافسات بطولة كأس العرب التي تستضيفها السعودية، بروح التحدي والمنافسة بعيدا عن قانون المشاركة من أجل المشاركة، رغم صعوبة المهمة.
ولم ترحم قرعة البطولة، التي كادت أن تلغى أو تؤجل في أية لحظة نتيجة انسحاب منتخب عربي أو احتجاج أحد المشاركين في البطولة على منتخب آخر، منتخبنا الوطني ووضعته في مجموعة صعبة هي الأولى لجانب صاحب الأرض المنتخب السعودي ومنتخب الكويت إلى جانب منتخب الإمارات الذي اعتذر عن عدم المشاركة قبل انطلاق المنافسات بعدة أيام.
ويستهل الوطني مشواره في البطولة بلقاء صعب أمام منتخب الكويت الذي تعرض لخسارة قاسية أمام السعودية برباعية نظيفة ما أجبر مدربه على تقديم استقالته، وسيعمل لاعبو المنتخب على استغلال الحالة الصعبة للاعبي الكويت وتحقيق الفوز الذي هو مفتاح التأهل لنصف النهائي، خاصة أن اللقاء الثاني يجمعهم مع السعودية، علما أنه يتأهل عن هذه المجموعة منتخب واحد للدور نصف النهائي.
والتقى منتخبنا مع المنتخب الكويتي في 5 لقاءات سواء على صعيد اللقاءات الرسمية أو الودية، تعرض خلالها إلى 4 هزائم مقابل تعادل واحد.
وكان آخر لقاء جمع المنتخبين ضمن بطولة كأس العرب السابقة التي أقيمت قبل 10 سنوات ضمن منافسات الدور الأول، وانتهى وقتها اللقاء بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لمثلها، كما خسر أمامها عام 2003 في التصفيات المؤهلة لأمم آسيا وخسر ذهابا بهدفين لهدف وإيابا برباعية نظيفة، وخسر في لقاء ودي أمام الأولمبي الكويتي بهدفين نظيفين.
وخسر أمامها في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع في الدورة العربية التي جرت في قطر نهاية العام الماضي بثلاثية نظيفة في الشوطين الإضافيين بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
وكان الوطني استعد للبطولة بإقامة معسكر خارجي في اليمن خاض خلاله لقاء ودي أمام منتخب اليمن وفاز بهدفين لهدف، كما خاض قبل هذا اللقاء لقاء وديا آخر في الدوحة أمام منتخب قطر وتعادل دون أهداف.
وتسود أجواء من التفاؤل بعثة منتخبنا المتواجد في مدينة الطائف محل إقامة منتخبات المجموعة الأولى، حسب آخر تصريحات صادرة عن المدرب جمال محمود الذي أكد أن منتخبنا قادر على المنافسة رغم صعوبة المهمة في ظل تواجد منتخب السعودية صاحب الأرض والجمهور، إضافة إلى ما يتمتع به منتخب الكويت من سمعة جيدة على الصعيد العربي.
بدوره، قال لاعب منتخبنا الوطني عماد زعترة، إن منتخبنا تنتظره مهمة صعبة في كأس العرب لكنها ليست مستحيلة، لأن الفريق أصبح قادرا على أن يفرض أسلوبه في اللقاء، مستشهدا بالتعادل المهم أمام قطر بعد رحلة مجهدة اللاعبين والخروج بفوز كبير في بطولة النكبة.
وأضاف زعترة المحترف في نفط ابادان الإيراني، أن كرة القدم الفلسطينية قفزت في السنوات الثلاث الماضية قفزة نوعية وتطورت بشكل كبير على كل المستويات الفنية والمهارية والانضباطية والتنظيمية، معتبرا أن اتحاد كرة القدم الفلسطيني برئاسة اللواء جبريل الرجوب وفر الظروف والأجواء المناسبة لذلك التطور.
من جهته، أوضح نجم منتخبنا الوطني أشرف نعمان، أن زملاءه في الفريق قادرون على تقديم أداء مشرف للكرة الفلسطينية التي أثبتت أنها قادرة على المنافسة وفرضت احترامها على فرق عربية وأجنبية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضاف نعمان، أن الفريق أنهى معسكرا وصفه بالناجح في العاصمة اليمنية صنعاء استمر 10 أيام وحقق فيه اللاعبون أعلى درجات الانسجام، إضافة إلى اللياقة البدنية العالية التي أضافها المعسكر لهم، شاكرا الجهد الكبير الذي يقوم به الجهاز الفني بقيادة الكابتن جمال محمود والمدربين فراس أبو رضوان ومكرم دبوب.
وقال، "إن الأجواء في مدينة الطائف مناسبة جدا للاعبين بحكم تشابهها مع الأجواء في الأرض الفلسطينية"، مجددا ثقته الكبيرة بزملائه اللاعبين الذي اعتبر أنهم نخبة من اللاعبين المميزين في فلسطين إضافة إلى اللاعبين المحترفين.
واعتبر نعمان أن فرصة منتخبنا الوطني في التأهل للدور الثاني بكأس العرب موجودة وسانحة إذا ما قدم اللاعبون الواجبات المطلوبة منهم، واعدا بأن يكون وزملاؤه عند حسن ظن الشارع الرياضي الفلسطيني وخوض المباراتين المقبلتين أمام الشقيقين الكويتي والسعودي من أجل الفوز والتأهل.
بدوره، قال لاعب المنتخب الوطني فهد العتال إن مواجهة المنتخب الكويتي في افتتاح مباريات الفدائي بكأس العرب تعتبر مهمة صعبة على اللاعبين مشيرا إلى أهمية التحضير الجيد من أجل الفوز .
وتابع العتال أن المنتخب الكويتي سيحاول الظهور بصورة تليق بسمعته في ثاني مبارياته بعد الهزيمة المؤلمة التي ألحقها به الأخضر السعودي في مباراة الافتتاح إضافة إلى الضغط الكبير من الأوساط الرياضية والإعلامية للفريق وأدائه، ما سيدفع اللاعبين إلى اللعب من أجل تحقيق فوز هام لهم في ختام مباريات الجولة الأولى لهم .
واعتبر العتال أن لاعبي المنتخب الوطني لديهم من الإرادة والثقة الكثير ليؤهلهم للعب من أجل الفوز أمام المنتخب الكويتي بعد فترة الجاهزية والإعداد للفريق بقيادة الكابتن جمال محمود.
ويخوض منتخبنا البطولة العربية بتشكيلة تضم عددا كبيرا من اللاعبين الذين يلعبون مع بعضهم منذ عدة سنوات ما خلق بينهم حالة من الانسجام، ويعتمد في البطولة على تشكيلة معظمها من اللاعبين المحليين، إضافة لبعض المحترفين.
وتضم تشكيلة المنتخب: رمزي صالح، وتوفيق علي، وفهد الفاخوري في حراسة المرمى، واليكسيس نورمبينا، ورائد فارس، وعمر جعرون، وموسى أبو جزر، وفي خط الوسط عماد زعترة، وحسام أبو صالح، وإسماعيل العمور، وخضر يوسف، ومراد إسماعيل، وفهد العتال، ومحمد سمارة، وربيرتو كاتلون، وأشرف نعمان، وعبد الحميد أبو حبيب، وخلدون الحلمان في خط الهجوم.
يذكر أنها المشاركة الرابعة لمنتخب فلسطين في بطولات كأس العرب، وخلال المشاركة الأولى في النسخة الثالثة بالعراق عام 1966 ودع منتخب فلسطين البطولة من الدور الأول بعد فوز كاسح على اليمن بسبعة أهداف نظيفة، ثم خسارة أمام سوريا بثلاثة أهداف لهدف، وتعادل مع ليبيا دون أهداف.
وتكرر الأمر نفسه خلال مشاركته الثانية في سوريا عام 1992 بتعادل سلبي مع سوريا وخسارة أمام السعودية بهدفين لهدف، ثم قدم أفضل مستوى له طوال تاريخه في البطولة في النسخة الماضية بالكويت عام 1998 رغم حلوله في المركز الخامس ووداعه البطولة من دورها الأول.
وفي البطولة السابقة التي جرت قبل 10 سنوات واستضافتها الكويت لعب منتخبنا 4 مباريات وودع البطولة من دورها الأول بجمعه 3 نقاط من 3 تعادلات وهزيمة وحيدة كانت أمام المغرب بثلاثة أهداف لهدف، بينما تعادل مع الكويت بثلاثة أهداف لمثلها ومع السودان بهدفين لمثلهما ومع الأردن بهدف لهدف.
منتخبنا لعب خلال مشاركاته الثلاث السابقة 9 مباريات، فاز في لقاء وحيد، وتعادل في 5، وخسر 3 مباريات، وسجل لاعبوه 16 هدفا، وتلقت شباكه 14 هدفا، وأكبر فوز له كان على اليمن بسباعية بيضاء في أول لقاء يخوضه في النهائيات على أرض العراق عام 1966، أما أكبر خسارة فكانت 3-1 أمام المنتخب العراقي في النسخة نفسها.