مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

خالد ياسين.. أول انتصار على المستوطنين

يزن طه
الأول من تموز، الموعد المرتقب لدى عائلة المواطن خالد ياسين، من بلدة دورا القرع شمال رام الله، حيث من المقرر، وفقا لقرار المحكمة العليا الإسرائيلية، هدم بؤرة "أولبانا" المقامة على أرضها ضمن مستوطنة بيت إيل، دون إخفاء القلق والشكوك حول عدم تنفيذ القرار من ناحية، أو العودة لبناء البؤرة أو بيوت متنقلة أو دائمة مكانها بعد هدمها.
خالد أو كما يكنى بأبي فراس، مواليد العام 1965 وأب لخمسة أبناء (فراس، وإبراهيم، ومحمد، وتيما، وشيماء)، دخل في معركة قضائية مع سلطات الاحتلال منذ عام 2006، لاستعادة أرضه ومواطنين آخرين، بنى عليها المستوطنون "أولبانا"، وبعد ست سنوات من المعارك القضائية صدر حكم عن المحكمة العليا الإسرائيلية في أيلول عام 2011 يقضي بهدم الحي وإزالة البناء وإعادة الأرض لأصحابها.
يقطن خالد وعائلته في منزل من طابقين وسط البلدة، في مواجهة أرضه المستولى عليها لصالح "أولبانا"، والتي فاز باستعادتها وهدم البيوت المقامة عليها لصالح المستوطنين، في سابقة قضائية نادرا ما قد تحدث للفلسطينيين.
رافقنا خالد في طريقنا لتتبع قصته ونقلها، كان يشير لنا بيديه طوال الطريق إلى الأراضي المستولى عليها لصالح مستوطنة "بيت ايل"، فهذا الجزء من المستوطنة مقام على أراضي البيرة، وهذا الجزء منها مقام على أراضي دورا القرع، وهناك جزء مقام على أراضي قريتي بيتين وعين يبرود، وصلنا إلى أعلى تلة تطل على المستوطنة الأم "بيت ايل، وطفلتها "أولبانا"، وعاد خالد يحدثنا عن الحي والمستوطنة.
"خمسة مبان ثابتة، تشكل بؤرة "أولبانا"، يوضح خالد بينما يشعل سيجارة من علبة سجائره الحمراء، ثم يشير إلى موقع البؤرة، وحولها خيم وضعها المستوطنون للاحتجاج على هدم بؤرتهم.
يقطن المستوطنون في "أولبانا" داخل سياج وضع عام 2002 لمنع المواطنين من الوصول إلى المستوطنة، أو إلى أرضهم، وذلك بعد استشهاد المواطن علي حمدان، الذي خطفه المستوطنون وقتلوه داخل المستوطنة، ومن ثم ادعوا بأنه دخل لتنفيذ عملية قتل لمستوطنين.
مع وصولنا عين الماء الرئيسية والأشهر في البلدة، قبالة جبل "غريطيس" المستولى عليها بقوة السلاح وإرهاب المواطنين، وجدنا الطفل مهدي ابن العشر سنوات، يملأ بضع زجاجات بالماء العذب، ارتشفنا قليلا منها، قبل أن يكمل لنا أبو فراس القصة.
يعود خالد بذاكرته إلى الوراء، حيث بداية القصة عام 1995، مع بدء السيطرة على الجبل، بوضع عدة "كرفانات" على رأسه، ومع عام 1996 بدأ المواطنون يعبرون عن امتعاضهم وغضبهم على استمرار وضع "الكرفانات" فنظموا مسيرة احتجاجية، استشهد خلالها المواطن خير عبد الحافظ قاسم، ما أدخل أهل القرية في جو من الرعب والخوف، منعهم من محاولة الوصول إلى أرضهم أو الاقتراب منها، أو حتى المكوث قرب عين الماء، فخطر نزول مستوطنين مسلحين إلى العين بدعوى ملكيتها كبير وقائم في أي لحظة، وهو الأمر الذي تكرر مرارا كما أخبرنا الطفل مهدي، "كثير مرات كنا نلعب عند العين، ينزلوا مسلحين علينا يطردونا، ويحكولنا بدنا نسبح هون، وهاي أرضنا، كنا نفتح البركة على الأرض وما نتركهم يسبحوا".
عام 2006، وصل المواطنون لنقطة تحول أخرى، إذ بدأ المستوطنون عملية تجريف لأراضي المواطنين لإقامة مبان ثابتة في "أولبانا" بدل تلك "الكرفانات"، يواصل خالد، عندها بدأ السعي للوقوف في وجه اعتدائهم على أرضه، متسلحا بوصية والدته بالدفاع عن الأرض، وبأوراقه الثبوتية، ثم وعبر مؤسسة "ييش دين" الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان، تقدم بدعوى قضائية للمحكمة الإسرائيلية العليا لإيقاف البناء واستعادة الأرض.
تأخر النظر في قضية خالد ومعه حربي مصطفى، وهما صاحبا الأرض المقام عليها الحي، بمجموع 41.5 دونم، إلى تاريخ 29/10/2008 نظرا لعدم كفاية الأوراق المطلوبة، في وقت كان فيه المستوطنون يواصلون البناء لإقامة "أولبانا".
وبعد أقل من شهر على ذلك، وبتاريخ 17/11/2008 صدر أول حكم من المحكمة العليا يقضي بإيقاف العمل، ووقف البناء في "أولبانا"، وهو الأمر الذي لم ينفذ، واستمرت أعمال البناء، ومعها المماطلة في تنفيذ القرار وتأجيل النظر في القضية، وصولا إلى عام 2011.
في الأول من أيار 2011 تقدم خالد بالتماس لتنفيذ الحكم الصادر عام 2008، وحددت جلسة في 21/9/2011 للنظر في القضية، استبقها المستوطنون بإحراق سيارتين له وكتابة شعارات، يوم 20/8/2011 لردعه عن الذهاب لجلسة المحكمة، لكن المحكمة حكمت في ذلك اليوم، 21/9/2011، مرة أخرى بالهدم وإزالة البناء في موعد أقصاه الأول من أيار 2012.
وهنا كانت نقطة التحول الأخرى في القضية، مع استئناف حكومة نتنياهو قرار الهدم بتاريخ 27/4/2012، وبناء عليه حددت جلسة في العليا الإسرائيلية للنظر في الاستئناف، إلا أن حكمها بتاريخ 7/5/2012 كان وللمرة الثالثة بإقرار الهدم وإزالة الحي وإعادة الأرض لأصحابها، بقرار لا رجعة عنه، ينفذ في موعد أقصاه 1/7/2012.
ورغم كل الإغراءات والعروض المقدمة لخالد، بتعويضه أرضا غير أرضه إلى الشيكات المفتوحة إلى تمليكه "فيلا" في الولايات المتحدة، مقابل التنازل عن أرضه إلا أن موقفه لم يتزحزح ولو للحظات عن حقه في أرضه واستعادتها، وثقته بأنه سيعود لحراثة أرضه كما كان يفعل قبل الاستيلاء عليها يوما ما وفي موعد قريب.
لا يستبعد خالد اعتداء المستوطنين عليه بأي شكل من الأشكال، كنوع من الانتقام لانتصاره باستعادة أرضه وهدم بؤرة "أولبانا"، أو عودتهم لبناء بيوت من جديد، لكنه متسلح بإرادته وتصميمه على مواصلة معركته حتى استعادة أرضه، واستعادة حقه في الدخول إليها، حيث لا يتورع المستوطنون عن كتابة "أولبانا" على جدران البيوت والمواقع التي يعتدون عليها وآخرها إحراق مسجد جبع شمال القدس، حيث تعرف المواطنون على شعار "انتقاما لأولبانا" بعد إحراق المسجد الثلاثاء الماضي، كما امتنع خالد عن السفر لحضور حفل تخريج ابنه في الأردن، خشية من أي اعتداء على منزله أو عائلته في غيابه.
ورغم ذلك، ودعنا خالد بابتسامة، وبأمل بأن انتصاره على الاحتلال الإسرائيلي سيفتح الباب أمام مواطنين آخرين لاستعادة أرضهم المستولى عليها بقوة السلاح والغطرسة، مرددا عبارة "عباس بن فرناس حاول الطيران ومات، لكنه علم كل الناس على الطيران أو إمكانية الطيران".

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024