الطفل الذي بلا اسم .. بلا مهد
طفل "3ايام" ترك بدون مأوى بعد ان هدم الجيش الاسرائيلي منزل ذويه
جميل ضبابات
حتى اليوم الثالث من ميلاده، لم يحمل اسما. واليوم لم يعد للطفل المنحدر من عائلة السلمان البدوية التي تسكن منطقة الميتة، لا مأوى، ولا مهد بعد أن فقدت عائلته كل ما تملك.
في جو قائظ، وأرض صفراء رملية تطوقها حلقات الزوابع التي تثور بشدة، تحجب من بعيد عائلات بلا مأوى، بعد أن هدم الجيش الإسرائيلي مساكنها الخيشية المنصوبة في الجبال.
وكالعادة، ثمة من شرد وبات دون مأوى. وهذه المرة طفل يبلغ من العمر ثلاثة أيام. كانت عائشة سلمان وضعت طفلها بولادة غير طبيعية، وعندما خرجت وعادت إلى مضارب الميتة لم تكمل يومها، جاء الجيش الإسرائيلي وهدم المسكن، فخرجت هي وأطفالها الأربعة إلى العراء.
وقالت الأم التي كانت تهدئ طفلها تحت قطعة خيش نصبت للتو في سفح جبل قريبا من المسكن الذي هدم: "ماذا أفعل. لا أعرف ماذا أفعل".
وتحث نساء أخريات تحلقن حول الوليد، الأم على الاستعداد للراحة، وثمة أطفال كثر يركضون في ساحة متربة قريبا من المساكن التي هدمت.
والجيش الإسرائيلي، الذي يحكم سيطرته على منطقة الغور، أخرج السكان قبل أيام من هذه المنطقة بالقوة. "أنا لم أخرج. أنا لم أرحل، لذلك جاءوا لعقابي"، قال والد الطفل الذي كان يشد حبال قطعة من الخيش الرقيق فوق أطفاله تحت الشمس العمودية.
وثمة أربعة أطفال لا يتعدى أكبرهم سبع سنوات، باتوا أيضا دون مأوى. وتنتهج السلطات الإسرائيلية عمليات الهدم على امتداد منطقة الغور في المنطقة الشرقية من الضفة الغربية.
وهنا في الميتة، المنطقة الحارة جدا، التي حملت اليوم كامل صفات اسمها، يظهر ركام أربعة مساكن هشة كان منصوبة في سفح جبل، وعرضة لرياح الشتاء وحر الصيف.
الحياة هنا هشة. والجو حار جدا. وتظهر آثار الحرارة على وجوه الأطفال التي صبغتها سمرة حر الغور القائظ. وقال سلمان بعد وقت قليل من هدم مسكنة: "لم يتركوا شيئا. جاءوا وهدموا كل شيء بسرعة. كل شي. كل شيء".
يظهر أن مهد الطفل الذي أجلت العائلة إطلاق اسم عليه لسبب غير معروف لم يعد موجودا. يظهر كل شيء أيضا في عداد الركام.
الطفل هادئ، ويتنفس بخفه. قد يبدو الاستمرار في هذه الحياة عبثيا أمام هذا الهباء الجغرافي الحار. أطفال بلا مأوى. أبوان حائران. جدتان تندبان حظ العائلة العاثر التي فقدت مسكنها. ألم بلا معنى أمام دولة محتلة هدمت قطعة قماش تظل أطفالا. وقد يبدو أيضا إصرارا على الحياة.
قبل قليل، هبت رياح قوية في هذه المنطقة المغبرة، وعندما اهتز وسط المسكن الجديد الهش، وقع أرضا، "لولا لطف الله كان وقع فوق رأس الطفل"، قالت الأم التي أشاحت بوجهها جانبا بعيدا عن عين الشمس التي أخذت تميل إلى الغرب قليلا.
لحظة الهدم كانت الأم عائدة من البلدة القريبة، قطعت واديا صغير وطريقا ترابية تربط المضارب بشارع رئيسي يبعد نحو عشرة كيلومترات، وعندما وصلت المضارب كان كل شيء قد اختفى. "هدموا كل شيء. أيضا المطبخ البسيط" قالت الأم.
"وهدموا بيت الأرملة أمي. أمي المريضة التي أصابتها جلطة دماغية" قال عايد. ويظهر بيت الأرملة على بعد أمتار من بيت أمها، لم يتبق منه إلا أوتادا وحبالا مقطعة.
وقال رئيس مجلس قروي المالح والمضارب الرعوية في المنطقة عارف دراغمة "هذه مسؤولية الجميع. كيف يرمون هذا الطفل هكذا في العراء"؟ "إنهم يهدمون في كل مكان. هنا وفي كل مكان".
ومؤخرا قام الجيش الإسرائيلي بهدم خرب كاملة، وقطع مصادر المياه عنها في محاولة كما يقول السكان لدفعهم إلى الرحيل بصمت.
إنه التهجير الصامت في الغور منذ سنوات لكن عبر طرق مختلفة كل مرة. ذاته عايد، أعطي من قبل الجيش الإسرائيلي فقط أقل من 24 ساعة بعد هدم منزله للرحيل عن المنطقة التي يسكن فيها منذ سنوات.
"سأرحل. لم يعد داع للبقاء هنا تحت أشعة الشمس(...) عندما طلبوا مني الرحيل قبل أسبوعين رفضت واليوم جاءوا لعقابي".
عندما فكر عايد في البقاء في نفس المنطقة، قال: "هذه مزحة. سأرحل"، لكن الحياة تسير بشكلها الطبيعي: امرأة تنفخ في موقد نار في العراء تحت قدر الطعام.
وأخرى تصنع الجبن: إنها فاطمة الهريني (55 عاما) التي هدم الجيش مسكنها قبل ساعتين من الآن وتركه أثرا بعد عين بعد 24 سنة من الاستقرار في هذه المنطقة.
واقفا أمام ساحة ركام المنزل، سأل عايد: "ماذا اسميه؟ صامد. أمجد. لا أريد صامد. أريد أن اسميه أمجد. آه آه أمجد".
ملاحظة : لمزيد من الصور على رابط الموقع على الفيسبوك
حتى اليوم الثالث من ميلاده، لم يحمل اسما. واليوم لم يعد للطفل المنحدر من عائلة السلمان البدوية التي تسكن منطقة الميتة، لا مأوى، ولا مهد بعد أن فقدت عائلته كل ما تملك.
في جو قائظ، وأرض صفراء رملية تطوقها حلقات الزوابع التي تثور بشدة، تحجب من بعيد عائلات بلا مأوى، بعد أن هدم الجيش الإسرائيلي مساكنها الخيشية المنصوبة في الجبال.
وكالعادة، ثمة من شرد وبات دون مأوى. وهذه المرة طفل يبلغ من العمر ثلاثة أيام. كانت عائشة سلمان وضعت طفلها بولادة غير طبيعية، وعندما خرجت وعادت إلى مضارب الميتة لم تكمل يومها، جاء الجيش الإسرائيلي وهدم المسكن، فخرجت هي وأطفالها الأربعة إلى العراء.
وقالت الأم التي كانت تهدئ طفلها تحت قطعة خيش نصبت للتو في سفح جبل قريبا من المسكن الذي هدم: "ماذا أفعل. لا أعرف ماذا أفعل".
وتحث نساء أخريات تحلقن حول الوليد، الأم على الاستعداد للراحة، وثمة أطفال كثر يركضون في ساحة متربة قريبا من المساكن التي هدمت.
والجيش الإسرائيلي، الذي يحكم سيطرته على منطقة الغور، أخرج السكان قبل أيام من هذه المنطقة بالقوة. "أنا لم أخرج. أنا لم أرحل، لذلك جاءوا لعقابي"، قال والد الطفل الذي كان يشد حبال قطعة من الخيش الرقيق فوق أطفاله تحت الشمس العمودية.
وثمة أربعة أطفال لا يتعدى أكبرهم سبع سنوات، باتوا أيضا دون مأوى. وتنتهج السلطات الإسرائيلية عمليات الهدم على امتداد منطقة الغور في المنطقة الشرقية من الضفة الغربية.
وهنا في الميتة، المنطقة الحارة جدا، التي حملت اليوم كامل صفات اسمها، يظهر ركام أربعة مساكن هشة كان منصوبة في سفح جبل، وعرضة لرياح الشتاء وحر الصيف.
الحياة هنا هشة. والجو حار جدا. وتظهر آثار الحرارة على وجوه الأطفال التي صبغتها سمرة حر الغور القائظ. وقال سلمان بعد وقت قليل من هدم مسكنة: "لم يتركوا شيئا. جاءوا وهدموا كل شيء بسرعة. كل شي. كل شيء".
يظهر أن مهد الطفل الذي أجلت العائلة إطلاق اسم عليه لسبب غير معروف لم يعد موجودا. يظهر كل شيء أيضا في عداد الركام.
الطفل هادئ، ويتنفس بخفه. قد يبدو الاستمرار في هذه الحياة عبثيا أمام هذا الهباء الجغرافي الحار. أطفال بلا مأوى. أبوان حائران. جدتان تندبان حظ العائلة العاثر التي فقدت مسكنها. ألم بلا معنى أمام دولة محتلة هدمت قطعة قماش تظل أطفالا. وقد يبدو أيضا إصرارا على الحياة.
قبل قليل، هبت رياح قوية في هذه المنطقة المغبرة، وعندما اهتز وسط المسكن الجديد الهش، وقع أرضا، "لولا لطف الله كان وقع فوق رأس الطفل"، قالت الأم التي أشاحت بوجهها جانبا بعيدا عن عين الشمس التي أخذت تميل إلى الغرب قليلا.
لحظة الهدم كانت الأم عائدة من البلدة القريبة، قطعت واديا صغير وطريقا ترابية تربط المضارب بشارع رئيسي يبعد نحو عشرة كيلومترات، وعندما وصلت المضارب كان كل شيء قد اختفى. "هدموا كل شيء. أيضا المطبخ البسيط" قالت الأم.
"وهدموا بيت الأرملة أمي. أمي المريضة التي أصابتها جلطة دماغية" قال عايد. ويظهر بيت الأرملة على بعد أمتار من بيت أمها، لم يتبق منه إلا أوتادا وحبالا مقطعة.
وقال رئيس مجلس قروي المالح والمضارب الرعوية في المنطقة عارف دراغمة "هذه مسؤولية الجميع. كيف يرمون هذا الطفل هكذا في العراء"؟ "إنهم يهدمون في كل مكان. هنا وفي كل مكان".
ومؤخرا قام الجيش الإسرائيلي بهدم خرب كاملة، وقطع مصادر المياه عنها في محاولة كما يقول السكان لدفعهم إلى الرحيل بصمت.
إنه التهجير الصامت في الغور منذ سنوات لكن عبر طرق مختلفة كل مرة. ذاته عايد، أعطي من قبل الجيش الإسرائيلي فقط أقل من 24 ساعة بعد هدم منزله للرحيل عن المنطقة التي يسكن فيها منذ سنوات.
"سأرحل. لم يعد داع للبقاء هنا تحت أشعة الشمس(...) عندما طلبوا مني الرحيل قبل أسبوعين رفضت واليوم جاءوا لعقابي".
عندما فكر عايد في البقاء في نفس المنطقة، قال: "هذه مزحة. سأرحل"، لكن الحياة تسير بشكلها الطبيعي: امرأة تنفخ في موقد نار في العراء تحت قدر الطعام.
وأخرى تصنع الجبن: إنها فاطمة الهريني (55 عاما) التي هدم الجيش مسكنها قبل ساعتين من الآن وتركه أثرا بعد عين بعد 24 سنة من الاستقرار في هذه المنطقة.
واقفا أمام ساحة ركام المنزل، سأل عايد: "ماذا اسميه؟ صامد. أمجد. لا أريد صامد. أريد أن اسميه أمجد. آه آه أمجد".
ملاحظة : لمزيد من الصور على رابط الموقع على الفيسبوك