الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

"حفات معون": مستوطنة تعتدي بكل الأسلحة المتاحة!

 الف- غسان الهادي
 قبل ثلاثة أسابيع، لم يكن فضل جبريل ربعي يعرف أن مستوطنة " حفات معون " المختبئة في تلة مزروعة بالأشجار الحرجيه شرق " التوانه " ستقفز على 7 دونمات من أراضي العائلة، وهو لا يعرف هذه الأيام إن كانت المستوطنة ستكتفي بتلك المساحة كحديقة للترفيه عن نزلائها أم ستقفز على مساحات إضافية .
بالنسبة للمواطن فضل ربعي المقيم وعائلته في مهمة دائمة لحماية أنفسهم وما تبقى من أرض لم تسط عليها المستوطنة، تظل " حفات معون " أشبه بوكر للذئاب وأقرب إلى كمين معلن لاصطياد كل محاولة تقوم بها العائلة و أهالي "التوانه" للعيش الاعتيادي كما في أي قرية على هذه الأرض الفسيحة.
خلال أسبوعين فقط، "نصبوا خيمة فوق الأرض وزرعوها بالأشجار ونباتات الزينة .. ويروونها الآن عبر شبكة من أنابيب الري التي تتدفق بالمياه بينما يعاني سكان التوانة من العطش " ! قال المواطن " ربعي " وهو يداري الوجع اثر اصابته بحروق من قنبلة صوتيه أطلقها جنود الاحتلال على تظاهرة سلمية نظمت احتجاجا على استيلاء المستوطنين بالقوة على الدونمات السبعة الجديدة إلى الجنوب من المستوطنة .
كما أهالي التوانة التي تعاني من الجوار الصعب لمستوطنة "معون" التي اقيمت فوق تلة محاذية للقرية عام 1985، يحفظ المواطن "ربعي" وعائلته ،عن ظهر قلب، كل التفاصيل في قصة الحياة لمستوطنة صغيرة وسيئة السمعة أسمها "حفات معون" ( قبل أن يتم تفريخها من الأولى بعد 8 سنوات من اقامتها في أراض لعائلة الدبابسة إلى الشرق من مكانها حيث تقع الآن ) مشيرا إلى أن نقل المستوطنة لموقع اقرب ل " التوانه "، تم بعد مقتل المستوطن " دوف دريفن " عام 1998 أثناء عربدات للمستوطنين استهدفت ، في حينه، طرد عائلة دبابسة من أراضيها .
قال رئيس مجلس قروي التوانة صابر الهريني وهو يشرح قصة الحياة القصيرة و"الوحشية" لمستوطنة صغيرة وعدوانية لأجل التوسع وحمل المواطنين على ترك أراضيهم، إن الرعاية التي تحظى بها العربدات المنظمة للمستوطنين من قبل جنود الاحتلال، تشكل حافزا لمواصلتهم الجنون ضد كل ما هو فلسطيني، بما في ذلك ضد الأطفال والأشجار و الأغنام و آبار المياه و العرائش و المغائر التي تؤوي المواطنين الممنوعين من بناء المنازل وحتى الجدران الاستنادية في حقول يخططون للاستيلاء عليها .
في "سيرة الحياة غير النظيفة " لمستوطنة صغيرة يترجم نزلاؤها كرههم للعرب هتافا وفعلا ، تزدحم الذاكرة الجماعية لأهالي التوانه بقصص وتفاصيل كثيرة .. تبدأ من قائمة شتائم وهتافات عنصرية متورمة بالعصاب "الأيديولوجي"..إلى جرائم تقود مرتكبيها ، لو كانوا من العرب، إلى السجون لسنوات طويلة.
يصعب على أهالي التوانه حصر الاعتداءات و عمليات العربده التي يزاولها نزلاء "حفات معون" منذ اقامتهم في غابة الصنوبر فوق التلة العائدة لعاثلة "مر" من بلدة يطا، غير أن الصور التي يحتفظ بها المجلس المحلي للقرية، إلى جانب ما تختزنه ذاكرات الآباء و الأمهات المنشغلين في حراسة منامات اطفالهم من كوابيس المستوطنة، تلخص بعضا من تلك العربدات ..
أقدم نزلاء المستوطنة قبل ثلاث سنوات على تسميم بئر للمياه يعود لعائلة الهريني بالتزامن مع مخيم صيفي كان الاطفال المشاركون فيه يرتادونه للشرب و " طرطشة " المياه على أجسادهم للتخفيف من لهيب القيظ ، و هي جريمة نفذت بعد عام واحد من القائهم طيور دجاج نافقة داخل البئر بغرض تلويث مياهه واعدامهم سبعين شجرة زيتون مثمرة في حقل يعود لعائلة المواطن موسى خليل ربعي , قبل عام و نصف العام و .. مهاجمة مجموعة من اطفال خربة " طوبا " و ناشطي سلام أميركيين أثناء مرورهم في طريق محاذية للمستوطنة قبل عامين و .. تسميم المراعي ما أدى الى نفوق عشرات رؤوس الاغنام وملاحقة الرعاة في شعاب المنطقة لمنعهم من رعي الاغنام في اراض تتطلع المستوطنة للاستيلاء عليها و .. مهاجمة مساكن القرية ليلا بذرائع متنوعة ," كأن يبحث عدد من المستوطنين المسلحين عن ماعز فقدها أحدهم في النهار" !
قال الموطن الهريني إن مهاجمة نزلاء من " حفات معون " كانوا مقنعين الأطفال أل 18 من " طوبا " بالعصي أدت، قبل عامين إلى إصابة خمسة منهم بجروح صعبة، بينهم الطفلة صفيه أبو جنديه ( 9 سنوات ) لافتا إلى أن الاعتداء، في حينه، استهدف ترويع الأطفال و منعهم من سلوك الطريق الوحيدة المؤدية إلى مساكن عائلاتهم أثناء ذهابهم أو عودتهم من والى المدرسة، وأيضا.. تخويف نشطاء السلام الأجانب لمنعهم من مرافقة الأطفال أو التدخل لحمايتهم من الاعتداءات .
المواطنان "ربعي " و"الهريني " وآخرون يواصلون بقاءهم في "التوانه" دون أن يعتبروا ذلك مأثرة، أشاروا في أحاديث منفصلة مع ( ألف ) إلى أن عربدات "حفات معون" التي غدت "ذراعا ضاربه" للمخططات الاستيطانية الاسرائيلية شرق يطا، تتواصل بالتوازي مع جملة من تدابير القمع التي تنفذها قوات الاحتلال في المنطقة، وهي تدابير تشمل، إلى جانب الإعلان عن مساحات واسعة ك"أراض مغلقة و ممنوعة من الدخول" , منع المواطنين من إقامة أية مساكن أو عرائش، بما في ذلك لإيواء أطفالهم من الشمس في مواسم الحصاد !
قبل ثلاث سنوات، تناقلت بعض وسائل الإعلام المرئية لقطة "فيديو" يظهر فيها جنود إسرائيليون وهم يكشفون عن مؤخراتهم لرعاة الأغنام حول بئر للمياه في مكان ما شرق بلدة يطا ! ذلك "الكشف"، كما يقول أهالي التوانه، كان جزءا من فعاليات جنود الاحتلال لطرد الرعاة من اراض في محيط "حفات معون" بذريعة أنها "مغلقة عسكريا"، غير أن ما لا يعرفه أحد ممن شاهدوا الفضيحة آنذاك، أن الجنود الذين عروا مؤخراتهم أمام الرعاة و نشطاء السلام الذين صوروا المشهد، كانوا أدخلوا هذا النوع من الأسلحة إلى الخدمة بعد أن رأوا المستوطنين المكلفين بحمايتهم يخلعون سراويلهم و يكشفون مؤخراتهم كما خلقها الله لإجبار المواطنين على مغادرة أراضيهم .
إنهم يستخدمون كل الأسلحة، حتى مؤخراتهم ! قال المواطن "ربعي " الذي يواظب على الحياة في التوانة كما لو أن المستوطنة ستغادر غدا.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025