الاحتلال يشن هجمة جديدة في المالح والاغوار
علي سمودي
خلال دقائق تحولت مضارب وخيام وبركسات الحاج الستيني ابراهيم عبد ابو صبحة لدمار واصبح مشردا يبحث عن ماوى بعدما دمر الجيش الاسرائيلي كل مقومات حياته في منطقة "الميتة " في وداي المالح في الاغوار الشمالية .
واستيقظ صبحة وسكان المضارب البدوية في ساعات الصباح المبكر على هدير الجرافات الاسرائيلية التي اصبحت تتواجد بشكل دائم في منطقة الاغوار بعدما تكررت عمليات الهدم واصبحت اداة الاحتلال الرئيسية لتدمير حياة المزارعين والبدو الرحل ، ويقول ابو صبحة " دون سابق انذار او تنبيه اقتحمت الدوريات وعشرات الجنود المنطقة وحاصرونا رغم اننا نقيم في المنطقة منذ سنوات بعيدة وطلبوا منا اخلاء مضاربنا فورا دون السماح لنا بالاعتراض او التفكير "، ويضيف " ابلغونا انه امامنا دقائق فقط للمغادرة دون مراعاة لظروفنا وكانهم حضروا ليس لهدم المضارب وانما كل مقومات حياتنا وهذا ما نفذوه بشكل محدد ".
ابو صبحة الذي يعيش منذ عشرات السنين في المنطقة التي تعتبر الماوى الوحيد له ولابناءه التسعة واحفاده حيث ولدوا وعاشوا وتربوا جميعا في تلك البقعه من الارض التي تقع ضمن اولوبات المطامع والمخططات الاسرائيلية الرامية لبسط السيطرة على اراضي الاغور ، رفض تنفيذ القرار وطلب من الجنود كتاب رسمي صادر عن الجهات الرسمية ، ويقول " كان منظرا مروعا ، الجرافات والدوريات تستعد للانقاض على منازلنا ومضاربنا وما شيدنا بتعب وكد وجهد السنين كانوا في جاهزية تامة تكشف حقيقة نواياهم بمسح وجودنا من المنطقة لاننا صمدنا طوال االسنوات الماضية وكنا شوكة في حلوقهم ".
وقال عارف دراغمة رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية ، ان الاحتلال سرع وتيرة الاجراءات التعسفية في الاغوار لتحقيق مطامعه القديمة ، فمنذ مطلع الشهر الجاري والجرافات تلاحق المضا رب وتهدمها والدوريات تطارد صهاريج المياه لاكمال دائرة الحصار على المواطنين من مزارعين ورعاة ومربي الثروة الحيوانية تحديدا، واضاف " الوضع خطير في الاغوار لانهم لا يريدون ان يروا حتى شجرة او ماعز يملكها فلسطيني ".
ولتحقيق ذلك ، اقتحمت قوات الاحتلال صباح امس منطقة الميتىة وشرعت في عملية الهدم ، وقال الحاج ابو صبحة " ان الجنود رفضوال منحه مهلة حتى حل قضية المضارب وتاجيل الموعد حتى تنتهي ازمة الحر الشديدة وخلال دقائق وفي لمح البصر هدموا مضاربه الثلاث وحظائر الاغنام التي تعتبر مصدر معيشته الوحيد ".
خلال ذلك ، كان المواطن علي حسن الفقير (35 عاما ) يحاول اقناع جنود الاحتلال بعدم هدمه كافة مضاربه والسماح له على الاقل بالاقامة في بركس حتى لو جمع فيه عائلته وثروته الحيوانية ، وقال " نهضنا من النوم مذعورين بعدما انتشر الجنود حول مضاربنا وكانت الجرافات جاهزة للهدم ولم تجدي كل محاولاتنا لمنعهم من تنفيذ العقاب الظالم بحقنا "، واضاف " هدموا مضاربي الاربعة وبركسات الماشية واصبحنا نعيش اليوم في العراء دون ذنب او سبب ، فهم يلاحقوننا ويطاردوننا في ارضنتا فالى اين سنذهب وما هو الحل ".
المصير المجهول
وذكر رئيس المجلس رداغمة ، ان حملة الاحتلال استمرت 3 ساعات قامت الجرافات خلالها بهدم مضارب الرعاة وحظائر لأغنامهم لثلاثة مواطنين طردت عائلاتهم من مساكنها واصبحت حياتهم مهددة بعدما اصبحوا ينتظرون بالعراء في ظل الأحوال الجوية الحارة التي تشهدها الأغوار.
قرب انقاض مضاربه وماواه الوحيد جلس اطفال المزارع علي حسن الفقير (35 عاما ) والذي بدى غاضبا ، وقال " انه ظلم واجرام اين سنذهب اين هو العالم ليرى ماذا تفعل اسرائيل بنا، اننا نقيم بارضنا ونعيش دون مشاكل ولا يهمنا سوى الحياة الكريمة وتوفير قوت ابنائنا وتربية ورعاية ماشيتنا "ـ واضاف " ورغم ذلك يلاحقوننا ويشردوننا ، لقد هدموا حياتنا وحكموا علينا بعقوبات قاسية والاشد مرارة انهم لم يرحموا الاطفال والنساء ، وحتى الماشية هدوا حظائرها دون مبرر ".
واضاف " منذ ساعات نعيش تحت اشعة الشمس الحارقة لم يتركوا لنا شيء حتى شربة الماء فقد صادروا صهاريج المياه .
وقال رئيس المجلس دراغمة " ان الوضع اصبح لا يحتمل في المنطقة فقد تشردت 3 عائلات واصبحت حياتها جحيم وهي لا تملك أي بديل وفقدت حتى المياه ورغم كل ذلك لا نسمع ساكنا ".
وذكر ، أن جنود الاحتلال استولوا كذلك على صهاريج المياه التي تعتبر مصدر المياه الوحيد لقاطني المنطقة لترحيل هؤلاء الرعاة والاستيلاء على المنطقة
ىتدريبات عسكرية
وافاد دراغمة ، ان قوات الاحتلال طالبت سكان منطقتي عين الحلوة ويزرا باخلائهما حتى صباح اليوم الثلاثاء لافساح المجال امام قوات الاحتلال لتنفيذ تدريبات عسكرية في المنطقة ، وقال " هدم وتدريبات واخطارات لم يعد اهالي المنطقة قادرين على استيعاب كل اشكال المعاناة واصبح من الضروري تحرك الجميع لمنع مخطط الهجرة القسرية الجديدة في المنطقة .
واكد المحافظ مروان طوباسي ، اهمية ثبات المزارعين في اراضيهم ودفاعهم عنها وحماية مضاربهم والوقوف صفا واحدا في مواجهة سياسات الاحتلال ، وقال " ان عمليات ترويع الاهالي هدفها تمرير المخطط الكبير في المنطقة لكن السلطة وبقرار من الرئيس محمود عباس ستبقى تعمل في كافة المجالات للتصدي وافشال المخطط وحماية المنطقة لتبقى سلة فلسطين الغذائية ".وطالبت مؤسسات حقوق الانسان تحمل مسؤولياتها لحماية المنطقة واهلها ووضع حد لانتهاكات الاحتلال الخطيرة التي تعرض حياة المدنيين العزل للخطر .