الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

أميركية على خط النار..

وفا- جميل ضبابات

بالنسبة لفتاة أميركية في العشرينيات من عمرها العيش لمدة شهر كمتطوعة على خط النار مسألة وجود. فـ(ك.أ) تطوعت في مؤسسة أميركية لمساعدة سكان قرية العقبة الفلسطينية التي تهدد سلطات الاحتلال بهدم معظم منازلها.
لكن الأميركية التي تنحدر من أب عراقي وأم من قبائل الهنود الحمر، ترفض تسمية نفسها بالمتضامنة، وتقول إنها تنتمي الى الإنسانية بعيدا عن توجه ايدولوجي أو سياسي.
واعتقلت سلطات الاحتلال عشرات المتضامنين منذ أيام بعد وصولهم إلى المطارات والمعابر في طريقهم الى الأرض الفلسطينية.
وسط غرفة في الطابق الثاني من روضة أطفال تطل على منحدرات غور الأردن التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية تحث (ك.أ) نحو 17 شابا على ترديد الترجمة الانجليزية لكلمة "وضع" في اللغة العربية، فيما يبدي عدد من الشبان ضعفا لغويا واضحا.
قالت الفتاة التي درست الانثربولوجي والاتصال الدولي في إحدى جامعات ولاية كاليفورنيا الأميركية، إنها ستقضي شهرا في القرية، لتعليم أطفالها وشبابها اللغة الانجليزية. يجيب شبان آخرون في الصف الدراسي المسائي على أسئلة المعلمة حول أحلامهم.
وقال أحدهم بلغة انجليزية ركيكة إنه يحلم أن يبنى منزلا ولا تهدمه السلطات الإسرائيلية.
ولا تسمح سلطات الاحتلال للفلسطينيين بالبناء وبتطوير أراضيهم في نحو 60 بالمئة من أراضي الضفة الغربية المصنَفة على أنها "المنطقة ج" بحسب اتفاقيات أوسلو، وفي قرية العقبة ذاتها التي تعرضت منازلها وشوارعها للتدمير أكثر من مرة.
ومستقبل القرية من الألف الى الياء غير واضح. وثمة محاكم إسرائيلية أصدرت قرارات بهدم اجزء كبيرة من منازل القرية. والبناية ذاتها التي تدرّس فيها الأميركية اللغة الانجليزية مهددة هي أيضا.
ومطلع نيسان هدمت قوات الاحتلال مساكن وشوارع وأعمدة إنارة في قرية العقبة شرق طوباس في الضفة الغربية. وتقع القرية على خط النار، ففي كثير من الأيام يسهل مشاهدة جنود وآليات في المنطقة أثناء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية.
لكن ذلك لا يعني شيئا للأميركية التي أخذت من غرفة تطل على أحد معسكرات التدريب مسكنا لها. وخلال الأشهر الماضية هدم جيش الاحتلال شوارع تربط القرية بمحيطها.
وقال رئيس المجلس المحلي سامي صادق، إن جرافات الاحتلال هدمت شارعي السلام وضاحية إسكان المهجرين، فيما قامت جرافات أخرى بتدمير جزء من شبكة الكهرباء.
وتقع قرية العقبة المهددة بالهدم والتهجير نتيجة عدم اعتراف الاحتلال بها، على السفوح الشرقية المطلة على الغور .وقالت (ك.أ) "لا يمكن تصديق ذلك. هذه القرية تعيش بسلام".
ويجري جيش الاحتلال مناورات عسكرية في محيط القرية مستغلا تنوع تضاريسها، وهو ما أسفر خلال السنوات الماضية عن استشهاد وإصابة عدد من مواطنيها. قالت (ك.أ) إنها في اليوم الأول لوصلوها القرية استطاعت التقاط بقايا قنبلة صغيرة في أحد شوارع القرية الجانبية. وتعرض الفتاة في غرفتها قنبلة صغيرة بين يديها.
كانت (ك.أ) قد عملت هي ووالدتها في مساعدة اللاجئين العراقيين في كل من الأردن وسوريا، وهذه هي المرة الأولى التي تأتي فيها الى فلسطين متطوعة في منظمة تحالف البناء الذي ترأسه سيدة أميركية تدعى دونا بارانسكي.
وبارانكسي واحدة من الأميركيين الذين ساعدوا أهالي القرية على تشييد روضة أطفال يهدد حاليا جيش الاحتلال بهدمها. لذا تعمل مع مجموعة من الأميركيين من شرائح وأعراق مختلفة على حشد تأييد شعبي ودبلوماسي لمساعدة سكان القرية.
ومن المنتظر أن تصل بارانسكي على رأس فريق من المؤسسة التي تديرها إلى القرية بعد نحو أسبوع، حامله أفكارا لمشاريع تطويرية تساعد على إعادة السكان الذين هجروا القرية خلال السنوات الماضية.
قالت (ك.أ) "بحثت عن مؤسسة جادة في العمل لمساعدة الفلسطينيين ووجدت هذه المؤسسة. الفلسطينيون لديهم طريقتهم لإثبات الوجود".
وذاتها قرية العقبة تعيش صراع وجود، فالقرية التي تحيطها سلاسل الجبال من جهة ومعسكرات الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، عانت منذ العام 1967 من التدريبات العسكرية التي أودت بحياة عدد من سكانها.
وعمل سكان القرية على خلق سلسلة أمان دولية اعتمدت على البعد الرسمي والشعبي من خلال الاتصال مع الممثليات الغربية لتأمين "السلام" كما يقول رئيس مجلسها المقعد سامي صادق. كان الرجل أصيب برصاصة قرب قلبه أدت الى شله.
وقد سجّل حينذاك عشرات الآلاف من شتى دول العالم أسماءهم على مواقع في شبكة "الانترنت" مخصصة لدعم القرية، الأمر الذي دفع كثير من الدول الأوروبية والعربية لوضع بصماتها في القرية من خلال تشييد مؤسساتها مثل الروضة والمسجد والعيادة الصحية وبنى تحتية أخرى.
لكن الرجل يقول إن ذلك لم يمنعه عن البحث عن السلام.. ولو في العالم الغربي الذي اعتمد عليه كثيرا. وتظهر في شوارع القرية ملصقات حديدية تحمل أعلام دول غربية ساعدت في تطوير البنية التحتية التي يستفيد منها السكان.
قالت الفتاة الأميركية "أنا أؤمن بتطوعي هنا. هذه قرية مسالمة جدا. رغم أنها بعيدة عن كل شي، إلا أن هناك إشارات لوجود كثير من دول العالم هنا (...) في هذه القرية هناك اتصال عالمي وهذا جزء من مهمتي هنا".

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025