يفتتحان المركز الثقافي الروسي ببيت لحم.. الرئيس وبوتين يشهدا توقيع اتفاقية لتنظيم الوضع القانوني للمتحف الروسي
افتتح الرئيس محمود عباس، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، المركز الثقافي العلمي الروسي في مدينة بيت لحم.
وقال الرئيس عباس في حفل افتتاح المركز: "من دواعي سرورنا مشاركتكم في افتتاح المركز الثقافي العلمي الروسي في بيت لحم، وهو أول مركز ثقافي روسي يشيد في فلسطين".
وأضاف سيادته أن هذا المركز يشكل عربونا للصداقة والعلاقات التاريخية بين فلسطين وروسيا، كما سيتيح لشعبنا الفلسطيني التعرف على الثقافة الروسية وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين، كما سيكون منارة لتلاقي الحضارات وصرحا لتلاقي شعبينا في ميداني الثقافة والفكر.
وشكر رئيس الجمعية الإمبراطورية الروسية الفلسطينية سيرجي ستيباشين، والذي استحق عن جدارة لقب مواطن شرف في فلسطين، لمساهمته خلال مسيرة عمله الطويلة في تعزيز العلاقات بين الشعبين والبلدين الصديقين.
وأعرب الرئيس عباس عن شكره للسيد ميخائيل غوتسيلف على الدعم السخي الذي قدمه لبناء المركز، وقرر منحه وسام الاستحقاق والتميز. كما أعرب سيادته عن تقديره للفتة الطيبة لرئيس وأعضاء بلدية بيت لحم لإطلاقهم أسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أحد شوارع المدينة الأمر الذي يعكس حب وتقدير الشعب الفلسطيني للرئيس بوتين.
بدوره، عبر الرئيس بوتين عن سروره لافتتاح المركز في مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح، مشيرا إلى أن ذلك يدلل على قوة العلاقات التي تربط روسيا بفلسطين والأرض المقدسة.
وأعرب الرئيس الروسي عن شكره وامتنانه لصديق روسيا العزيز الرئيس محمود عباس على دوره في تقديم قطعة الأرض لروسيا من أجل بناء مركزها الثقافي.
وأوضح أن افتتاح المركز الثقافي سيعمل على تنشيط العمل الإنساني الثقافي الروسي في فلسطين بما يخدم قطاعات الشباب والثقافة والفن وتوسيع آفاق التعاون بين الطرفين. وأضاف: وقعنا اليوم اتفاقية تسمح للمتحف الروسي في مدينة أريحا بالعمل الكامل بعد سنة تجريبية.
وقال الرئيس بوتين "روسيا تساهم في ازدهار مستقبل الشعب الفلسطيني من خلال مساهمتها في تدريس 200 طالب في الجامعات والمعاهد الروسية سنويا في كافة التخصصات".
وأشار إلى أن بلاده تدرس إمكانية بناء مدرسة ثانوية في بيت لحم تعتمد اللغة الروسية بشكل أساسي بتكلفة تصل إلى 1.5 مليون دولار.
وقال مدير المركز داوود مطر لـ"وفا" إن الهدف الأساسي من إقامة المركز هو تنشيط التبادل الثقافي بين الشعبين الروسي والفلسطيني، مشيرا إلى أن المركز سينظم فعالية واحدة على الأقل شهريا.
وأوضح أن المركز الذي يقع على مساحة 3100 متر مربع يضم مسرحا ثقافيا يتسع لنحو 340 شخصا، وأربع غرف لتدريس اللغة الروسية، ومدرسة لتعليم "الباليه"، وصف لتدريس الموســـيقى، ومكتبة تضم أهم الكتب الروســـية، إضافة إلى قاعة عرض، ومتجر لبيع البضــائع الروســــية.
وأشار مدير المركز إلى أن هناك خططا مســــتقبلية لتطوير المركز الثقافي العلمي الروســـي في بيت لحم ليضم وحدة صحية تعمل على الطريقة الروسية.
وفي سياق متصل، وقعت منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة روسيا الاتحادية، بحضور الرئيسين محمود عباس وفلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، اتفاقية لتنظيم الوضع القانوني للمتحف الروسي في مدينة أريحا.
وقع الاتفاقية رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج، ومدير شؤون رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير كوجين.
يشار إلى أن المتحف تم إنشاؤه بتمويل روسي في أريحا وافتتحه الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، والرئيس عباس.
وكانت الصحافية فاطمة ابراهيم قد اعدت في ايار 2011 العام الماضي تقريرا عن المتحف.
"بقباب ثلاث ذات لون أبيض زاهي، ينتصب المتحف الروسي على أرض أريحا أقدم مدن العالم، وبتصميم معماري يوازن بين روح الحاضر وعراقة الماضي.
يضم المتحف قاعتين تتوزع فيهما الآثار البيزنطية والإغريقية، ويشتمل على عدد من الصور لحجاج روس في نابلس والقدس والناصرة منذ بداية القرن العشرين.
ويضم كذلك، مجموعة من النقود النحاسية والتي تعود لمجموعة من الملوك الإغريق، كما يحتوي في زواياه على بقايا أعمدة حجرية للعصور البيزنطية، إضافة إلى أوانٍ فخارية وحجرية، موزعة حسب الترتيب الزمني لوجودها.
أما جدران المتحف فتكتسي بلوحات فسيفساء كانت قائمة في تلك الحقب التاريخية وأعيد بناؤها من قبل مختصين وعلماء آثار روس.
يقول رئيس بلدية أريحا حسن صالح: "هذا المكان هو ملك للحكومة الروسية، والمسألة لها علاقة بطبيعة الوجود الروسي بالشرق، والذي أخذ الطابع الديني والثقافي بعيدا عن الاستعمار، بدليل البعثات التبشيرية والتعليمية التي كانت تأتي من روسيا إلى المنطقة العربية، وإلى أريحا بشكل خاص، والتي ضمت عددا من الأدباء كميخائيل نعيمة الأديب اللبناني والروائية الفلسطينية كلثوم عرابي".
وقد انعكست العلاقة بين فلسطين وروسيا على قرار الرئيس الراحل ياسر عرفات بإعادة قطعة الأرض هذه إلى الحكومة الروسية، كما أكد صالح.
وأضاف: "المتحف بمثابة إضافة ثقافية جمالية وسياحية لمدينه أريحا، كما أن له دور في تمكين العلاقة بين روسيا وأريحا. ومثل هذه المشاريع هي مهمة في أريحا فنحن لدينا الحديقة الإسبانية والسوق الألماني، كذلك استطعنا التوصل إلى اتفاق مع رئيس بلدية فرنسا لإقامة حديقة باريس والتي ستفتتح خلال شهر تشرين أول (أكتوبر) القادم. في هذه المدينة العظيمة سيكون الصراع ما بين الدول المختلفة في الجانب الثقافي، لأن رسالة فلسطين هي رسالة ثقافة وسلام ومحبة".
بدوره أشار فيكتور لاني ديفيش، المسؤول عن المتحف الروسي، أن كل ما وجد أثناء عمليات التنقيب في فلسطين معروض في 10 واجهات للعرض قائمة في المتحف، إضافة إلى أجزاء مقدمة من المتحف الروسي "أرمتاج " في روسيا، وهي عبارة عن قطع مقلدة، لكن قيمتها كبيرة، حيث تم العمل عليها من قبل علماء مهرة، بما يحول دون تمييز أنها مقلدة.
ويؤكد فيكتور، أن التعاون المشترك بين الجانبين الفلسطيني والروسي تجلى بما هو معروض في هذا المتحف، وأضاف: "هذا التعاون يجب أن يستمر لمدة 10 سنوات، حيث سيتم نقل بعض القطع لعرضها في متحف "أرمتاج" في روسيا والعكس صحيح، حتى يتمكن الجميع من مشاهدة تاريخ وحضارة البلدين، الجانب الروسي اخذ على نفسه مهمة ترميم قطع الفسيفساء التي تم التنقيب عنها هنا، ومن الطبيعي أن يجلب هذا التعاون السياح بشكل كبير."
وتقول الينا أحمد، وهي طبيبة روسية متزوجة من فلسطيني: "الأهمية والفائدة هي في صالح الطرفين، والأهم هو تطوير العلاقات الحسنه بين الدولتين، وبالطبع السياحة في فلسطين سوف تتطور وبذلك سينشط الوضع الاقتصادي".
ويقول بشار أحمد، زوج الينا: "افتتاح المتحف هنا في أريحا من شأنه أن يعزز علاقات الصداقة الروسية الفلسطينية، كما سيساعد في تنشيط السياحة، كما أنه يساهم في معرفة الأجيال الصغيرة بثقافات الأمم السابقة وهذا أمر مهم".