مدمنو المخدرات : "متعة" التحليق.. في الهاوية !
كان ( أ. ص ) من طيبة "المثلث" وراء حدود النكبة الفلسطينية، كما ( أ. س ) داخل حدود النكسة العربية - كانا شابان مثل كل الشبان العاديين : لهم أحلام و طموحات عريضة و آمال لا تحدها حدود، غير أن الإثنين منذ توهما إمكانية "التحليق في الهواء" عبر تعاطي المواد المخدرة، يجهدان الآن بصعوبة للصعود من قعر الهاوية و العيش من جديد ..
الشّخصان ( أ . ص – 43 عاما ) و ( أ . سٍ – 28 عاما ) الذان يمكن منحهما أيما إسمين، كأن يناديا بـ أحمد صلاح و أحمد سالم ( على سبيل المثال ليس إلاّ ) يلوذان في الندم و الشحوب و التشبث في الأمل ؛علّهما يعودان إلى إسميهما و عائلتيهما و الحياة الطبيعية التي غادراها ذات عمر.
قال ( أ . ص ) أن الفضول وحب التجربة هما من دفعاه ، منذ 25 عاما، لتعاطي "الحشيش"، فـ "الهيروين" ثم " الكوكايين"، فيما هو الآن، كما ( أ . س ) الكرمي ( من طولكرم ) ينزوي في الخجل من إسمه و تجربته في مركز لعلاج الإدمان شرقي القدس ؛ بأمل أن يعود إلى الحياة وطفلته وعائلته و الناس الذين شاركوه متاعبه..
لم يخف وجهه ما أبقى له الشحوب من حمرة في الوجنتين وهو يحاول مغالبة الحرج والبوح بأشتياقاته لزوجته وطفلته وعائلته .
قال لـلقدس خلال إلتقائه في جمعية الصديق الطيب ببلدة العيزرية جنوب شرقي القدس ، أنه امتنع عن تعاطي المخدرات لمدة سنة ونصف السنة بعد زواجه، لكنه عاد إلى تعاطيها بعد أن أنجبا طفلة ، ليصبح لاحقا متعاطيا لا يفكر ً في العلاج، بل ويرفضه ، ثم يصير تاجرا للمخدرات.. غير أن أشقاءه أقنعوه على القدوم إلى الجمعية لعلّه يعود بعد 3 أشهر من العلاج..نظيفا وقادرا على استعادة الاحترام بين الناس .
من جهته، قال ( أ.س) الذي بدأ تعاطي "الحشيش" أثناء عمله في أحد المدن الإسرائيلية قبل 7 سنوات، أن رغبته في "المتعه" حولته لصا للحصول على ثمنها..إلى أن سلمه أشقاءه للشرطة المختضة، حيث حكم بالسجن لمدة 3 شهور، ثم إلتحق بـ" الصديق الطيب" ، حيث "هنا" - كما قال – على الطريق لإستعادة نفسه من نوبات العصاب والشرود الذهني و الضياع.
قال الأخصائي النفسي في جمعية الصديق الطيب لعلاج مدمني المخدرات ، وهي المركز الوحيد لرعاية وتأهيل المدمنين في الضفة وتوفر خدمة المبيت لمدة ثلاثة شهور- قال أن الأسباب الشخصية والمشاكل النفسية، وغيرها من المشاكل الأسرية والاقتصادية، والعوامل السياسية كالاحتلال، تمثل أسبابا رئيسة وراء تعاطي الشباب للمخدرات، مشيرا إلى وجود نحو 15 ألف مدمن للمخدرات في الضفة و القطاع، 6 آلاف منهم في القدس وضواحيها ، بينما يحضر إلى الجمعية طلبا للعلاج نحو 75 مدمنا في العام، 13في المئة منهم ، فقط يشفون من الإدمان بصورة كاملة .
في السياق، أشار المسؤول في "الصديق الطيب" حيث العلاج يقتصر على إعادة تأهيل المدمنين نفسيا وعبر الإرشاد، دون إعطائهم جرعات بديلة – أشار إلى أن فترة العلاج يصاحبها عدد من الظواهر، كفقدان الشهية و قلة النوم والغضب والتوتر..إلى حد أن بعضهم يلجأ لتحطيم ما يصادفه، فيم يلفت المرشد الاجتماعي عوني الطوباسي إلى أن
بعض المدمنين يحتاجون إلى فترة قد تصل 3 سنوات للتأكد فعلا من شفائهم وعدم العودة إلى تعاطي المواد المخدرة ، كما هو متبع في بعض البلدان الأوروبية