يُصتادون قبل أن يصيدوا
صيادان يحملان السمك في غزة
زكريا المدهون
يفكر الصياد محمد بكر كثيرا قبل نزول البحر، خشية صيده من البحرية الإسرائيلية قبل أن يصطاد أية سمكة، مشيرا بيده إلى زورق حربي إسرائيلي كان يجوب شواطئ مدينة غزة في هذه اللحظات.
بكر وهو في الخمسينيات من عمره، كان يجلس على شاطئ البحر بالقرب من مرفأ الصيادين غرب مدينة غزة، قال لـ"وفا": أجهز الشباك وقاربي الصغير (حسكه)، لكن أعمل ألف حساب قبل نزول البحر خوفا من الزوارق الإسرائيلية التي تلاحقنا في كل وقت.
ويقول صيادون ومنظمات حقوقية فلسطينية إن البحرية الإسرائيلية تطارد الصيادين بشكل يومي وتطلق النار عليهم وتعتقل العديد منهم وتحتجز مراكبهم وتتلفها في أحيان أخرى.
وفي هذا الصدد، كشف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في تقرير نشره في وقت سابق أن العام 2012 شهد تصاعدا في وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصيادين وممتلكاتهم في بحر قطاع غزة.
ووثق المركز الحقوقي وقوع 54 انتهاكا ضد الصيادين على أيدي القوات البحرية المحتلة منذ بداية العام ، منها 31 حادثة إطلاق نار.
كما رصد المركز 12 عملية مطاردة وملاحقة للصيادين، أدت إلى اعتقال أكثر من 30 صيادا، وكذلك احتجاز 11 قاربا لصيادي القطاع.
ويؤكد الصياد بكر وهو أب لأربعة عشر فردا، "أن أوضاع الصيادين في القطاع أصبحت لا تطاق مع استمرار الحصار البحري ضدهم ومنعهم من مزاولة أعمالهم"، مشيرا إلى أن أصوات رصاص الزوارق والسفن البحرية الإسرائيلية لا تفارق آذانهم، فهم باتوا يميزون أنواع الرصاص الذي يطلق عليهم.
وتسمح قوات الاحتلال للصيادين بالصيد ضمن مساحة لا تتعدى الثلاثة أميال فقط داخل البحر في أحسن الأحوال، رغم أن اتفاق "أوسلو" ينص على السماح للصيادين بالدخول 20 ميلا في عمق البحر.
وتقدّر نقابة الصيادين عدد الصيادين في قطاع غزة بحوالي 3700 صياد يملكون قرابة 700 مركب، ويعتاش من حرفة الصيد حوالي 70 ألف نسمة.
وبسبب الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصيادين، يقول الصياد بكر الذي يعمل بهذه الحرفة منذ عشرات السنين: إن كميات الصيد تراجعت بنسب كبيرة جدا مقارنة بسنوات ما قبل الحصار، ما أدى إلى ترك العديد من الصيادين لمهنة الصيد وتوجههم لممارسة أعمال أخرى، أو انضموا لجيش البطالة".
وتفرض قوات الاحتلال منذ أكثر من خمس سنوات حصارا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة الساحلي (1.5 مليون نسمة)، الأمر الذي أدى إلى تدهور في جميع مناحي الحياة.
من ناحيته، اضطر الصياد محمد مقداد إلى ترك مهنة الصيد بعد تزايد الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية بحق الصيادين، وبالتالي تراجع نسبة الصيد.
وأضاف مقداد (30 عاما) من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة "كل يوم تزداد أوضاع الصيادين سوءا بسبب الممارسات الإسرائيلية والمضايقات التي يتعرضون لها، حيث أصبحت لقمة عيشهم مغمسة بالدماء".
وقال إنه ترك العمل بالصيد بعد أن أصبح غير قادر على توفير ثمن المحروقات لقاربه، وبالتالي تراجع أوضاعه المعيشية وعدم قدرته على تلبية احتياجات أسرته.
وأدى الحصار البحري الإسرائيلي إلى ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الصيادين، حيث بلغت حوالي 80%.
في حين، أكد الصياد محمود أبو حصيرة من سكان مدينة غزة، أن الكثير من الصيادين لا يجدون قوت يومهم نتيجة عوامل عدة، أهمها صغر مساحة الصيد المسموح بها، مشيرا إلى أن تجمع الأسماك والأماكن الغنية بالصيد لا يستطيع الصياد الوصول إليها جراء المطاردات الإسرائيلية داخل البحر.
وأضاف أبو حصيرة لـ"وفا": يضطر الصيادون إلى الصيد في الأماكن القريبة من الشاطئ، وهي فقيرة بالأسماك، وبعيدة عن أماكن تجمع الأسماك المهاجرة والأنواع الجيدة من الأسماك غالية الثمن، حيث بالكاد يستطيع الصياد صيد بضعة كيلوغرامات من السمك والتي لا تغطي ثمن نفقات الصيد من شباك ومحروقات وصيانة قوارب، عدا عن تكلفة القارب نفسه.
ولا توجد أرقام رسمية بعدد الصيادين الذين تركوا مهنة الصيد خلال السنوات القليلة الماضية.
يفكر الصياد محمد بكر كثيرا قبل نزول البحر، خشية صيده من البحرية الإسرائيلية قبل أن يصطاد أية سمكة، مشيرا بيده إلى زورق حربي إسرائيلي كان يجوب شواطئ مدينة غزة في هذه اللحظات.
بكر وهو في الخمسينيات من عمره، كان يجلس على شاطئ البحر بالقرب من مرفأ الصيادين غرب مدينة غزة، قال لـ"وفا": أجهز الشباك وقاربي الصغير (حسكه)، لكن أعمل ألف حساب قبل نزول البحر خوفا من الزوارق الإسرائيلية التي تلاحقنا في كل وقت.
ويقول صيادون ومنظمات حقوقية فلسطينية إن البحرية الإسرائيلية تطارد الصيادين بشكل يومي وتطلق النار عليهم وتعتقل العديد منهم وتحتجز مراكبهم وتتلفها في أحيان أخرى.
وفي هذا الصدد، كشف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في تقرير نشره في وقت سابق أن العام 2012 شهد تصاعدا في وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصيادين وممتلكاتهم في بحر قطاع غزة.
ووثق المركز الحقوقي وقوع 54 انتهاكا ضد الصيادين على أيدي القوات البحرية المحتلة منذ بداية العام ، منها 31 حادثة إطلاق نار.
كما رصد المركز 12 عملية مطاردة وملاحقة للصيادين، أدت إلى اعتقال أكثر من 30 صيادا، وكذلك احتجاز 11 قاربا لصيادي القطاع.
ويؤكد الصياد بكر وهو أب لأربعة عشر فردا، "أن أوضاع الصيادين في القطاع أصبحت لا تطاق مع استمرار الحصار البحري ضدهم ومنعهم من مزاولة أعمالهم"، مشيرا إلى أن أصوات رصاص الزوارق والسفن البحرية الإسرائيلية لا تفارق آذانهم، فهم باتوا يميزون أنواع الرصاص الذي يطلق عليهم.
وتسمح قوات الاحتلال للصيادين بالصيد ضمن مساحة لا تتعدى الثلاثة أميال فقط داخل البحر في أحسن الأحوال، رغم أن اتفاق "أوسلو" ينص على السماح للصيادين بالدخول 20 ميلا في عمق البحر.
وتقدّر نقابة الصيادين عدد الصيادين في قطاع غزة بحوالي 3700 صياد يملكون قرابة 700 مركب، ويعتاش من حرفة الصيد حوالي 70 ألف نسمة.
وبسبب الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصيادين، يقول الصياد بكر الذي يعمل بهذه الحرفة منذ عشرات السنين: إن كميات الصيد تراجعت بنسب كبيرة جدا مقارنة بسنوات ما قبل الحصار، ما أدى إلى ترك العديد من الصيادين لمهنة الصيد وتوجههم لممارسة أعمال أخرى، أو انضموا لجيش البطالة".
وتفرض قوات الاحتلال منذ أكثر من خمس سنوات حصارا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة الساحلي (1.5 مليون نسمة)، الأمر الذي أدى إلى تدهور في جميع مناحي الحياة.
من ناحيته، اضطر الصياد محمد مقداد إلى ترك مهنة الصيد بعد تزايد الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية بحق الصيادين، وبالتالي تراجع نسبة الصيد.
وأضاف مقداد (30 عاما) من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة "كل يوم تزداد أوضاع الصيادين سوءا بسبب الممارسات الإسرائيلية والمضايقات التي يتعرضون لها، حيث أصبحت لقمة عيشهم مغمسة بالدماء".
وقال إنه ترك العمل بالصيد بعد أن أصبح غير قادر على توفير ثمن المحروقات لقاربه، وبالتالي تراجع أوضاعه المعيشية وعدم قدرته على تلبية احتياجات أسرته.
وأدى الحصار البحري الإسرائيلي إلى ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الصيادين، حيث بلغت حوالي 80%.
في حين، أكد الصياد محمود أبو حصيرة من سكان مدينة غزة، أن الكثير من الصيادين لا يجدون قوت يومهم نتيجة عوامل عدة، أهمها صغر مساحة الصيد المسموح بها، مشيرا إلى أن تجمع الأسماك والأماكن الغنية بالصيد لا يستطيع الصياد الوصول إليها جراء المطاردات الإسرائيلية داخل البحر.
وأضاف أبو حصيرة لـ"وفا": يضطر الصيادون إلى الصيد في الأماكن القريبة من الشاطئ، وهي فقيرة بالأسماك، وبعيدة عن أماكن تجمع الأسماك المهاجرة والأنواع الجيدة من الأسماك غالية الثمن، حيث بالكاد يستطيع الصياد صيد بضعة كيلوغرامات من السمك والتي لا تغطي ثمن نفقات الصيد من شباك ومحروقات وصيانة قوارب، عدا عن تكلفة القارب نفسه.
ولا توجد أرقام رسمية بعدد الصيادين الذين تركوا مهنة الصيد خلال السنوات القليلة الماضية.