"لا اتصالات تجري لترتيب اجتماع الرئيس ومشعل" الأحمد: اتفاق المصالحة يربط الحكومة بالانتخابات هناك في "حماس غزة " من لا يريد إنهاء الانقسام
أعلن عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مسؤول ملف الحوار مع "حماس" في حديث لـ"الأيام"، انه لا توجد أي اتصالات بين "فتح" و"حماس" أو من قبل مصر مع الطرفين لعقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وذلك بانتظار دعوة مصرية لعقد اجتماع بين الأحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق يسبق اللقاء بين الرئيس عباس ومشعل، متوقعاً أن يستأنف المصريون نشاطهم بهذا الشأن مطلع الشهر المقبل ولكن دون تحديد مواعيد لأي اجتماعات حتى الآن.
ورفض الأحمد دعوة أبو مرزوق للتوجه إلى انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بمعزل عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية وقال، "أقول لزميلي أبو مرزوق، عد واقرأ على ماذا وقعت، ان الذي يريد أن يبدأ التقسيم بين الانتخابات إنما هو لا يريد الانتخابات أصلاً وبالتالي لا يريد إنهاء الانقسام".
واستهجن الأحمد تصريحات صدرت عن "حماس" ترفض الربط بين الانتخابات وتشكيل الحكومة الانتقالية المهنية وقال، "أنا أقول لقادة (حماس) وخاصة للأخ موسى أبو مرزوق أن يقرؤوا ما وقعوا عليه، فالاتفاق الذي وقعناه في الرابع من أيار تضمن نصاً يتحدث عن إجراء الانتخابات بعد عام من التوقيع باعتبار أن الانتخابات هي التتويج لإنهاء الانقسام، وهذا أمر لا يمكن التراجع عنه، "نافياً ما ادعاه أبو مرزوق عن وجود (فيتو) أميركي على المصالحة.
ورفض الأحمد تحليلات رأت أن مصر الجديدة ستكون اقرب إلى "حماس" منها إلى "فتح" وقال، أتوقع أن الاستقرار في مصر بعد الانتخابات سيساعدنا على دفع المصالحة إلى الأمام وهذا ما سبق ان سمعته من الاخوة المصريين بمن فيهم الرئيس المنتخب محمد مرسي قبل انتخابه حيث أكد لي شخصياً عزم مصر على الدفع باتجاه إنهاء الانقسام بأسرع وقت ممكن.
وفيما يلي نص الحديث مع الأحمد:
"الأيام":
صرح أكثر من مسؤول في "فتح" و"حماس" عن اتصالات تجري لترتيب لقاء بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في القاهرة قريباً، ما مدى صحة هذه التصريحات؟
الأحمد:
حتى الآن لم تجر أي اتصالات جديدة حول تحديد موعد للاجتماع، ولم تحدد أي مواعيد أصلاً للاجتماع من أية جهة كانت، ولم تجر أي اتصالات لا بين "فتح" و"حماس" ولا من قبل المصريين مع "فتح" و"حماس".
كما هو معلوم فإن الاجتماع كان متوقعاً يوم الـ20 من الشهر الجاري وطلب منا الأشقاء المصريون نظراً لانشغالهم بالانتخابات الرئاسية تأجيل الاجتماع، وحتى الآن لم يتم تحديد موعد للاجتماع ولم يجر الأشقاء المصريون أي اتصالات بشأن الاجتماع وبالتالي فلا صحة إطلاقاً لكل التصريحات التي نشرت بهذا الشأن.
"الأيام":
إذاً، فالاجتماع الآن منوط بدعوة مصرية؟
الأحمد:
نعم، الأمر منوط الآن بدعوة من الاخوة المصريين، ولكن تم الاتفاق على انه قبيل عقد الاجتماع بين الرئيس عباس ومشعل أن يجري عقد اجتماع بين منسقي الحركتين من اجل التحضير للقاء بحضور الاخوة المصريين ولكن حتى هذا الاجتماع لم يحدد موعده. هدف الاجتماع القادم بيني وبين الأخ موسى أبو مرزوق هو تقييم ما تم تنفيذه حتى الآن خاصة ما يتعلق بعمل لجنة الانتخابات المركزية في تحديث السجل الانتخابي والوضع الحالي المتعلق بعمل لجنتي الحريات في الضفة وغزة والتحضير للقاء بين الرئيس عباس ومشعل.
"الأيام":
مؤخراً صدرت تصريحات عن عدد من قادة "حماس" رفضت الربط بين تشكيل الحكومة المهنية المؤقتة برئاسة الرئيس عباس وبين الانتخابات، كيف تنظرون انتم في "فتح" إلى هذا الأمر؟
الأحمد:
أنا أقول لقادة "حماس" وخاصة للأخ موسى أبو مرزوق أن يقرؤوا ما وقعوا عليه، فالاتفاق الذي وقعناه في الرابع من أيار تضمن نصاً يتحدث عن اجراء الانتخابات بعد عام من التوقيع باعتبار أن الانتخابات هي التتويج لإنهاء الانقسام، وهذا أمر لا يمكن التراجع عنه.
كما انه حتى إعلان الدوحة حدد مهمات الحكومة الأساسية وفي مقدمتها إجراء الانتخابات وبالتالي فإن الانتخابات ليست شرطاً وإنما بها يشيع الانقسام وتفتح أبواب المصالحة على مصراعيها وعليه فإن الانتخابات تتوج المصالحة.
وأنا أقول لـ"حماس"، انظروا إلى مصر فالرئيس المنتخب محمد مرسي وفي أول خطاب له بعد فوزه دعا إلى المصالحة والعمل مع الجميع فهكذا يكون العمل السياسي.
وأقول أيضاً لـ"حماس"، لا تغطوا الشمس بأيديكم، ولكن من الواضح أن هناك في "حماس" في غزة من لا يريد إنهاء الانقسام والكلمات التي قيلت في غزة في احتفالات ما سمي بذكرى الحسم تؤكد ذلك وفي حقيقة الأمر فإننا متخوفون من هذا التيار المتمركز في غزة الذي لا يريد إنهاء الانقسام.
"الأيام":
ولكن حتى أبو مرزوق تحدث عما سماه (فيتو) أميركياً على المصالحة؟
الأحمد:
أنا أقول لأبو مرزوق، انه إذا ما كان هناك (فيتو) أميركي كما تقول فإن عليك ألا تتساوق معه وإنما أن يقدم وبصدق لتذليل العقبات والسير معاً نحو المصالحة وهذا ما أكده الرئيس عباس في كل لقاءاته واتصالاته حيث أكد أن المصالحة هي مصلحة وطنية عليا وانه ذاهب نحو المصالحة ومصمم عليها.
وأنا هنا أريد أن اذكر أبو مرزوق انه عندما طلبت الولايات المتحدة الأميركية منا في 15 تشرين الأول 2010 عدم التوقيع على الورقة المصرية فإننا لم نرضخ وذهبنا ووقعنا على الورقة ولكن لا اعرف إذا "حماس" لم توقع آنذاك لإرضاء أميركا أو غيرها، المهم ليس ما تقوله أميركا أو إسرائيل أو إيران وإنما ما نقوله نحن أهل البيت.
"الأيام":
في هذا الصدد فإن أبو مرزوق اقترح التوجه إلى انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني وعقدها بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية، كيف تنظرون إلى اقتراحه هذا؟
الأحمد:
أقول لزميلي أبو مرزوق، عد واقرأ على ماذا وقعت، ان الذي يريد أن يبدأ التقسيم بين الانتخابات إنما هو لا يريد الانتخابات أصلاً وبالتالي لا يريد إنهاء الانقسام. علينا الالتزام نصاً وروحاً بما وقعنا عليه وهو أن الانتخابات يجب أن تكون شاملة ومتزامنة للمجلس الوطني والرئاسة والتشريعي وفي أسرع وقت ممكن ونحن ملتزمون بهذا الاتفاق.
"الأيام": هل تخشون من تراجع في مواقف "حماس" بعد فوز الإخوان المسلمين في مصر؟
الأحمد:
التخوف كان قائماً قبل الانتخابات المصرية وتعززت هذه المخاوف يوم أن وقعت مع أبو مرزوق على الجدول الزمني وآليات التنفيذ وعليه فأنا أراقب كل خطوة تجري لأنني قلق من وضع عراقيل أمام لجنة الانتخابات المركزية وغيرها.
"الأيام":
في هذا الصدد فإن لجنة الانتخابات المركزية أعلنت أنها بصدد الشروع في تحديث السجل الانتخابي في غزة بعد أيام، هل انتم راضون ومطمئنون عما يجري بهذا الشأن؟
الأحمد:
لقد بدأنا المشاورات لتشكيل الحكومة يوم السادس من حزيران منطلقين من إعلان لجنة الانتخابات المركزية أنها بدأت عملها في غزة، ولكن كما ذكرت اللجنة نفسها فإن عملها سينتهي يوم الرابع عشر من تموز المقبل فالأسابيع الأربعة الأولى إدارية والتسجيل الفعلي يبدأ يوم الثالث من تموز، ونحن نأمل أن تشكل هذه فرصة لأبناء شعبنا في غزة أن يتمكنوا من التسجيل في السجل الانتخابي فأبناء شعبنا في غزة يتطلعون وهم تواقون لإنهاء الانقسام.
نأمل أن تتمكن لجنة الانتخابات المركزية من استكمال عملها دون عراقيل حتى نستكمل باقي الخطوات وهي تحديد موعد الانتخابات وتشكيل حكومة التوافق، وأتوقع أن الاستقرار في مصر بعد الانتخابات سيساعدنا على دفع المصالحة إلى الأمام وهذا ما سبق ان سمعته من الاخوة المصريين بمن فيهم الرئيس المنتخب محمد مرسي قبل انتخابه حيث أكد لي شخصياً عزم مصر على الدفع باتجاه إنهاء الانقسام بأسرع وقت ممكن.
"الأيام":
بالمقابل فإن هناك من يتهمكم انتم و"حماس" بعدم الرغبة بإجراء الانتخابات؟
الأحمد:
الذين يوجهون هذه الاتهامات هم أكثر الناس تساوقاً في خلق العراقيل أمام المصالحة وإنهاء الانقسام بأساليب خبيثة وملتوية تستند إلى الموقف الإسرائيلي - الأميركي.
"الأيام":
إذاً، فإن عقد الاجتماعات بين "فتح" و"حماس" هو الآن بانتظار دعوة من مصر؟
الأحمد:
نعم، وأتوقع انه في بداية الشهر المقبل سيستأنف الاخوة المصريون المعنيون بملف المصالحة نشاطهم من اجل استئناف الجهود لإنهاء الانقسام.
اجرى الحوار...عبد الرؤوف ارناؤوط