بيرات بركات طالبة تركية حرمها بلدها من التعليم لارتدائها الحجاب فتخرجت من جامعة بيت لحم
نجيب فراج - احتفلت الطالبة التركية بيرات حسين علي شان بركات، التي حرمت من التعليم في بلادها لارتدائها الحجاب، بتخرجها امس الخميس، من جامعة بيت لحم كواحدة من الطالبات الاجنبيات المتفوقات والمعتزات بفلسطين وأهلها.
الطالبة الخريجة بركات، تمكنت دون ان تدري من لفت انظار الحشود الكبيرة في ساحة الجامعة التي قدمت لحضور الاحتفال بتخريج الفوج السادس والثلاثين من طلبتها، حيث القت كلمة الخريجين بوصفها الحاصلة على اعلى علامة من بين اقرانها.
الحشد الكبير، من امهات واباء الخريجين والخريجات، ومن ضيوف الجامعة من المسؤولين وممثلي الفعاليات الوطنية، تهامسوا طويلا، قبل ان تكشف الطالبة عن اسرارها لتعلن باعتزاز انها تركية الاصل ومتزوجة من فلسطيني وانجبت منه ولدان، غير ان بلادها "العلمانية" حرمتها من التعليم في جامعات الوطن لارتدائها الحجاب!!
بركات قالت خلال كلمتها امام الخريجين والاهالي الذين تحولوا كلهم دونما استثناء الى "اذان صاغية": "انني اشعر الان بمشاعر مختلطة من الغبطة والفرحة، تلفها آيات الثناء والوفاء، يجمعها تقدير لحاضنة العلم، لهذا الصرح العظيم، لجامعتي الحبيبة، جامعة بيت لحم، هذه الجامعة التي جمعتنا على علم يأبى الانكسار، علم يحلق في الآفاق يزاحم رايات التفوق، علم كتبته جامعتي بمدادٍ من إخلاص وبريشة معلمين أخذوا على عاتقهم أن يحققوا لطلابهم وطالباتهم نجاحات تتبعها نجاحات".
واضافت "أنا اليوم أقف وزملائي نشكل كوكبة جديدة من خريجي وخريجات الجامعة وقد وضعنا أقدامنا على الأرض بثبات الواثق ونظرة المتبصر وإنني أمام هذه الوجوه الطيبة الوضاءة لا بد أن أسطر عبارات أجد لزاماً علي أن ألقيها على مسامعكم الا وهي إنني أكبر زملائي الخريجين بعشر سنوات، ذلك أن التعاون التركي بسبب ارتدائي اللباس الشرعي (الحجاب) منعني من الالتحاق بكلية الطب في أنقرة عام 1998، ومجدداً في عام 2001 منعني من مواصلة تعليمي في كلية الهندسة بقبرص الشمالية بعد عامين من الدراسة فيها".
واوضحت "انا كخريجة ابلغ اليوم من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً، وأم لطفلين، ومحبة للعلم، وعلى الرغم من ان الحياة لا تسير دوماً وفق ما نخطط له! ولكن سر عدم الخسران، هو الإيمان بالله، ثم العمل الجاد لما نحب تحقيقه. فإن كانت النتائج على غير ما نتمنى، علينا المحافظة على ثقتنا بالله والعمل المثابر واثقين أننا سننال الجزاء الذي نستحقه في الوقت المقدر لنا".