توصية باعتماد سياسيات تقلل الفجوة بين فلسفة التعليم وحاجات الواقع الراهن
أوصى باحثون وأكاديميون تربيون في ندوة حوارية نظمها مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، بعنوان "فلسفة التعليم في فلسطين"، المؤسسات التعليمية باعتماد سياسيات تعليمية تقلل من حدة الفجوة القائمة ما بين فلسفة التعليم النظرية، وضرورات وحاجات الواقع الراهن.
وأكدوا أن التعليم في الأرض الفلسطينية متجدد ويتحرك قدما نحو النهوض بالواقع الفلسطيني المعاش، وشددوا على أهمية بناء شبكة تعليمية قوية تستند إلى تعزيز مكانة التفكير النقدي والبحثي القائم على البحث العلمي وأساسياته في التطبيق وليس بالاعتماد فقط على النظريات بالموائمة بين حفظ النظريات وبين فهمها وتطبيقها في العلوم والرياضيات ومبادئ التحليل.
وأكدوا أهمية الحوار العلمي والفكري الناقد وصولا لنظام تعليمي قوي يمكن الفلسطينيين من الصعود والتحرك قدما نحو منافسة دول العالم المتقدم في العلوم والفكر والأبحاث، بعيدا عن التعقيد في المناهج وكثرة المساقات التعليمية التي تثقل كاهل الطلبة في المرحل الابتدائية والثانوية والجامعية.
وكان الكاتب والإعلامي حسن عبد الله افتتح الندوة بالحديث عن أهمية الندوة وأهدافها الفكرية والتعليمية التنموية من خلال تحفيز البحث والنقاش في فلسفة التعليم في الأرض الفلسطيني وتطوراته ومنهجياته القائمة.
وتحدث محسن عدس في مداخلته عن النظريات التربوية، وأوضح أن النظام التربوي يقوم على العديد من النظريات منها الأصولية الدينية، والعقلية والنقدية والتقدمية والتعددية المعرفية، مستعرضا شرحا تفصيلا لمفاهيم هذه النظريات وقواعدها وأساسياتها ومنطلقاتها الفكرية ومنهجيات تطبيقها المستقاة من الواقع .
وتطرق إلى السياسية التربوية القائمة في فلسطين، وقال إن "السياسة التربوية ترتبط بأربع قواعد أساسية أبرزها تحديد الحاجات وبناء المشاريع التربوية على أساسها ومن ثم التنفيذ والمأسسة الحقيقة لهذه السياسية التربوية".
وأوضح أن فلسفة التعليم في فلسطين سيما المناهج التعليمية لا تعاني من أي قصور في الصياغة أو التركيب. مشيرا إلى أن المناهج التعليمية تعزز من احترام الحريات وتؤكد أن الفلسطينيين يعيشون في ظل الديمقراطية ويكرسون مبادئ وقيم المواطنة والتسامح.
ولفت إلى أن المنهاج الفلسطيني القائم اعتمد في صياغته على مشاركة الآباء وأولياء الأمور وبالتالي هو منهج تشاركي يحترم مؤسسات المجتمع المدني والمحلي، مشددا أن دور أولياء الأمور مهم في متابعة الطلبة ومناقشة همومهم واحتياجاتهم المعرفية والفكرية والحياتية.