الاسير الشاويش: اضرابنا عن الطعام لن يتوقف حتى تطبيق المصالحة ودفن عار الانقسام
علي سمودي
على طريقتها الخاصة تشارك الحاجة طرب الشاويش نجلها الاسير ناصر جمال موسى الشاويش معركة الامعاء الخاوية التي يخوضها مع عشرة من رفاقه الاسرى خلف القضبان رافعين شعار "الاسرى يريدون انهاء الانقسام "، فتارة تتضامن بالاضراب والصوم عن الطعام واخرى بالاعتصام امام الصليب وحاليا بدات تتوجه للمؤسسات والفعاليات ومطالبتها بالتحرك لان المعركة التي يستمر بها ابنها ورفاقه تحمل كما تقول رسالة تعبر عن كل االشعب الفلسطيني الذي ينبذ الفرقة ويسعى لتحقيق الوحدة وانهاء الانقسام ".
ومما يثير الوالدة الشاويش انه رغم خطورة الوضع الصحي لناصر واخوانه واهمية وقدسية رسالتهم فانها لا تجد صدى في الشارع ، وتقول " ابني حركه حب وطنه وشعوره بالواجب والمسؤولية والانتماء بعدما اصبح الانقسام يهدد مجتمعنا وشعبنا وقضيتنا ورغم سجنه والظلم والمعاناة االكبيرة اصر على تادية واجبه ولكن الماساة ان هناك صمت كبير في الشارع "، واضافت " لا نسمع سوى البيانات والصراخ والعبارات الرنانة عبر الفضائيات ولكن على ارض الواقع يستمر الانقسام والاشد قساوة غياب الحراك الشعبي ".
الحراك الشبابي
والحراك الشبابي هو الرهان الاكبر للشاويش في سجنه بعدما دخل واخوانه الاسرى يومهم ال22 من اضرابهم المفتوح للمطالبة بانهاء الانقسام وتنفيذ اتفاق المصالحة فورا والتفاف الجميع حول جهود الرئيس لتحقيق المصالحة ، وعبر الاسير الشاويش عن اعتزاز الاسرى بموقف وحراك الشباب العربي متاملا ان يكون في صالح دعم القضية الفلسطينية ، واستدرك يقول " املنا كبير بالتغيير العربي ونطالب شباب الربيع العربي بمساندتنا في نضالنا على طريق الحرية اما الشباب الفلسطيني فمسؤوليته اكبر وعليه ان يكون مبادرا لانهاء الانقسام "، واضاف " رغم القمع والعقوبات والسجن لم نتردد لحظة في اعلان هذه الخطوة التي لا تراجع عنها حتى تحقيق مطالبنا فلماذا لا يتحرك شبابنا في كل مكان لشطب الملف الاسود من تاريخنا نستصرخ الجميع التحرك قبل فوات الاوان لان هناك فئة تسعى لتكريس الانقسام ".
ارادة وعزيمة
الاسير الشاويش ، الذي ينحدر من مدينة طوباس و ولد عام 1975 وتعرض للملاحقة من الاحتلال خلال انتفاضة الافصى واعتقل في 3-6-2002 وحوكم بالسجن المؤبد هو والد لطفلين ،وتنقل بين عدة معتقلات حصل على الثانوية العامة في المعتقل و يهوى كتابة الشعر ودراسة الأدب العربي من خلال الكتب داخل المعتقل ، قال " قررنا كاسرى خوض هذه الخطوة لنؤكد للجميع ان نضالنا لن يحقق شيئا من اخدافنا وان الطريق نحو الحرية لن تتحقق في ظل الانقسام والرهان على الاجندة هنا وهناك المطلوب وحدة الصف ورص كل الطاقات لنواصل المسيرة نحو اقامة دولتنا كاملة السيادة وعاصمتها القدس ومواجهة تحديات حكومة نتنياهو "، واضاف " من خلف القضبان رسالتنا لكل حر شريف عار على كل من يصمت ويتهرب من مسؤولياته ارفعوا اصواتكم في كل مكان ورددوا معنا " كل الشعب يريد انهاء الانقسام "، لا كرامة ولا حرية ولا استقلال دون دفن عار الانقسام ".
دعم الرئيس عباس
الاسير الشاويش احد قادة كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة "فتح "، دعا للمسارعة في تطبيق بنود اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح "و"حماس " ، وقال " في كل مرة يوقع اتفاق نفرح و نبارك المصالحة التي تعتبر املنا وحلمنا ككل شعبنا لانهاء الحقبة السوداء ،ولكن اصابنا الالم والصدمة والياس والاحباط مع تكرار الفشل تلو الاخر في التطبيق لذلك نضرب ونخاطر بحياتنا لوقف التلاعب بحياة شعبنا يجب تسريع تشكيل الحكومة الفلسطينية ونشد على يد القيادة الفلسطينية في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية" ،واضاف " كاسرى نطالب جماهير شعبنا وكل القوى بالالتفاف حول القيادة الفلسطينية للوقوف صفا واحد في وجه مخططات اسرائيل و نناشد كل الشعب الفلسطيني دعم القيادة الفلسطينية لترتقي لمستوى الحدث وفرض اجندتنا وقضيتنا وانجاز حقوقنا العادلة والمشروعة ولن يتحقق ذلك في ظل الانقسام". واضاف " في كل لحظة نشكر الله الذي اوصلنا الى توقيع اتفاق المصالحة التي نعتبرها انجاز كبير في ظل ما تتعرض له القضية على الارض من مؤامرات يتصدى لها الرئيس محمود عباس الذي يسعى جاهدا لكسب الدعم والتاييد العالمي لاعلان الدولة ويقود الحملة الدبلومسية بشجاعة وجراة وقناعة وايمان وقوة " ،واضاف " نقدر عاليا موقف السلطة والقيادة في خطواتها المستمرة لتحقيق اهداف شعبنا ونحن نحترم كثيرا هذه المواقف التي دائما نتمنى ان تسمعها اليوم الثورات القائمة لتنتصر لحقنا ولكن ابن باقي القوى من مسؤولياتها ".واستدرك الشاويش قائلا " بعد كل هذه الفترة العصيبة لم نعد نقبل بالصمت ونطالب شعبنا بالتحرك المستمر واعلاء صوته ومساندة خطواتنا في ميادين فلسطين في حراك يومي لا يتوقف حتى ترتفع راية وعلم فلسطين واسقاط الانقسام وكل من يقف وراءه ويسعى لتعزيزه وتكريسه في سبيل مصالح واجندة معادية ".
عقوبات الادارة
في المقابل ، ورغم انها خطوة لا تتعلق بادارة السجون الاسرائيلية فانها شنت هجمة شرسة ضد ادارة السجون ، وحسب نادي الاسير قمعت ادارة السجون الاسرى العشرة المضربين دعما للمصالحة وفرضت بحقهم عقوبات تعسفية شملت العزل ومنع الزيارات والفورة والكانتين . وقال الشاويش " لم يكن مستغربا موقف الادارة فهي اول من استثمر الانقسام لضرب وحدتنا وفرض الفرقة بين الاسرى وسلب حقوقنا وحرماننا منها لانها تنفذ سياسة الاحتلال الذي يسعى دوما لتكريس الانقسام واعاقة أي محاولات لانهاءه ولكن نؤكد للادارة اننا لم ولن نتراجع معركتنا مستمرة وقرارنا موحد لن نتوقف عن اضرابنا قبل تنفيذ اتفاق الوحدة والمصالحة مهما كان الثمن ".
وانتقد الشاويش بشدة دور الفصائل وتراجع تاثيرها وحراكها ، وقال " للاسف موقف كافة القوى لم يرتقي للمستوى المطلوب فلماذا الصمت على الانقسام ولماذا لا تكشف الحقيقة لشعبنا من حقنا ان نعيش الحقيقة والواقع وان لا نبقى ننتظر التصريحات في سباق التراشق والاتهامات والفضائح عبر الفضائيات "، واضاف " المصالحة ليست بحاجة لقرار وانما لقناعة وايمان ووفاء وتربية على حب الوطن من يريد مصلحة شعبه ووطنه وقضيته ليس بحاجة للجان واجتماعات وجولات مكوكية الطريق الاسهل هو الوحدة في الميدان لانهاء كل شيء ولكن للاسف لدينا قناعة ان هناك اطراف تريد ان يدوم الانقسام وان الاوان لكشفها وفضحها ونبذها واقتلاعها لنكون جميعا خلف الرئيس محمود عباس في الطريق نحو انهاء الانقسام ".
دعم ومؤازرة
في منزلها في بلدة عقابا لا تتوقف الوالدة ام عادل عن المطالبة بدعم خطوة نجلها ناصر الذي بدات تتفاقم معاناته مع دخوله الاسبوع الرابع من اضرابه المفتوح ، وتقول " رغم ان الخطوة والمعركة التي يخوضها ابني واخوانه هامه وتتعلق بحياة كل فلسطيني ولكن لم نلاحظ الاهتمام المناسب فاين هم اصحاب النخوة والضمير الحي الاسرى المقيدين المحاصرين يثورون من اجل الوحدة رغم جوعهم والمهم وعذابهم والاحرار لا يتحركون حتى لمجرد تضامن اين القوى والفصائل "، واضافت " ابنائنا الاسرى اطلقوا صرختهم فلماذا لا يستجيب احد ؟".
وتعبر الحاجة الصابرة عن تاثرتها البالغ لان ولدها ناصر يتعرض لعقوبات يوميه مطالبة كافة المؤسسات بمتابعة قضيته وباقي المضربين مستصرخة الجميع الخروج للشوارع لرفع شعار الاسرى للمطالبة بانهاء الانقسام .
ويقبع خلف القضبان ثلاثة من ابناء الحاجة ام عادل خالد وناصر ومحمد ، وقالت " ناصر من مواليد عام 1975 وتعرض للملاحقة من الاحتلال خلال انتفاضة الافصى واعتقل في 3-6-2002 وحوكم بالسجن المؤبد بتهمة العضوية في قيادة كتائب الاقصى ،لكن ادارة السجون تواصل منعه من مواصلة دراسته الجامعية وتفرض عليه قيود وعقوبات تعسفية كجزء من سياسة الانتقام بسبب دوره ونشاطه الوطني قبل وخلال اعتقاله " اما محمد ،فذكرت انه معتقل منذ عام 2006 ويقضي حكما بالسجن 11 عاما ،اما خالد فعاش عبر الانتفاضتين مطاردا ومستهدفا حتى تمكنت قوات الاحتلال من اصابته التي ادت للشلله وبعد اعتقاله حوكم بالسجن المؤبد 10 مرات ، كما استشهد ابنها موسى عام 1992 خلال تنفيذه عملية فدائية