نابلس: الديانات الثلاث تحت سقف واحد
جميل ضبابات
ربما لم يكن يعلم المستشرق الألماني كريستيان فلشر إلى ماذا سيؤول إليه تناغم الأديان عندما بنى الدير في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
بعد نحو قرن من وفاته، يقدم 14 طفلا رقصة تقليدية في ساحة دير في البلدة القديمة من نابلس، في محاولة لتجسيد حوار غير مباشر للأديان.
وليس ثمة إشارة لمعرفة إلى أي طائفة أو دين ينتمون. لكن راعي الكنيسة يقول إن القاعدة التي انطلق منها هذا التجمع "اجتماعية تسعى للتقريب بين الأطفال".
والكنيسة التي تقع في مركز المدينة، تجمع نحو 60 طفلا من أبناء الديانات الثلاث: السامرية والمسيحية والإسلامية، في مخيم صيفي فريد من نوعه في الأرض الفلسطينية. نابلس ذاتها تضم الديانات الثلاث، بعد خروج عدة عائلات يهودية منها قبل منتصف القرن الماضي.
داخل ساحات الدير من الصعب تفريق الأطفال عن بعضهم، وليس ثمة أي إشارة دينية توحي إلى التفريق بين أبناء هذه الديانات الذين يعيشون في مجتمع متجانس فكريا وثقافيا، ومختلف دينيا.
وقال راعي الدير الأب إبراهيم نيروز: "سنستمر بهذا البرنامج. نحن لنا رسالة واحدة وهي بناء مجتمع جميل في وطن جميل، ونابلس خريطة دينية فسيفسائية جميلة".
وإضافة للكنيسة، ثمة جمعية الأسطورة السامرية، ومنظمة أنصار الإنسان تشاركان في تنظيم هذا المخيم الصيفي، الذي يجمع أطفالا من أتباع الديانات الثلاث، يختلط على بعضهم الأمر في التعرف إلى أي دين يتبع بعضهم. نابلس المدينة التي تسكن فيها الطائفة السامرية التي تؤمن بخمسة أسفار من التوراة، يسكنها المسيحيون.
"لذلك جمعناهم وفكرنا في هذا المخيم بصراحة لم نواجه أي صعوبة في انخراط الطلبة. انظر كيف يجلسون ويلعبون" قال وجدي يعيش وهو مدير منظمة أنصار الإنسان.
ودير فلشر يبدو المكان المناسب لجمع أبناء الديانات الثلاث، فالدير الذي أسسه الألماني فلشر وأسس أقدم مدارس نابلس، بني في زاويته مسجد النصر بعد أن تبرع فلشر بالأرض للمسلمين.
إذا كانت فكرة التقارب بين الديانات أيضا جغرافيا. "فلشر من أعطى المسلمين هذه الأرض، وهو الذي بنى المدرسة المسيحية الوطنية التي ضمت طلابا من الديانات الأربع. كان بعض الطلبة اليهود يدرسون".
من زاوية الدير تظهر الصلبان ومئذنة المسجد في خط أفقي واحد مع جبل جرزيم، المكان الأكثر قداسة حسب الأسفار التوراتية الخمسة الأولى للسامريين. وفي ساحاته يظهر أتباع الديانات الثلاث يتعلمون الرقص الفلسطيني الكلاسيكي.
إنه الجوار الجغرافي والديني أيضا في مدينة واحدة.
"هذه جسور المحبة. علينا أن نبنيها هنا ونعمل من أجل فلسطين"، قال الأب نيروز وهو رجل دين مسيحي نشيط ومليء بالحيوية.
"إنهم أطفال بفطرتهم يلعبون".
ويمارس الأطفال خلال أربعة أيام في الأسبوع فنونا وألعابا رياضية مختلفة، لكن الاتفاق على الاندماج في هذه القضايا سهل، والاختلاف في قضايا العقائد الدينية صعب.
إنها مسألة تناول الطعام عند أبناء الطائفة السامرية المتشددين في اتباع نظام غذائي فيه محظورات لا يمكن تجاوزها، مثل تناول اللحوم ومشتقات الحليب.
"أدركنا ذلك واتّبعنا نظاما غذائيا يحترم الأديان"، قال الأب نيروز. يردد المعنى ذاته يعيش الذي يقول إن هذه مسألة أساسية.
ويضيف يعيش، "نجحنا بسرعة. الآباء تقبلوا الفكرة. كلهم أبناء نابلس، لكن مرة شارك طفل من الطائفة السامرية قدم من مدينة حولون".
وحولون هي مدينة قرب تل أبيب يسكن فيها جزء من السامريين. لكن آدم يعقوب الكاهن وهو واحد من أبناء الطائفة جاء من جبل جرزيم. ومثل آدم أطفال آخرون لم يستطيعوا تحديد ديانات أقرانهم إلا بعد أيام من اللعب واللهو.
"كسرنا العزلة عند بعض الأطفال منذ الساعات الأولى. لم يكن الأمر صعبا" قال الأب نيروز. وأكد أطفال آخرون هذا الأمر مثل الطفل المسيحي خالد كوع، الذي قال إنه لم يتعرف إلى ديانة آدم إلا بعد ثلاثة أيام من لعبهم المتواصل.
وآدم ذاته قال إنه يضطر للسؤال. لا يعرف من هو المسيحي ومن هو المسلم. وفي المجموعات الأربع التي تقسم لتنفيذ النشاطات اليومية يختلط الأطفال ببعضهم، لكن نهاية يوم التدريب يتم ترحيلهم إلى منازلهم. وقال يعيش "تمتد العلاقات إلى ما بعد الانتهاء من البرنامج. أصبحت هناك زيارات عائلية بين ذوي الأطفال".
وتحفل نابلس بمزيج معماري ديني مميز، فهي المدينة الوحيدة في الأراضي المقدسة التي تضم أبناء الديانات الثلاث، وتضم الكنائس والأديرة والمساجد والكنس.
ربما لم يكن يعلم المستشرق الألماني كريستيان فلشر إلى ماذا سيؤول إليه تناغم الأديان عندما بنى الدير في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
بعد نحو قرن من وفاته، يقدم 14 طفلا رقصة تقليدية في ساحة دير في البلدة القديمة من نابلس، في محاولة لتجسيد حوار غير مباشر للأديان.
وليس ثمة إشارة لمعرفة إلى أي طائفة أو دين ينتمون. لكن راعي الكنيسة يقول إن القاعدة التي انطلق منها هذا التجمع "اجتماعية تسعى للتقريب بين الأطفال".
والكنيسة التي تقع في مركز المدينة، تجمع نحو 60 طفلا من أبناء الديانات الثلاث: السامرية والمسيحية والإسلامية، في مخيم صيفي فريد من نوعه في الأرض الفلسطينية. نابلس ذاتها تضم الديانات الثلاث، بعد خروج عدة عائلات يهودية منها قبل منتصف القرن الماضي.
داخل ساحات الدير من الصعب تفريق الأطفال عن بعضهم، وليس ثمة أي إشارة دينية توحي إلى التفريق بين أبناء هذه الديانات الذين يعيشون في مجتمع متجانس فكريا وثقافيا، ومختلف دينيا.
وقال راعي الدير الأب إبراهيم نيروز: "سنستمر بهذا البرنامج. نحن لنا رسالة واحدة وهي بناء مجتمع جميل في وطن جميل، ونابلس خريطة دينية فسيفسائية جميلة".
وإضافة للكنيسة، ثمة جمعية الأسطورة السامرية، ومنظمة أنصار الإنسان تشاركان في تنظيم هذا المخيم الصيفي، الذي يجمع أطفالا من أتباع الديانات الثلاث، يختلط على بعضهم الأمر في التعرف إلى أي دين يتبع بعضهم. نابلس المدينة التي تسكن فيها الطائفة السامرية التي تؤمن بخمسة أسفار من التوراة، يسكنها المسيحيون.
"لذلك جمعناهم وفكرنا في هذا المخيم بصراحة لم نواجه أي صعوبة في انخراط الطلبة. انظر كيف يجلسون ويلعبون" قال وجدي يعيش وهو مدير منظمة أنصار الإنسان.
ودير فلشر يبدو المكان المناسب لجمع أبناء الديانات الثلاث، فالدير الذي أسسه الألماني فلشر وأسس أقدم مدارس نابلس، بني في زاويته مسجد النصر بعد أن تبرع فلشر بالأرض للمسلمين.
إذا كانت فكرة التقارب بين الديانات أيضا جغرافيا. "فلشر من أعطى المسلمين هذه الأرض، وهو الذي بنى المدرسة المسيحية الوطنية التي ضمت طلابا من الديانات الأربع. كان بعض الطلبة اليهود يدرسون".
من زاوية الدير تظهر الصلبان ومئذنة المسجد في خط أفقي واحد مع جبل جرزيم، المكان الأكثر قداسة حسب الأسفار التوراتية الخمسة الأولى للسامريين. وفي ساحاته يظهر أتباع الديانات الثلاث يتعلمون الرقص الفلسطيني الكلاسيكي.
إنه الجوار الجغرافي والديني أيضا في مدينة واحدة.
"هذه جسور المحبة. علينا أن نبنيها هنا ونعمل من أجل فلسطين"، قال الأب نيروز وهو رجل دين مسيحي نشيط ومليء بالحيوية.
"إنهم أطفال بفطرتهم يلعبون".
ويمارس الأطفال خلال أربعة أيام في الأسبوع فنونا وألعابا رياضية مختلفة، لكن الاتفاق على الاندماج في هذه القضايا سهل، والاختلاف في قضايا العقائد الدينية صعب.
إنها مسألة تناول الطعام عند أبناء الطائفة السامرية المتشددين في اتباع نظام غذائي فيه محظورات لا يمكن تجاوزها، مثل تناول اللحوم ومشتقات الحليب.
"أدركنا ذلك واتّبعنا نظاما غذائيا يحترم الأديان"، قال الأب نيروز. يردد المعنى ذاته يعيش الذي يقول إن هذه مسألة أساسية.
ويضيف يعيش، "نجحنا بسرعة. الآباء تقبلوا الفكرة. كلهم أبناء نابلس، لكن مرة شارك طفل من الطائفة السامرية قدم من مدينة حولون".
وحولون هي مدينة قرب تل أبيب يسكن فيها جزء من السامريين. لكن آدم يعقوب الكاهن وهو واحد من أبناء الطائفة جاء من جبل جرزيم. ومثل آدم أطفال آخرون لم يستطيعوا تحديد ديانات أقرانهم إلا بعد أيام من اللعب واللهو.
"كسرنا العزلة عند بعض الأطفال منذ الساعات الأولى. لم يكن الأمر صعبا" قال الأب نيروز. وأكد أطفال آخرون هذا الأمر مثل الطفل المسيحي خالد كوع، الذي قال إنه لم يتعرف إلى ديانة آدم إلا بعد ثلاثة أيام من لعبهم المتواصل.
وآدم ذاته قال إنه يضطر للسؤال. لا يعرف من هو المسيحي ومن هو المسلم. وفي المجموعات الأربع التي تقسم لتنفيذ النشاطات اليومية يختلط الأطفال ببعضهم، لكن نهاية يوم التدريب يتم ترحيلهم إلى منازلهم. وقال يعيش "تمتد العلاقات إلى ما بعد الانتهاء من البرنامج. أصبحت هناك زيارات عائلية بين ذوي الأطفال".
وتحفل نابلس بمزيج معماري ديني مميز، فهي المدينة الوحيدة في الأراضي المقدسة التي تضم أبناء الديانات الثلاث، وتضم الكنائس والأديرة والمساجد والكنس.