"زبوبا" قرية فلسطينية يحاصرها الاحتلال وينكل بأطفالها
جنين- - الضرب او الحجز او الاعتقال العقوبات التي يفرض جنود الاحتلال، احدها او كلها، على كل طفل او قاصر، ترصده الكاميرات المنشورة على السياج الالكتروني المحاذي لجدار الفصل العنصري داخل اراضي قرية "زبوبا" الواقعة غرب جنين، والتي اصبحت محاصرة من مداخلها الثلاثة ولم يبقى لها سوى مدخل واحد على العالم الخارجي.
وتتعرض القرية يوميا لمداهمات اصبحت تقض مضاجع الاهالي وتثير قلقهم وتنغص على الاطفال معيشتهم، في ظل افتقار قريتهم لمراكز او منتزهات او مؤسسات تعنى بالاطفال، وقال رئيس مجلس قروي زبوبا "خلال الاشهر الماضية اصبحت قوات الاحتلال تتواجد يوميا في القرية مداهمات وملاحقة الاطفال والتنكيل بهم دون مبرر او سبب حتى اصبح كل مواطن يشعر بالقلق كلما غادر احد ابنائه منزله "، مضيفا " لا يوجد امان في قريتنا والجميع يعيش قلق وخوف دائم دون مبرر او سبب".
وأشار المواطن ضياء جرادات، إلى ان" الجنود يتحكمون بحياتنا وكأنهم يريدون فرض حظر تجول مستمر على قريتنا رغم ما تشهده من هدوء فلا يوجد أي مبررات لحملات الجيش التي تثير خوفنا وقلقنا".
فمنذ اقامة جدار الفصل العنصري داخل حدود القرية ومصادرة مساحات واسعة من اراضيها، فرض الاحتلال رقابة مشددة على القرية التي تمتد حدود اراضيها في قلب مرج ابن عامر، ولكن في الاونة الاخيرة بدأ الجنود يضيقون الخناق على الاهالي بشكل غير مسبوق، وذكرالمواطن احمد محمود، "اصبحنا نتوقع المداهمات في كل لحظة، وفجأة تقتحم الدوريات القرية وتطارد الاطفال وتنكل بهم رغم عدم وجود أي مبرر لذلك"، واضاف " قبل فترة لم يكد يغادر ابني المنزل لشراء بعض الاغراض من محل قريب حتى اقتحم الجنود القرية واعتدوا عليه بالضرب حتى اصبحنا نخشى عليهم في ظل عدم اهتمام مؤسسات حقوق الانسان بما نتعرض له من انتهاكات".
وفوجيء مجموعة من الفتية خلال جلوسهم في ارض داخل حدود القرية ومكشوفة وبعيدة عن الجدار بمحاصرة جنود الاحتلال لهم، وروى الطفل احمد حسني (12 عاما) لمراسل ، "كنا نجلس بشكل طبيعي ونتحدث انا واصدقائي عندما فوجئنا بالجنود يهاجموننا احتجزونا دون سبب وحققوا معنا وهددونا بالاعتقال اذا اقتربنا من المنطقة رغم اننا نتواجد في ارضنا البعيدة عن الجدار".
في حادثة اخرى، اعتقل الجنود الفتى احمد عمارنة بدعوى رشق حجارة على الجدار، وذكر بعد الافراج عنه "كنت اتمشى مع اصدقائي في داخل اراضي القرية في منطقة مكشوفة ولم يقع أي احداث او رشق حجارة ولكن داهمت دوريات عدة المنطقة وحاصرتنا"، واضاف " صلبنا الجنود وضربونا بشكل مبرح ثم اعتقلوني واقتادوني لمعسكر سالم وتعرضت للتحقيق، ضربوني بتهمة رشق الحجارة واحتجزوني ليومين وسط ظروف صعبة، صلبوني وهددوني بالسجن وعندما انكرت استدعوا والدي وحولوني للمحكمة لاني قاصر".
وذكر رئيس المجلس جرادات، ان "قوات الاحتلال مارست السياسة نفسها بحق عدد من اطفال القرية الذين احتجزوا واعتقلوا وتعرضوا للضرب بتهمة رشق الحجارة، واضاف " اعتقل الجنود اطفال من وسط القرية او عن اطرافها واخضعوهم للتحقيق والعقاب بشكل غير قانوني".
ويضاف لهذه المعاناة، حملات دهم المنازل وتفتيشها وترويع الاهالي، ويقول جرادات " في ساعات الليل يقتحم الجنود المنازل ويفتشونها ويثيرون رعب وقلق لا مثيل له في اوسط الاهالي، وفي الصباح يقومون باغلاق مداخل القرية لاعاقة وصول الموظفين واصحاب المهن لاعمالهم"، ويضيف "المداهمات واعتقال الاطفال منغصات لا يوجد لها مبرر والحديث عن رشق الاطفال للحجارة غير حقيقي والواضح ان هناك مخطط مبرمج يسعى الاحتلال لتنفيذه وعلينا ان ندفع الثمن".
وفي الوقت نفسه، تفاقمت معاناة اهالي القرية مع استخدام الاحتلال لاسلوب نصب الحواجز يوميا على مدخل القرية الوحيد، وقال الطالب اسماعيل عبد الرحمن " الاحتلال يستخدم كل السبل لتضييق الخناق علينا حتى حركتنا وتنقلنا اصبحت رهنا بمزاج الجنود الذين يحتجزوننا على الحواجز وسط العذاب لساعات "، واضاف ماجد جرادات (سائق تكسي )،"لا يوجد طريق للقرية سوى مدخلها الرئيسي ويوميا اصبحنا نواجه معاناة واحتجاز على الحاجز الذي يقام، ويتفنن جنود في عقابنا بشكل غير مبرر"، واكمل " يحتجز الاطفال مع النساء والطلاب والموظفين حتى اصبحت حياتنا جحيم".
واوضح جرادات، "لسنوات طويلة حرص الاهالي على الثبات فيما تبقى من اراضيهم البالغة مساحتها الف دونم، وتمكنوا من حمايتها بزراعتها والبناء فيها حتى بدأت المأساة الكبيرة مع استكمل بناء جدار الفصل العنصري على مساحة 480 دونم، فالتهم معظم اراضي القرية حتى بات يحاصرها من جهاتها الثلاث ولم يبقى لنا سوى 500 دونم من اراضي القرية للزراعة".
واضاف "بناء الجدار دمر كل مقومات الحياة في القرية، فالاراضي الزراعية نهبت واستولوا ومنعوا ايضا استخدام الاراضي القريبة من الجدار رغم انها تقع داخل حدود القرية".