إبراهيم سرحان: "وردة الكفرين" يسحقها رصاص الاحتلال
جثمان الشهيد ابراهيم سرحان في المستشفى
عبد الباسط خلف-
لا يصدق يوسف سرحان، أن حواره مع ابن أخيه إبراهيم قبيل فجر اليوم، سيكون الأخير. ويحاول جاهدًا عدم تصديق جريمة تصفيته بدم بارد، بعد لحظات قصيرة من حديثهم الطويل.
يقول بعيون تقطر حزنًأ:" إبراهيم كان صديقي مش أبن أخوي بس، وكان يكبر أبناء جيله بكثير، ويُحمل نفسه فوق طاقاتها، ويشعر بمسؤوليته تجاه أسرته، لكنهم قتلوه."
يرسم مشهدًا متشحًا بالسواد: غيرّت ملابسي للذهاب إلى الصلاة والعمل، وغادر إبراهيم قبلي للمسجد لصلاة الفجر، وبعد لحظات سمعت إطلاق رصاص، وناديت عليه، ولم يرد. وقال لي الشباب: أصابوه بجراح، ونقلنا إلى منزل لمعالجته، غير أن كلاب جيش الاحتلال اقتصت أثره، ووصلوا إلى البيت، وجروه على الأرض لمسافة 300 متر تقريباً، ووضعوه قرب حاوية نفايات، حتى فارق الحياة.
يُفند سرحان رواية جيش الاحتلال، التي أدعت قيامها بـ"عملية عسكرية" داخل المخيم لاعتقال مطلوبين، ومحاولة شاب الفرار من عملية الاعتقال، وملاحقته وإطلاق النار على الجزء السفلي من جسده. وإن الجيش لم يكن على علم بوضع إصابته، وأنه "يحقق" في الحادث. يتساءل: قتلوا أحلامه، ومثلوا في حثته، ويريدون فتح تحقيق!
بحسب حديث أسرة الشهيد إبراهيم،22 عاماً، فإنه آثر تأجيل دراسته الجامعية، وتغييرها، لمساعدة عائلته الكبيرة، فقد كان يعمل في قطف الخيار، ويشعر بثقل المسؤولية على والده، الذي يلتقط رزقه من دكان صغير بالمخيم، لا تكاد تفعل شيئاً لإطفاء لهيب تكاليف الحياة.
ويُصر ابن عمه زيد سرحان، أن يتحدث عن طموحه، وأخلاقه العالية، إلى جانب عدم استيعاب قتله في جريمة تقشعر لها الأبدان كما يقول.
يضيف: كان مثل الوردة، متفوقًا في دراسته الثانوية، وأصر على العمل والدراسة معًا، وأزاحه شعوره بالمسؤولية لتأجيل دراسته، والانتقال من كلية العلوم في جامعة النجاح إلى كلية هشام حجاوي؛ للتقليل من المتطلبات المالية.
وإبراهيم يتوسط ترتيب عائلته بين أشقائه: محمد، وعاصم، وعمر، وبلال، وشقيقاته الخمس، فيما سيترك رحيله فراغًا لعائلة خسرت مسقط رأس والدها وأجداها في الكفرين، قضاء حيفا، خلال النكبة.
ووفق سجل سرحان الجامعي، فإن صاحب الرقم( 10720184) غاب عن كلية العلوم، وانتقل بعد تأجيل دراسته لدراسة الهندسة في كلية هشام حجاوي التطبيقية، لكنه غُيّب عن مسرح الحياة، بعيار نار واحد، وتصفية بدم بارد.
يقول الشاب علي عبد الله: بدلا من عودة إبراهيم إلى نابلس للدراسة، عاد إليها لوداعها بنعشه.
فيما يستأنف عمه يوسف قص أحزانه: خلال حديث اليومي معه، وصداقتي الدائمة له، كنت أعرف أحلامه العامة والخاصة، ولم يرغب إلا في أن يعيش مستور الحال أولاً بأول، لكنه رحل قبل أن تتحقق أمنيته بتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة.
يسترجع محمود أمين أبو لبادة، الذي عاش طفولته في بلدة الكفرين، وأزاحته النكبة إلى مخيم إبراهيم: كانت عائلة سرحان من وجهاء بلدنا، وشكلت مع عائلات عبد الجواد، ودار يوسف، وخليفة، واسعد القاسم، والعسعس، وأبو لبادة الكفرين التي اقتلعونا منها، وها هم يلاحقوننا إلى المخيم، ويقتلون شبابنا، ويذبحونهم، ويجرونهم في الأزقة، وهم بعمر الورود.
لا يصدق يوسف سرحان، أن حواره مع ابن أخيه إبراهيم قبيل فجر اليوم، سيكون الأخير. ويحاول جاهدًا عدم تصديق جريمة تصفيته بدم بارد، بعد لحظات قصيرة من حديثهم الطويل.
يقول بعيون تقطر حزنًأ:" إبراهيم كان صديقي مش أبن أخوي بس، وكان يكبر أبناء جيله بكثير، ويُحمل نفسه فوق طاقاتها، ويشعر بمسؤوليته تجاه أسرته، لكنهم قتلوه."
يرسم مشهدًا متشحًا بالسواد: غيرّت ملابسي للذهاب إلى الصلاة والعمل، وغادر إبراهيم قبلي للمسجد لصلاة الفجر، وبعد لحظات سمعت إطلاق رصاص، وناديت عليه، ولم يرد. وقال لي الشباب: أصابوه بجراح، ونقلنا إلى منزل لمعالجته، غير أن كلاب جيش الاحتلال اقتصت أثره، ووصلوا إلى البيت، وجروه على الأرض لمسافة 300 متر تقريباً، ووضعوه قرب حاوية نفايات، حتى فارق الحياة.
يُفند سرحان رواية جيش الاحتلال، التي أدعت قيامها بـ"عملية عسكرية" داخل المخيم لاعتقال مطلوبين، ومحاولة شاب الفرار من عملية الاعتقال، وملاحقته وإطلاق النار على الجزء السفلي من جسده. وإن الجيش لم يكن على علم بوضع إصابته، وأنه "يحقق" في الحادث. يتساءل: قتلوا أحلامه، ومثلوا في حثته، ويريدون فتح تحقيق!
بحسب حديث أسرة الشهيد إبراهيم،22 عاماً، فإنه آثر تأجيل دراسته الجامعية، وتغييرها، لمساعدة عائلته الكبيرة، فقد كان يعمل في قطف الخيار، ويشعر بثقل المسؤولية على والده، الذي يلتقط رزقه من دكان صغير بالمخيم، لا تكاد تفعل شيئاً لإطفاء لهيب تكاليف الحياة.
ويُصر ابن عمه زيد سرحان، أن يتحدث عن طموحه، وأخلاقه العالية، إلى جانب عدم استيعاب قتله في جريمة تقشعر لها الأبدان كما يقول.
يضيف: كان مثل الوردة، متفوقًا في دراسته الثانوية، وأصر على العمل والدراسة معًا، وأزاحه شعوره بالمسؤولية لتأجيل دراسته، والانتقال من كلية العلوم في جامعة النجاح إلى كلية هشام حجاوي؛ للتقليل من المتطلبات المالية.
وإبراهيم يتوسط ترتيب عائلته بين أشقائه: محمد، وعاصم، وعمر، وبلال، وشقيقاته الخمس، فيما سيترك رحيله فراغًا لعائلة خسرت مسقط رأس والدها وأجداها في الكفرين، قضاء حيفا، خلال النكبة.
ووفق سجل سرحان الجامعي، فإن صاحب الرقم( 10720184) غاب عن كلية العلوم، وانتقل بعد تأجيل دراسته لدراسة الهندسة في كلية هشام حجاوي التطبيقية، لكنه غُيّب عن مسرح الحياة، بعيار نار واحد، وتصفية بدم بارد.
يقول الشاب علي عبد الله: بدلا من عودة إبراهيم إلى نابلس للدراسة، عاد إليها لوداعها بنعشه.
فيما يستأنف عمه يوسف قص أحزانه: خلال حديث اليومي معه، وصداقتي الدائمة له، كنت أعرف أحلامه العامة والخاصة، ولم يرغب إلا في أن يعيش مستور الحال أولاً بأول، لكنه رحل قبل أن تتحقق أمنيته بتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة.
يسترجع محمود أمين أبو لبادة، الذي عاش طفولته في بلدة الكفرين، وأزاحته النكبة إلى مخيم إبراهيم: كانت عائلة سرحان من وجهاء بلدنا، وشكلت مع عائلات عبد الجواد، ودار يوسف، وخليفة، واسعد القاسم، والعسعس، وأبو لبادة الكفرين التي اقتلعونا منها، وها هم يلاحقوننا إلى المخيم، ويقتلون شبابنا، ويذبحونهم، ويجرونهم في الأزقة، وهم بعمر الورود.