اليوم: غزة على موعد مع الاسير السرسك
علي سمودي
ليست وحدها الوالدة "ام عبد العزيز" من تصلي لكي يتحقق حلمها بتحرر نجلها لاعب المنتخب الوطني محمود كامل محمد السرسك (25 عاما)، المقرر الافراج عنه اليوم من قبضة سجانيه.
الابناء والاهل والاصدقاء وقوى وفعاليات الوطن من اقصاه الى اقصاه.. وكل محبيه في مسقط رأسه في مخيم رفح في حي الشابورة يشاركون الام المشتاقة والملتاعة الدعوات والصلوات التي لا تنقطع لجمع الشمل مع الابن الغالي والمناضل العنيد للاطمئنان على صحته وتحسس جسده الذي اعياه المرض وانهكه الاضراب الطويل عن الطعام والشراب على مدار 97 يوما.
الاحتلال تعهد وبكتاب خطي بالافراج عنه اليوم العاشر من تموز.. لكن هل يصدق الاحتلال يتسائل محبوه وعيونهم ترنو على معبر ايرز، حيث من المقرر ان يصل هناك في كل لحظة ما لم ينكث بالعهد!!
الوالدة التي وقفت تراقب الابناء والاحفاد وهم يزينون منزلها والشوارع وخيمة الاعتصام التي لا زالت منصوبة امام منزلها قالت "لن اشعر بمعنى الفرحة حتى ارى محمود بين احضاني، لقد مرت لحظات كثيرة فقدت فيها الامل لعناقه او لقاءه وكل يوم كنت اتوقع استشهاده".
الاسير السرسك.. شوق واتظار
واضافت "ابني صمد وقاوم حتى بعدما انهارت صحته ودخل مرحلة الخطر رفض ان يساوم او يتنازل عن حقه بالحرية لان اعتقاله ظالم".
"منذ صغره كان حلمه ان يمثل فلسطين في ملاعب العالم، وتحقق له جزء من حلمه وبينما كان يسير في طريق الاحتراف اعتقلوه في 22-7-2009 وتعرض للتحقيق الجسدي والنفسي ومنع من الزيارات للاشتباه بعضويته في حركة الجهاد الاسلامي وعجزت المخابرات عن تقديم ادلة تدينه، ورغم ذلك رفضوا الافراج عنه"، تقول الوالدة.
سلطات الاحتلال كانت قد حولت السرسك للاعتقال تحت مسمى "مقاتل غير شرعي"، واستمرت في تجديد اعتقاله حتى فجر معركة الامعاء الخاوية التي تواصلت لـ97 يوما.
"لقد اغلقت امامه ابواب الحرية" هذا ما تقوله والدته، واستمر اعتقاله التعسفي فاعلن الاضراب عن الطعام وبدأت مصلحة السجون الإسرائيلية وجهاز المخابرات بممارسة أقسى درجات الضغط عليه لكسر إضرابه مقابل وعود شفوية بإطلاق سراحه لكنه تمسك بموقفه وواصل اضرابه حتى تسلم وثيقة رسمية موقعة تفيد بتعهد والتزام الجهات الإسرائيلية بإطلاق سراحه اليوم، وليس غدا"!
مر الوقت بطيئا ومتثاقلا، تقول ام العبد "شعرت في الايام الماضية ان عقارب الساعة ودورة الزمن توقفت، ولكن منذ يومين لم يغمض لي جفن، واعيش اصعب ايام عمري، واشعر ان السنوات الثلاث لا تساوي شيئا مع الساعات المتبقية".
وبينما ترفض الوالدة سماع أي احتمالات تثير التشاؤم، يقول نجلها عماد "جميعنا نعيش على اعصابنا.. توتر وخوف وقلق، لانه لم نتلق أي اشعار جديد منذ ايام، ولا يوجد اتصال مع اخي الا من خلال المحامين، ولكننا نامل ان تلتزم ادارة السجون بالقرار ويفرج عن اخي اليوم".
الاسير السرسك.. لاعبا كرويا ووطنيا
وينتظر عماد مع اسرته لحظة عناق محمود الذي لم يتمكن احد من زيارته منذ اعتقاله، ويقول "كل فلسطيني فخور باخي الذي ناضل وقاوم وخاض معركة بطولية في سبيل حريته وكرامته، ورغم تدهور وضعه الصحي صمد وتمسك بخيار الشهادة او الحرية".
ويضيف "كرم الله اخي بالانتصار وحفظ حياته ونامل ان نفرح بحريته ولن نظمان ونشعر بالفرح حتى نراه في منزلنا لانه لا يوجد امان للاحتلال الذي يتلاعب دوما بالاسرى وذويهم".
في منزله ومحيطها وشوارع المخيم، يتسابق الكثير من الاقارب والمتطوعين لتزيين الشوارع بالاعلام والرايات وصور الاسير السرسك، ويقول عماد "نستعد للحظة الاجمل والحاسمة، الجميع صغارا وكبارا يترقبون وينتظرون، ولكن الفرحة ستبقى مؤجلة، ولن نفقد الامل، وستكون لحظة حرية اخي نصر جديد للاسرى على سياسات الاحتلال والاعتقال".
ولكن سيظل السؤال معلقا.. هل سيصدق الاحتلال؟؟
وكانت الPNN قد تحدثت بعد ظهر أمس مع شقيقة الأسير محمود السرسك
حيث قالت وفاء السرسك شقيقة الاسير محمود في حديث لنشرة شبكة "PNN" الاذاعية بعد ظهر اليوم الاثنين انه تم ابلاغهم رسميا من قبل الارتباط الفلسطيني بنية الاحتلال الافراج عن محمود في تمام الواحدة من بعد ظهر الثلاثاء، عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، حيث سيجري استقبال حافل من قبل فعاليات قطاع غزة المختلفة للاسير السرسك بما يليق به.
وتضيف السرسك ان فعاليات كبيرة ستجري يوم غد الثلاثاء بمشاركة فعاليات وطنية مختلفة على مختلف الاصعدة حيث سيجري استقبال حافل له، متمنية ان تجري الامور كما هي دون اي اعاقات، حيث اشارت الى انه يتوقع من الاحتلال اي شيء على غرار ما جرى مع الكثير من الاسرى من خلال التجديد لهم او ماشابه، وطالبت الاسير محمود بالتحلي بالصبر ازاء ما جرى له من اعتقال واجراءات بحقه.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت اللاعب في المنتخب الفلسطيني السرسك (25 عاما ) قبل عام تقريبا، لدى سفره عبر معبر بيت حانون، للعب لصالح فريق نادي بلاطة الرياضي، واحتجزته منذ ذلك الحين تحت قانون المقاتل غير الشرعي.